
خاص بِكَفّيكم: مصير المنطقة بيد الأميركيين، والكلمة للانتخابات!
الانتخابات الأميركية بين هاريس وترامب!
كتبت شيماء الخطيب؛ الانتخابات الأميركية بين هاريس وترامب! – سنة كاملة مرّت على الحرب الهمجية والإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الإسرائيلي على غزة. إلا أنّ الأمر لم يقتصر فقط على غزة، بل توسّعت هذه الحرب لتشمل كلّ لبنان؛ بعد أن كانت محصورة فقط بالمناطق الجنوبية الحدودية. هذه الحرب ليست حرب إسرائيل فقط، بل هي حرب أميركا أيضاً، إذ حظيت بمباركة ودعم جو بايدن الكاملين.
في السياق، تشكّل الانتخابات الأمريكية، التي ستحصل في 5 تشرين الثاني المقبل، نقطة جوهرية في هذه الحرب. فبين دونالد ترامب وكامالا هاريس.. هل من منقذ لبلادنا؟
سنة كاملة مرّت على الحرب الهمجية – تاريخ الديمقراطيين حافل
لن نعود بالزمن كثيراً، سنأخذ باراك أوباما وجو بايدن مثلان بارزان للسياسة الخارجية الديمقراطية، وتحديداً دول الشرق الأوسط.
لنبدأ من باراك أوباما، في عهده، كانت هناك أحداث بارزة في الشرق الأوسط أدّت إلى خرابه. فقد اندلع ما يسمّى “الربيع العربي”، الذي أنتج دماراً في عدد من الدول العربية مثل مصر، وسوريا، وليبيا، وغيرها. وهذا ما أدّى إلى تشرذم وانقسام هذه الدول بطريقة لا مثيل لها. كذلك، في عهده، برز تنظيم “داعش” الإرهابي الذي فتك في العراق وسوريا، ولم ينجُ لبنان من بعض هجماته.
بالمقابل، وقّع أوباما اتفاقية النووي مع إيران في العام 2015، وبطريقة غير مباشرة كان سبباً في زيادة نفوذها في المنطقة. وهذا ما انتهجه أيضاً جو بايدن، حيث كانت سياسته معتدلة مع إيران، إذ أنّه أعاد إحياء النقاشات النووية مؤخراً.
إلا أنّ الحدث الأبرز، في عهد بايدن، الذي يتفاخر دائماً بأنّه صهيوني، هو الحرب الدموية الأخيرة على غزة. هذه الحرب التي دعمها قلباً وقالباً، متغاضياً عن كلّ المجازر التي ارتكبتها إسرائيل، حتى أنّه استخدم حق الفيتو عدة مرات، في مجلس الأمن، لمنع وقف إطلاق النار.
اللافت أنّ كامالا هاريس، موجودة أصلاً في الحكم الآن، وقد صرّحت بعد ترشحها، أنّها ستسعى لإنهاء الحرب – في حال انتخابها. لكنّنا لم نرَ أي خطوات فعلية اليوم تجاه هذا الأمر، فهل سيتغيّر الأمر بعد توليها منصب الرئاسة؟
ترامب الرئيس.. كارثة الشرق الأوسط
لا يخجل ترامب من مواقفه المناهضة والحاقدة على العرب عموماً والمسلمين خصوصاً. فمنذ إعلان ترشحه لمنصب الرئاسة، وهو يقول إنّه يدعم إسرائيل حتى النهاية، ويشير إلى أنّه لو كان في سدة الرئاسة لما حصلت هذه الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، كان له تصريح بارز، بأنّه يرى أنّ مساحة إسرائيل صغيرة ويجب توسيعها على الخريطة. كما أشار إلى أنّه سيدعم ضرب اسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، لو كان رئيساً.
تصريحات تنذر بكارثة وتفجّر حرب إقليمية شاملة في حال وصوله إلى البيت الأبيض مجدداً، وذلك بحسب عدد من المحللين.
المخيف، أنّ ترامب قد ينفذ هذه الأمور فعلاً، ففي اختصار بسيط لولايته السابقة، كان له خطوات بارزة في الشرق الأوسط. أولاً، ألغى الاتفاقية النووية مع إيران في العام 2017 وفرض عليها العقوبات لتقييد قدراتها في المنطقة. حظر دخول المهاجرين من بعض الدول التي تتمتع بغالبية مسلمة وهي العراق والسودان وإيران وليبيا والصومال وسوريا واليمن.
أمّا الخطوة الأبرز فكانت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة.
كلّ هذه الخطوات التي قام بها ترامب خلال وجوده في البيت الأبيض بين العامين 2016 و2020، تشير إلى تماهيه ودعمه الكامل لإسرائيل. كما أنّها تنذر بأنّه داعم لتنفيذ خطة الشرق الأوسط الجديد والذي سيكون طبعاً، وفقاً لمصلحة إسرائيل في المنطقة.
من سيوقف الحرب “الفيل” أم “الحمار”؟
7 تشرين الأول 2023، نقطة مفصلية للمنطقة بكاملها، فالصورة بعد هذا التاريخ لن تعود كما كانت من قبل. ولكن متى ستنتهي هذه الحرب؟
الأكيد أن الصورة ضبابية على الجانبين الميداني والسياسي. لماذا؟
صحيح أنّ هاريس قالت إنّها ستعمل على إنهاء الحرب في المنطقة، إلا أنّها أبدت دعمها الكامل لإسرائيل و”حقها في الدفاع عن نفسها”. إضافةً إلى ذلك، هي موجودة الآن في السلطة، فهل ستغير سياستها؟
من جهة أخرى، سياسة ترامب واضحة جداً بالنسبة لإسرائيل، وتصريحاته واضحة، كما أنّ تاريخه يدلّ على خطواته اللاحقة في حال وصوله. إذاً، من الأفضل بينهما؟
خياران أحلاهما مرّ بالنسبة للشرق الأوسط، إلّا أنّ المحللين والمطلعين على الكواليس الأميركية يرون أنّ هاريس قد تكون أفضل من ترامب.
يقول هؤلاء إنّها أكثر عقلانية، ويمكنها إيقاف الحرب إن أرادت. أمّا ترامب، فهو مجنون، على حدّ تعبيرهم، وقد يفجر المنطقة بأكملها.
بالنتيجة، السياسة الأميركية العريضة واضحة جداً، فهي تدعم إسرائيل بالمطلق. وسواء وصل “الفيل” أم “الحمار” إلى البيت الأبيض، لن يتخلّى عن “بيبي”، لا بل قد يكون هناك تصعيد وتطورات خطيرة في المستقبل القريب.



