خاصمقالات

الأحزاب السياسية اللبنانية إلى الواجهة

خاص بِكَفّيكم: الأحزاب السياسية اللبنانية إلى الواجهة من جديد...

خاص بِكَفّيكم: الأحزاب السياسية اللبنانية إلى الواجهة من جديد…


الأحزاب السياسية اللبنانية إلى الواجهة

عقب الحرب الإسرا.ئيلية على لبنان، هل استعادت الأحزاب السياسية قوتها على أرض الواقع؟

كتبت رباب الأحمدية؛ الأحزاب السياسية اللبنانية إلى الواجهة – حربٌ ضروس يعيشها لبنان واللبنانيون منذ توسع رقعة الإعتداءات الإسرا.ئيلية، لتشمل مناطق مختلفة من البلاد منذ شهر أيلول 2024. وقد نتج عنها موجة نزوح هائلة للمواطنين، من مختلف المناطق والقرى الجنوبية ومن الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وغيرها.

 

مسؤولية النازحين وتدهور أوضاعهم،”داوي الحاضر بالحاضر”:

أمام غياب الدولة وعجزها ومحدودية قدراتها على تولي مسؤولياتها في مساعدة النازحين وتأمين كافة احتياجاتهم الأساسية من مسكن، مأكل، فرش، طبابة وتعليم والى ما هنالك من الاحتياجات الضرورية لضمانة عيشهم الكريم.

فرضت قوى الأمر الواقع حالها على الأرض وأخذت على عاتقها مساعدة النازحين وتدبير أمورهم.

فضلاً، عن انتشار المبادرات الفردية التضامنية لمساعدة النازحين من أبناء الوطن. حيث قام المتطوعون بإعداد وتجهيز العديد من مراكز الايواء في مختلف المناطق اللبنانية التي تعتبر آمنة. وعمدت الجمعيات الخيرية إلى تحديد الأولويات لما قد يحتاجونه بشكل طارئ وسريع مثل المياه الصالحة للشرب، ومياه الاستعمال الشخصي “النظافة الشخصية” وطبعاً الطعام والملابس وغيرها الكثير من المساعدات الإنسانية.

 

لماذا تعتبر نقمة النازحين، نعمة الأحزاب السياسية اللبنانية؟

النازحون يتواجدون في مختلف المناطق اللبنانية. فمن لديه القدرة المادية على تأمين مسكن خاص به لجأ إلى استئجار منزل أو شقه أو حتى غرفة. أما الأغلبية الكبرى من النازحين وجدوا أنفسهم بلا مأوى فلم يكن أمامهم حل سوى التوجه إلى مراكز الإيواء المعتمدة في المدارس الرسمية… أو في بعض المؤسسات العامة أو الجمعيات الخاصة.

أمام هذا الواقع المرير الذي يعاني منه النازحون بشكل خاص واللبنانيون بشكل عام، وفي ظل غياب الدولة وخطة الطوارئ…. وانعدام القرار السياسي، عادت الزعامات و”المحسوبيات” السياسية إلى البروز من جديد وبقوة على الساحة اللبنانية… وبتنا نشاهد الإلتفافات الحزبية وشد العصب الحزبي في كافة المناطق. حيث عادت التجمعات واللقاءات الحزبية بين المسؤولين الحزبين والمواطنين إلى الواجهة بكثافة… وعمدت العديد من الطوائف إلى الالتفاف من جديد حول الزعيم الحزبي والعيش تحت جلباب الحزب بهدف الأمن والأمان.

ولقد بدا المشهد واضحاً في منطقة الجبل، عودة الزعامة الدرزية الحزبية الممثلة بزعامة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى احتلال الصدارة في الآراء والمواقف. ومن جهة ضبط النفس والتكاتف الوطني على سبيل المثال، الا ان هذا المشهد نراه في كل منطقة ورقعة آمنة في لبنان.

 

الأحزاب السياسية في قمة نشاطها الأمني والإجتماعي:

الأحزاب السياسية اللبنانية أعادت نشاطها على الأراضي من خلال إنشاء لجان طوارئ وخليات الأزمات من أجل استضافة النازحين وتأمين المواد الإغاثية لهم. فضلاً عن تأمين الأمن والأمان لهم في كافة أماكن تواجدهم.

