خاصمقالات

وسائل التواصل الإجتماعي! سمٌ أم ترياق للعائلات؟

وسائل التواصل الإجتماعي! سمٌ أم ترياق للعائلات؟

كتبت سارة المشطوب، تعتبر مواقع التّواصل الإجتماعي وسيلة من وسائل التّواصل العصري وربّما أهمّها فقد سيطرت على كافّة المجالات دون استثناء، لكنّها تعتبر سيف ذو حدّين،

فمن أهم العقبات التي تمرّ بها المجتمعات، العائلات والأفراد بشكل عام مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لتسللها لمعظم الفئات العمريّة وهذا ما يقسم النّاس بين مؤيّدين ومعارضين لها.

كما يجدر بنا الذكر أنّ 6.01 مليون لبناني أي ما يُعادل 89.3 في المائة من عدد سكان لبنان يستخدمونها،  وذلك وفقًا لتقرير DataReportal  حول استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في لبنان.

تتعدد أسباب استعمالها، وهي بالترتيب التّالي :

١-التواصل مع العائلة والأصدقاء

٢-تعبئة الوقت الفارغ

٣-قراءة القصص الإخبارية

٤-البحث عن محتوى كالمقالات والفيديوهات

٥-متابعة ما يتم الحديث عنه

وهذا ما يؤكّد كونها أهم وسائل التّواصل في كافّة المجالات، لكنها تحظى بالمركز الثاني لتعبئة وقت الفراغ ويعتبر هذا مؤشر مخيف ذلك لأن تعبئة الوقت هي الوجه الآخر لعملة “مضيعة للوقت”

ولكن هذا لا ينفي إفادتها بالقصص الإخبارية، المقالات ومتابعة كل ما هو جديد.

فتتمتّع التكنولوجيا ووسائل التواصل بقدرٍ كبير من الأهميّة في عدّة نواحي:

فهي تعزز وتسهّل التواصل بين الناس، حيث تحوّل العالم معها إلى قرية كونيّة صغيرة، وذلك إذا استُخدمت بطريقة صحيحة وفعّالة ومن خلال التواصل بطرقٍ أفضل. بالإضافة إلى أنّها تعمل على تطوير ثقافة الأفراد وزيادة معلوماتهم، فتتيح لهم المعرفة بالأحداث في وطننا وفي العالم بالإضافة إلى التطوّرات التي تجتاح العالم من دراسات علميّة وأخبار جديدة.

وتتيح مواقع التواصل الإجتماعي تعلّم مهارات ومعلومات جديدة فلا يخفى شيئاً عليها ومتى ما احتجنا الى معلومة نصل اليها بكبسةِ زرٍّ واحدٍ.

وقال أحد الطلاب: “أستخدمها في مهّمات عدة للحصول على بعض المعلومات في أبحاثي ودراساتي”.

وأضاف أنه: “خلال الابحاث تسهّل التواصل بيني وبين زملائي حتّى أنّها تساعدني في التواصل مع زملاء العمل.”

اما عن مساوِئها ذكر لنا الطالب أن: “العلم ساعدنا في تسهيل العديد من الأمور، لكن نحن من نستخدمها بطريقة خاطئة، والتي تؤدي إلى مشاكلٍ كثيرة، مثل:

-زعزعة العلاقات في الأسرة إذ أنّ العديد من الأسر تفكّكت بسببها فبعض الأهل تعرّضوا لحالات طلاق بسببها.”

ومن جهة أخرى إضافة لمساوئ وسائل التواصل الإجتماعي، تشير الإحصائات إلى أن 20% من حالات الطلاق سببها المباشر هو “الفيسبوك”.

وفي المرتبة الثانية يأتي تطبيق “واتساب”، فبحسب جمعية المحامين فإنه تسبب في 40% من حالات الطلاق في إيطاليا، وذلك لسهولة الاتصال بين الرجال والنساء وارتفاع نسب خيانة الأزواج.

