خاصمقالات

خاص بِكَفّيكم| السابع من أيّار، يوم قرع طبول الرصاص

خاص بِكَفّيكم| السابع من أيّار، يوم قرع طبول الرصاص

كتبت رزان غازي لموقع بِكَفّيكم، السابع من أيّار، يوم قُرعت الطّبول رصاصًا في بيروت، وعزفت مزامير النّحيب، لحن فيلم الاجتياح الإسرائيلي، بإنتاج وإخراج، ومنتجة لبنانيّة الصّيغة.

بين 8 و14 جماعة من القتلى الذين دفعوا الثّمن نخب كأس إسقاط قرار الحكومة، الذي يهدّد بمصادرة شبكة اتصالات حزب الله الاستخباراتية، ومنعهم مراقبة مدرج المطار الأساسيّ، فضلًا عن إقالة أحد رجاله من منصب رفيع، والحصيلة، بروباغاندا بلون أحمر قانٍ.

القادة أكلوا الحصرم بحماس، وبمبدأ بيي أقوى من بيّك، وبدل أن تكون بيروت “أم الشّرائع”، تحوّلت إلى بيروت “فوضى في الشّوارع”، لتعود إلى الواجهة موقعة صفّين، للانتقال منَ الحقّ بالخلافة، إلى الحصّة الشّيعيّة في بيروت، وإلى استعراض للقوى التي اجتاحت الجبل، من الشويفات إلى الباروك، مثلما هشّمت وجه الجنوب اللّبناني، فكيف تمّ رسم المشهد؟

إثر صدور قرار من مجلس الوزراء اللبناني يقضي بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله، وإقالة قائد جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي العميد وفيق شقير، بعد الاشتباه بوضع الحزب لكاميرات مراقبة على مدرج المطار، وتمدد شبكة اتصالاته خارج مناطق سيطرته، أمر اعتبره الحزب تجاوزًا للبند الذي يذكر “المقاومة” في إحدى البيانات الوزاريّة، وكان لحزب الله بمثابة “شحمة عَ فطيرة”، إذ يعتبر الحكومة غير شرعية بعد انسحاب الوزراء الشيعة منها. لذا احتلت مجموعات ملثمة ومسلحة تحت راية “المقاومة” أو “القمصان السّود” شوارع بيروت وقامت بأعمال عنف وتهديد وترويع للسكان، أسفرت عن مقتل نحو 76 شخصًا، وتسبّبت بدمار كبير في الممتلكات.

لم يكتفِ جيش المحاصصة من تدمير بيروت، بما يشبه الاجتياح الاسرائيليّ قبل أعوام، بل امتدّ العلّيق ليطال بشوكه أرض الجبل، حيث بدأت المعارك تدور مع جيشٍ جنبلاطيّ من الشويفات حتّى عاليه.

وتعد هذه الأحداث التي وقعت في عام 2008 في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان،  الأكثر عنفاً وخطورة منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، ونفذها مسلحون تابعون لحزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي، وقد توزّعت الخسائر يومها على الشّكل التّالي:

27 قتيلًا بين الحزب التّقدّميّ الاشتراكيّ وتيّار المستقبل، و26 من حركة أمل، حزب الله، والحزب القومي السّوري الاجتماعي، و23 مدنيًّا، لتكون المحصّلة 76 لبنانيًّا سدّدوا فاتورة العيش المشترك، السّيادة، ودولة القانون، وتحويلها وفق سعر الصّرف لحارة “كل مين إيده إلُه”.

تنوّعت التّسميات بين يوم مجيد وذكرى أليمة في التّقويم السّنويّ اللّبناني، ليُحسم النّقاش حولها بجملة “ان شاء الله ما بتنعاد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com