خاصمقالات

للتفاني عنوان: تضحية وأمان

للتفاني عنوان: تضحية وأمان

كتب روبير أبو شحادي

 

“وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها *** غَداةَ لَقيتَ المَوتَ غَيرَ هَيوبِ”

كادر الدفاع المدني اللبناني من المدارس المهمة حيث نتعرف على الشجاعة والبطولة ونتعلم منها الكثير من قصص التضحية والفداء، أطل عيدكم في ١ آذار كرس لأبطال الوطن والعالم ،كل عامٍ وأنتم تطفؤن نار لبنان وحماكم الله على هذا الإنجاز البطولي الذي نفتخر به في الشرق الأوسط والعالم أثناء الزلازل، إننا نتعزز بالروح المعنوية الكبيرة التي يحملها رجال الدفاع المدني في سعيهم لخدمة الناس والمجتمع، فهم أصحاب الطبيعة الطيبة التي تزيد من معدلات الأمن والسلامة معها.

نبذة عن الدفاع المدني اللبناني

تأسس الدفاع المدني عام 1945 إثر الحرب العالمية الثانية بتاريخ 15 أيار 1956 وبموجب القانون رقم 45/67 الصادر عن مجلس النواب إنطلقت أعماله من غرفة وزارة الدفاع وانحصرت بالتدريب والتوجيه، بتاريخ 12 حزيران 1959 صدر المرسوم الإشتراعي رقم 159 الذي جعل الدفاع المدني مديرية وحدّد موجباته.

بتاريخ 8 أيلول 1961 صدر المرسوم التنظيمي رقم 7563 الذي تمّ تعديله فيما بعد بالمرسوم التنظيمي رقم 50 تاريخ 5 آب 1967 لتحديد علاقة الدفاع المدني بباقي المؤسسات والإدارات الرسمية.

عام 1974 إستحدثت أول وحدة عملانية عُهدت إليها أعمال الإطفاء والإنقاذ والإسعاف واستمرت بالتطوّر والنموّ إلى أن أصبح الدفاع المدني بوجهه الحاضر ومهماته الملازمة لحياة الناس اليومية.

عام 1979 تمّ إلحاق الدفاع المدني بوزارة الداخلية بموجب القانون رقم 6/79.

بتاريخ 4/8/1994 صدر عن مقام مجلس الوزراء القرار رقم 15 بالموافقة على أن تصبح مديرية الدفاع المدني مديرية عامة.(المصدر:المديرية العامة للدفاع المدني)

.

مهام الدفاع اللبناني:(المصدر:الدفاع المدني اللبناني)

تغطي مهام الدفاع المدني الأراضي اللبنانية كافة، ويمكن تحديدها على الشكل الآتي:

تأمين الحماية المدنية للأشخاص والممتلكات والبيئة وتدارك الخسائر فيها.

تجنّب الأخطار التي تهدد السلامة العامة ومواجهتها والحد من نتائجها، وذلك في حالات الكوارث والنكبات الطبيعية والظروف الطارئة الناجمة عن الأعمال الحربية، وفي حالة خطر الحرب بمختلف أشكالها. وله في سبيل تأمين ذلك، الحق في تأهيل الأفراد لممارسة الحماية الذاتية، ولضمان استمرار الحياة العامة بصورة طبيعية في الحالات المشار إليها عن طريق:

تكليف الآهلين بالموجبات التي تستدعيها مقتضيات الدفاع المدني.

إعلام المواطنين وتوجيههم وإرشادهم وتدريبهم على أعمال الدفاع المدني، وإخضاعهم للتمارين الدورية اللازمة.

إجلاء السكان وإيواؤهم وتوفير سبل معيشتهم بالتنسيق مع الإدارات والمؤسسات المختصة، وإخلاء الأماكن الخطرة والمعرضة للخطر.

هدم الأبنية المعرضة للانهيار.

كما يعاني الشعب اللبناني يعاني الدفاع المدني اللبناني من مشاكل تهدد عيشهم الكريم، فما هي أبرز متطلباتهم ؟

يعاني عناصر وموظفون الدفاع المدني اللبناني من عدة مشاكل معيشية التي تدفعهم للإستمرار أكثر للعمل الإنساني والتطوعي في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار الذي يصل إلى عتبة ١٠٠ ألف ليرة والتي تؤثر على معيشتهم وتدفئتهم في ظل غياب من يرعاهم و يدافع عن كرامتهم المرمية في المجهول … ومن أبرز مطالبهم التي تشابه مطالب القطاع العام جميعم وهي:

إعلان تثبيت جميع المتطوعين في الخدمة الفعلية لكي يستطيعوا أن يتقاضو كرامتهم كرواتبهم….

دفع الرواتب كما هي وكما تنص القوانين في ذلك التي أصبحت حبراً على ورق ومرمية في درج الوزارات وأيضا دفع الحوافز كاملة بدون إستثناء .

