خاصمقالات

تخوين الجيش وتهديد بـ7 أيار

خاص بِكَفّيكم: فادي كفوري في مرمى التخوين: لبنان بين تطبيق القانون وهيمنة السلاح

فراس القاضي – تخوين الجيش وتهديد بـ7 أيار – فادي كفوري في مرمى التخوين: لبنان بين تطبيق القانون وهيمنة السلاح.

مسيرات، اعتراضات، تهديدات، وتخوين. هذا ما يميز أذرع إيران داخل لبنان، لا سيما عند خضوعهم لإجراءات قانونية. فمن الطبيعي ألّا يتقبل الجمهور “المتأيرن” مبدأ تطبيق القانون عليه بعد أن كان يعيش الفلتان… معتبرًا أن “البلد لحسابه، لا مين شايف ولا مين سألان”. عندما يخرج أنصار حزب الله ملوّحين بعودة شبح 7 أيار الأسود بسبب إجراء سيادي بسيط كتفتيش طائرة إيرانية في مطار بيروت! فإننا أمام مشهد لا يُظهر سوى حقيقة واحدة: هذه الميليشيا لا ترى في لبنان إلا مزرعة تُدار وفق أوامر وليّها الفقيه. ليكون التهديد الوقح إعلانًا صريحًا بأن جمهور الحزب لم يغادر عقليته الانقلابية ولن يتوانى عن إشعال البلد إذا مست الإجراءات القانونية مصالحه ومصالح داعميه في طهران.

 

ورقة إيران تسقط تدريجيًّا

بعد أن ادخل حزب الله لبنان في حرب بالغنى عنها، تسببت بخسائر مادية وبشرية ضخمة. وبعد الاتفاق على وقف إطلاق النار والذي نص بشكل أساسي على قرار 1701 الذي من شأنه وقف النشاط العسكري المسلح لحزب الله في لبنان… وبالتالي وقف دعم إيران له، فإن أمن لبنان فوق أي اعتبار والحرص على تطبيق الاتفاق من الركائز الأساسية التي تحمي لبنان من إعادة الحرب! وخاصة أن حزب الله طالب بشدة لإجراء هذا الاتفاق.
انتشرت مخاوف عديدة من قدوم الطائرة الإيرانية إلى لبنان… وتحديدًا بعد نشر إعلام العدو تنبيهات للسلطات اللبنانية تشير إلى محتويات الطائرة الإيرانية الى لبنان المحتملة قبل وصولها الى المطار.

 

طائرة إيرانية تخضع للتفتيش تثير غضب التبعيين

يذكر أن الطائرة التي خضعت للتفتيش تابعة لشركة “ماهان إير” المرتبطة إلى حد كبير بالحرس الثوري الإيراني. كما تخضع هذه الشركة لعقوبات أمريكية منذ العام 2011.
فبحسب معلومات نشرت على وسائل اعلامية فإن فريقًا من المراقبين الجمركيين في المطار يضمّ ثلاثة مراقبين من الطائفة الشيعيّة… وهو يعمل منذ سنوات ويقوم بتسهيل مرور حقائب وبضائع لها صلة بحزب الله ومسؤوليه! مانعًا استبدال أيّ أحدٍ من أعضاء الفريق بحماية من مسؤولين في الحزب. ولكن “لن تسلم الجرة في كل مرة”. ليأمر قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري بإجراء تفتيش دقيق للطائرة. وكان هذا الإجراء حرصًا منه على أمن لبنان من همجيات إيرانية داخلية. هذا ما أثار غضب التبعيين وشهد محيط المطار حالة من الاستنفار على خلفية ما حصل مع الطائرة الإيرانية، وكأن أمن المطار “لعبة بأيديهم”.

 

التاريخ الإيراني المشرّف

ليس كأن إيران والتابعين لها لديهم سوابق بتهريب المخدرات ومواد أخرى تعتبر من الممنوعات. أبرزها وأحدثها الحكم بالإعدام، الأربعاء، بحق 6 أشخاص يحملون الجنسية الإيرانية، وإدانتهم بقضية تهريب مخدر الحشيش للمملكة العربية السعودية.
وكانت شكوك قد أثيرت حول احتمال نقل الأموال لدعم الحزب، في وقت تزايدت فيه التساؤلات عن نفوذ إيران في لبنان. إلا ان السفارة الإيرانية في بيروت قدمت شرحًا مفصلًا عبر وزارة الخارجية اللبنانية. وأكدت أن الأموال الموجودة في الحقائب هي لتسديد نفقات تشغيلية خاصة بالسفارة، وأنها تتضمن وثائق ومستندات مالية ولا علاقة لها بأي شحنات موجهة إلى حزب الله.
بناءً على هذا التوضيح، تم السماح للحقيبتين بالمرور وفقًا لأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تمنح الحصانة الدبلوماسية للمسؤولين الدبلوماسيين.</p>

 