لكن سؤالنا هنا هل المشكلة بالوسائل؟ أم أنّها في عقولهم؟

أثبتت دراسات عديدة أن فرط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي لاضطرابات في الدماغ والشخصية، وعلى التحصيل الدراسي للطلاب ، يعتبر الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي هدر واستنزاف للوقت الذي يجب أن نستغله فيما هو أكثر إفادة،كما انه بإمكان مواقع التواصل الاجتماعي أن تؤثر على مشاعر الفرد وشعوره بالقلق والاكتئاب وتدني في احترام الذات إذا ما كان استخدامه لها بشكل خاطئ.

بالإضافة للتنمّر الإلكتروني والذي تعرِّفه منظمة «اليونيسف» انّه كل كلمة أو صورة ترسل عبر الإنترنت، وذلك بهدف مضايقة أو تهديد أو نشر إشاعة ضد شخص ما والذي يؤدي أحياناً إلى عملية الإنت_حار فبحسب أحد الخبراء أنّ نسبة الأمراض النفسيّة والإنت-حار ارتفعت مع ارتفاعها عالمياً ولا تحصر في لبنان فقط. حيث أقدمت طالبة في إحدى ثانويات ولاية تكساس على الانتحار أمام أفراد أسرتها الذين حاولوا إقناعها بالتراجع عن قرارها، لكن من دون جدوى، وفضلت براندي فيلا «18 عاما»، وضع حد لحياتها بسبب التنمّر. فلم تجد الطفلة أمامها سوى الانتحار للتخلص من سخرية أصدقائها على وسائل التواصل الإجتماعي، حيث سلطت صحيفة nbcnews الضوء على قصة طفلة تبلغ من العمر 13 عاماً، انتحرت فى غرفة منزلها بولاية كاليفورنيا.

وبعد الحديث مع أحد المعالجين النّفسيين في لبنان أكّد: “أنّ استخدام المراهق لوسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بمستوى شعورهم بالرضا عن حياتهم وبزيادة مشاكلهم النّفسيّة، وبيّنت الدراسة أن الفتيات يعانين من ارتباط سلبي بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعدم الرضا عن الحياة فإحدى الفتيات عانت من اكتئاب بسبب شعورها بأنّ حياتها أقلّ رفاهيّة من غيرها بسبب مشاهدتها للوجوه والحياة الإصطناعية التّي تظهر على هذه المواقع.

ويؤكّد أنّ العديد من المراهقين كانوا بحاجة لمتابعة نفسيّة بسبب ما عانوه من تنمّر بسببها، ويأتي قسم آخر بنوعٍ من الهلع لعدم الرقابة على مقاطع الفيديو المرعبة والتي تحتوي على مظاهر عنف فيها.”

ختاماً مواقع التواصل الإجتماعي كالعديد من الأمور لها سلبيات وايجابيات في آنٍ معاً، لكن ألا يملك البشر حريّة استخدامها؟ فالمواقع المخلة للآداب موجودة والخيانة الزوجيّة موجودة منذ زمن، التنمّر وغيره. لكن يمتلك الإنسان حريّة استخدامها للتطور أم للأذيّة فالمشكلة ليست في التكنولوجيا إنّما في العقل البشري.

لذلك ننصح بالتّعرف على أهمية تنظيم الأسرة لعدد من ساعات استخدام تلك المواقع الإلكترونية،  والتركيز الواضح عليها من أجل إشباع الإحتياجات الثقافيّة التي لا يخلو منها عقل أي شاب أو طفل، ويجب تعزيز روابط الأسرة بدلاً من لوم التّطوّر وما وفّره للبشر من سرعة وسهولة التواصل والوصول للمعلومات.

وهنا تبرز إشكاليّة أمامنا لطالما كانت موجودة، مع لوم البشر لكافّة مظاهر التطوّر، أليست من واجباتنا إعادة النظر بطرق استخدام هذا التّطور والتفكير أن اللوم ليس عليها إنّما على سوء استخدامها؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com