إعطاء بدل نقل كاملة توازي سعر صرف الحالي وليس سعراً لن نحلم به مجدداً .

إعطاء كافة المساعدات والتقديمات العينية لعائلاتهم ليتحلو بالآمان والرفاهية لكي لا يغادروا الوطن مكسوري الخاطر.

تجهيز كافة العناصر بالمعدات الحيوية وصيانة شاحنات الأطفاء وتجديدها.

تحفيذ الشباب على العمل التطوعي لكي يخدموا وطنهم كما يخدموه في الصعوبات والمشاقات.

تعزيز الميزانية للمديرية العامة للدفاع المدني اللبناني ليؤمنوا كافة التجهيزات والمعدات ودفع رواتبهم…

دور الدفاع المدني اللبناني في أحداث زلزلال تركيا والشرق الأوسط وإنفجار مرفأ بيروت

ها قد أتت هذه الفاجعة الكارثية التي أودت بحيات العديد من شعب سوريا وتركيا… حاملة معاها صدمة تاريخية لن يسطتيع المرء أن يتخايلها. قد مرت فترة على إنقضاء الزلزال وسطوته الكاملة على أرواح الكثير من الأشخاص…

في حين قامت المديرية العامة للدفاع المدني بمبادرة إنسانية لمساعدة جميع المتضررين والفقراء والعجزة التي هدمت بيوتهم وهدمت معهم حياتهم لكي ينحرموا من تنفس الهواء النقي ويضيق صدرهم ظلما وصقيعا. عندما أتت فرقة من المتطوعين يعاونهم الجيش اللبناني-قسم الهندسة(للكشف عن الأضرار) بذلوا قصارى جهدهم للعمل على انقاذ المتضررين، تاركين عائلاتهم يأكلهم اليأس في حين يعاني لبنان من جروح باطنية وعميقة…

بعد أسبوع ، أتت هذه الفرقة من سوريا وتركيا حاملين معهم تضحياتهم ورافعين رؤوسهم ورافعين لبنان الشقيق في بلاد الشرق الأوسط … أتوا مكللين بالورود يحملون آمالاً وطموحاً لمدى طويل، ينتشلون جميع المواطنين من براعم الموت. كل الإحترام والتقدير، وحماكم الله من جميع المشقات.

فاجعة ٤ آب

في المثل الشعبي دعوة “يا رب ما تموتني لا حريق ولا غريق ولا شنشطة عالطريق”. أي التمني بعدم الموت حرقاً أو غرقاً أو على الطرقات، لكن ما حصل البارحة في لبنان كان كذلك إضافة لمن ماتوا تحت سقوف بيوتهم.

على صعيد آخر، فتحت بيوت أخرى أبوابها أمام المتضررين حيث شرد الانفجار أكثر من 300 ألف شخص، وفتح أصحاب بعض الفنادق أبوابهم وغرفهم وعرضوا خدماتهم لمن يحتاج بشكل مجاني، في صورة جميلة للتكاتف والتعاون.

آخرون وضعوا عناوينهم وأرقام هواتفهم على وسائل التواصل، كما تداعى الناس الأقل تضرراً لتنظيف الطرقات وإزالة العوائق وتأمين الطعام والحاجيات الأساسية بمبادرات فردية أو عبر مجموعات.

رغم اعتيادهم القيام بمهمات صعبة، إلا أن السنة الأخيرة لم تكن سهلة على الإطفائيين وعمال الإنقاذ في بيروت، خصوصاً بعدما أودى انفجار المرفأ المروع قبل شهرين بحياة عشرة منهم.

“كان يمكن أن أكون معهم”، تقول إحدى المتطوعات في فوج الأطفاء في بيروت ، في إشارة إلى عشرة من عناصر الفوج بينهم صديقتها سحر فارس، قضوا في انفجار بيروت بعدما كانوا أول من هرع إلى المرفأ لإطفاء حريق سبق الفاجعة.

وتقول “توجهت في الخامس من آب الى مكان الإنفجار، عندما سحبنا جثة سحر كان أمراً صعباً للغاية، إنهرنا جميعاً لو لم تكن (في الخدمة يومها)، كان يمكن أن أكون مكانها”.

وشكل مقتل عناصر الفوج العشرة مأساة كبرى عقب الانفجار. وانتظرت عائلات بعضهم قرابة أسبوعين لانتشال أشلائهم، بعدما مزّق الانفجار أجسادهم كونهم كانوا الأقرب ويحاولون إخماد النيران، من دون أن يعرفوا ماذا ينتظرهم خلف جدار العنبر رقم 12.

وأخيرا ،تتقاطع أهداف الدفاع المدني مع الطبيعة البشرية السليمة في الدفاع عن الإنسان والحفاظ على الحق في الحياة، فليحفظهم الله ويكون معهم في كل حدث وواقعة….

عسى الله أن يحمي لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com