خاصمقالات

لبنان في قلب العاصفة

لبنان في قلب العاصفة

كتب زين العابدين البسط 

هل ستكون هذه العاصفة في عز الصيف،

على هيئة عاصفة سياسية كبيرة تهز الكيان اللبناني؟

و ما الدور المسيحي في التقسيمة

بعد الإتفاق السعودي الإي-ران-ي (السني الشيعي)؟

بعد الحرب الأهلية عام ١٩٧٥ والخلاف المسيحي المسيحي على المارونية السياسية جاء إتفاق الطائف وعَدّل بعض البنود في الدستور ولكن لم يُنفذ منه أي بند وكانت الأحزاب الطائفية هي التي مضت به وكان الدور المسيحي ضعيف فيه.

و جاء إغتيال رفيق الحريري عام ٢٠٠٥ الذي كان عرّاب اتفاق الطائف (السنية السياسية) بحيث  فُرض عليه إكمال مسار لعبة الإقتصاد اللبناني والذي بحكم السياسة المتبعة إبّان الحرب الأهلية تحوّل إلى إقتصاد ريعي يعتمد على الديون وذلك بسبب تدمير القطاعات الانتاجية كالقطاع الصناعي وقطاع الزراعة والتجارة والخدمات خلال الحرب الأهلية.

لتأتيَ من بعدِها حرب تموز عام ٢٠٠٦ و ٧ أيار عام ٢٠٠٨ وغيرت في المعادلة السياسية في لبنان وذهبت الأطراف المتنازعة إلى الدوحة ووقعت إتفاق الدوحة (الشيعية السياسية) وإنعزل لبنان رويداً رويداً عن العالم العربي وأصبح الوضع الداخلي مأزوم وفراغ رئاسي وصراع سياسي بين محورين ١٤ و ٨ آذار حتى المجيئ بعون رئيس توافقي مع حكومة محاصصة طائفية دمرت كل معاني السياسة في لبنان وشرعت السرقات وقوننت الفساد بالإتفاق بين كل الأطراف للحفاظ على وجودهم و مصالحهم الحزبية على حساب الشعب.

إنتفض الشعب اللبناني على عدة مرات من ٢٠١١ إلى ٢٠١٥ ثم كان الإنفجار الكبير في ١٧ تشرين ٢٠١٩ و زحف الآلاف إلى الشوارع ضد السلطة الحاكمة حيث حملوا شعار (كلن يعني كلن) وظهر خط ثالث على الساحة السياسية بإنتفاضة شعبية كبيرة ممتدة على كل الأراضي اللبنانية وفي الإغتراب.

إنهزت عروش الطبقة الحاكمة وشعرو بالخوف والذعر حيث هرّبوا أموالهم المنهوبة من الدولة وما تبقى من أموال الناس إلى الخارج (الغرب)  وأودعوها بحسابات خاصة وبأسماء مختلفة وإستمرت هذه الإنتفاضة إلى أن ظهرت جائحة كورونا وأنقظتهم من مخالب الناس وإستثمرو الزعماء من خلال هذه الجائحة بالعراضات والتقديمات والمساعدات والزبائنية السياسية وكل زعيم وحزب أعاد تموضعه داخل بيئته وطائفته وخدر الناس الموجوعة لأشهر

وفي ٤ آب ٢٠٢٠  جاء تفجير مرفأ بيروت

ليعود فسادهم للواجهة مرة أخرى ولينتفض الشعب في ٨ آب ٢٠٢٠ بقوة وإحتلو المنتفضين خمس وزارات وأهمها وزارة الخارجية و المغتربين فكان ردة فعل هذه السلطة هي القمع والتشبيح وتقليع العيون والتخوين و بث الشائعات على الناس  مما أدى إلى إطفاء شعلة الشارع مرة أخرى.

جاء الإتفاق السعودي الإيراني على شكل صدمة سياسية كبيرة في الشرق الأوسط مما خربط كل الأوراق و غير اللعبة وهنا في لبنان هناك ثلاث أقطاب كبيرين السنة والشيعة والمسيحيين بعد الإتفاق السني الشيعي (الإيراني السعودي)، الموارنة(فرنسا) رغم خلافهم الكبير إلى أن وجدو أنفسهم بمأزق واحد إما السير مع هذا الإتفاق أو معارضته، ومعارضته لن تنجح إلا بإجتماع كل القوى المسيحية  وهذا لم يحصل.

فهناك إحتمالين لا ثالث لهم،

إما اللجوء إلى طاولة الحوار والإتفاق على رئيس جديد و هذا مخالف للدستور

إما إكمال البراز السياسي داخل مجلس النواب إلى حين وصول أصوات النواب أقله إلى٦٥ صوت على إسم واحد.

وهل يكون الحل والمشكلة في نفس الوقت هو التصويت لسليمان فرنجية من دون الكتلتين المسيحيتين الكبيرتين

بعدد أصوات يفوق ال٨٠ صوت؟

ماذا سيكون ردة فعل المسيحيين و هل سيلجأون إلى المعارضة فقط أو التصعيد والفوضى؟

لا أعلم ماذا تخبئ لنا الأيام و لكن نحن في داخل العاصفة ولبنان الذي كنا نعرفه لن يعود. إلى أين نحن ذاهبون هل يُقسم لبنان أم نذهب إلى مؤتمر تأسيسي جديد؟

أو سينتفض الشعب من جديد للحفاظ على تاريخ لبنان وثقافته وتعود الثورة للواجهة من جديد هل الحرب مع إسرائيل وقلب موازين القوة تكون الحل؟

صيف حار بعواصف غربية أو إزدهار شرقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com