فعلى المستوى الأمني، الأحداث التي تحصل في مراكز الإيواء والخلافات التي تحصل بين النازحين أنفسهم أو بين النازحين وأهل المنطقة المتواجدين فيها… يتم تداركها واحتواءها من قبل الأحزاب وعناصرها المتواجدين على مدار الساعة في هذه المراكز بصفتهم عناصر حزبين… أو على هيئة عناصر ولجان مدنية متطوعة يديرون خلية الأزمة في كل مركز من مراكز الإيواء.

بطبيعة الحال، الأحزاب السياسية التابعة لمحور الممانعة، كانت البيئة الحاضنة للنازحين في المقام الأول. وكذلك الأحزاب السياسية الأخرى التي لم تكن على علاقة جيدة مع حز.ب الله، وكانت تعارض سياسته في كثير من الأحيان، عمدت إلى احتضان النازحين وتأمين احتياجاتهم أيضاً. واعتبرت الأحزاب المعارضة والتي هي على خلاف دائم مع حز.ب الله، الذي يصل أحياناً إلى مرحلة العداء انه من باب “الواجب الوطني” استقبال النازحين في مناطقها.

فتوزيع المساعدات والخدمات أصبح من أهم مسؤوليات الأحزاب السياسية لتأكيد وترسيخ جذورها في الساحة اللبنانية على المستوى الإجتماعي. ويتم توزيع المعونات الإنسانية والغذائية بالتنسيق بين الأحزاب بين بعضها البعض، ومع المنظمات غير الحكومية وكذلك مع مدراء المدارس الذين أصبحوا المسؤولين عن توزيع المساعدات الإنسانية الإغاثية التي ترسلها الدولة والحكومة اللبنانية إلى مراكز الإيواء في حال وصولها.

 

المساعدات الإنسانية الإغاثية والغذائية توزع على مبدأ “هات إيدك ولحقني”:

كما جرت العادة، في كل الأزمات التي يمر بها لبنان هناك دائماً حلقة مفقودة.

النازحون يشاهدون يومياً عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الإجتماعي وصول آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية من مختلف الدول العربية والغربية. ولكن على أرض الواقع، لا يصلهم إلا القليل القليل.

قالت “رجاء” القاطنة بالقرب من مركز ايواء لموقع بِكَفّيكم إنه في كثير من الأحيان تقصدها العديد من النساء والفتيات من النازحين ويطلبون منها السماح لهن باستخدام المرحاض الخاص ببيتها للاستحمام، نظراً للإكتظاظ في المركز وشح المياه. والبعض الآخر يطلب منها إعداد إبريق شاي لشربه على “رواق” في “الجل” المقابل لمنزلها. وكثيراً ما يشكون لها من باب “فشة الخلق” بأنهم “كنازحين” يختلفون فيما بينهم على الحصص الغذائية والإغاثية حين تكون غير كافية للجميع. كما أنهم يعانون من النقص في الاحتياجات الشخصية والمتطلبات الحياتية غير الأكل والشرب.

 

تكاتف وتضامن لبناني غير مسبوق، يقابله غضب ونقمة على المستنقع التي أوقع لبنان فيه جراء هذه الحرب:

ساهمت الوحدة الوطنية والمجتمعية بين النازحين وأهالي المناطق المستضيفة لهم، إلى تعزيز قدرة المجتمع اللبناني على التصدي لمحاولات زرع الفتنة والانقسام الوطني والطائفي… أمام وحشية وهمجية الاعتداءات الإسرا.ئيلية التدميرية والإيبادية.

ولكن في المقابل، هناك نقمة وغضب كبيرين على الذين تفردوا بقرار فتح جبهة المساندة، والتي أدت إلى فتح نار جهنم على لبنان. وكأنه لا يكفي لهذا الشعب ما يعانيه منذ أكثر من خمس سنوات حتى الآن “والحبل على الجرار”.

حرب دمار واستنزاف، ومصير مجهول ومستقبل مظلم. ولا حلول وشيكة على أرض الواقع اللبناني. ولعله لا يوجد أمام الشعب اللبناني إلا عدالة السماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com