تخوين الجيش وتهديد بـ7 أيار: حملة تخوين يتعرض لها العميد فادي كفوري

لم تتحمّل دويلة حزب الله قرار التفتيش. لتطور لغة الاستنفار الى هجوم إلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالعادة من قبل الذباب الالكتروني المطبل لحزب الله. وهذه المرة طالت ثقافة التخوين العميد فادي كفوري ناعتين إياه “بالمتصهين” وبكلمات تشبه ثقافتهم الذين اعتادوا استخدامها بين بعضهم البعض. هل نعت عميد في الجيش اللبناني بأنه متصهين سيمر مرور الكرام؟، فقط لأنه لا يملك شخصين كوفيق صفا وابراهيم الموسوي كما شهدنا في الاونة الأخيرة في الدعوى التي قدمتها ال mtv؟

تخوين الجيش وتهديد بـ7 أيار

جمهور الحزب يتخفى كما سيدهم

الذباب الإلكتروني المدافع عن انتمائه الخارجي، وقرارات الحزب، تجاوزوا كل الحدود في نشرهم التهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي متخفيين بحسابات وهمية “لياخذوا راحتهم بالحكي” كسيدهم الذي اعتاد ان يكون متخفيًا منذ العام 2006 ويهدد من وراء الشاشات ومن تحت الأنفاق حتى اغتياله. ومن الضروري وضع حد للتفلت والتطاول على الجيش اللبناني وقائد الجيش وضباطه واتهامهم بالتبعية لأمريكا مجرد ان العميد كفوري قام بإجراءات ضمن صلاحياته ولكنها تتعارض مع خيانتهم للبنان وتطبيعهم الإيراني الذي لا يختلف كثيرًا عن التطبيع الإسرائيلي. أين القضاء من هذه التهم؟

بيد ان إيران اعلنت أنها تعتبر أمريكا شقيقة لها وهي التي يعتبرها جمهور الموالي لايران عدوها الرئيسي!

بحيث قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مؤتمر صحفي له: «لا نعادي الولايات المتحدة. عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم عمليا» مضيفا: «نحن إخوة للأمريكيين أيضا».

والجدير بالذكر أن وسائل إعلامية محلية وصحف لا تعرف من المهنية غير التجارة والتطبيل شاركت في هذا الترند أيضًا؛ متهمة الجيش اللبناني بالتبعية لأمريكا.
فهل تعتبر هذه التهم والأخبار والمقالات من ضمن الأخبار التي تكلم عنها وزير الإعلام زياد مكاري خلال مرحلة الحرب، وحذر من أن تقوم أي وسيلة اعلامية بنشر فتن وتحريض؟ أم أنها غير محسوبة عليها لمجرد أنها تتماشى مع البيئة الإيرانية؟

ميليشيا فوق الدولة؟… وتهديد بـ7 أيار

هل يعقل أن تتحول الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها إلى رهينة بيد ميليشيا تخدم مشروعًا خارجيًا؟ منذ تأسيسه، لم يكن حزب الله سوى ذراع إيران في المنطقة، يستخدم لبنان كقاعدة لعملياته العسكرية والسياسية. سلاحه الذي يزعم أنه موجه ضد إسرائيل، بات اليوم مُسلطًا على رؤوس اللبنانيين. والتهديد بإعادة 7 أيار هو دليل جديد على أن الحزب لا يتردد عن ضرب الدولة متى تعارضت مصالحه معها.
لا يزال هناك العديد من العائلات الجنوبية ومن الضاحية الجنوبية لبيروت تقطن بيوتًا في بيروت وجبل لبنان فُتحت ابوابها أمامهم للحماية من الحرب… حتى قام جمهور ما يسمى بالمقاومة بالتهديد ب 7 ايار أخرى بعد إجراء التفتيش. ويعيدنا المشهد إلى العام 2008 حيث حصلت حرب داخلية شنها حزب الله على اللبنايين كرد للجميل على احتضانهم لهم في حرب تموز عام 2006.
وهنا نوجه السؤال نفسه لوزير الإعلام والقوى الأمنية.

تخوين الجيش وتهديد بـ7 أيار

المعركة بين الحرية والخضوع

لبنان اليوم أمام مفترق طرق: إما أن ينتفض شعبه ومؤسساته بوجه حزب الله ويضع حدًّا لسلاحه غير الشرعي وهيمنته المطلقة وكف يده عن المؤسسات العامة ومحاسبة كل متطاول منه… وإما أن يتحول الوطن إلى محافظة إيرانية خاضعة لولاية الفقيه. الرسالة واضحة: لبنان لن يكون رهينة، ولن يُسمح لميليشيا عابرة للحدود أن تُدمر ما تبقى من وطن. على اللبنانيين أن يُثبتوا اليوم أن الكرامة الوطنية أقوى من أي تهديد! وأن عهد الخضوع قد ولّى إلى غير رجعة، وهذا هو الوقت المناسب لتحقيق ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com