خاص بِكَفّيكم: العام الدراسي على الأبواب مثقلاً بالأوضاع الإقتصادية الصعبة،وشبح الحرب يخيم عليه. العام الدراسي بمواجهة الأزمة الإقتصادية
العام الدراسي بمواجهة الأزمة الإقتصادية
كتبت رباب الأحمدية؛ العام الدراسي بمواجهة الأزمة الإقتصادية: “من غيّر عادته قلّت سعادته” مصطلح ينطبق على القطاع التربوي في لبنان. فكما كل عام مع بداية العام الدراسي الجديد في لبنان, يواجه هذا القطاع تحديات كثيرة ومعقدة. وهذا العام هناك ظروف استثنائية منها تحديد كلفة التسجيل في المدارس الرسمية والتي تبلغ 4 ملايين و500 ألف ليرة عن كل طالب لبناني و9 ملايين ليرة عن الطالب الأجنبي، الأمر الذي شكل صدمة لأهالي الطلاب.
كذلك الحرب الإسرائيلية على الجنوب اللبناني والتهديد المستمر بتوسع نطاقها ليشمل كامل الأراضي اللبنانية، ونتج عنه نزوحًا كبيرًا لسكان هذه المناطق نحو مناطق أكثر أماناً. هذا النزوح الكبير والعشوائي سوف يؤدي إلى عرقلة بعض المؤسسات التعليمية عن تأدية عملها بشكل طبيعي. لأنها سوف تواجه اكتظاظاً كبيراً في أعداد التلاميذ قد يفوق القدرة الإستيعابية للمدرسة. وكأنه لا يكفي الأهل الأزمة الإقتصادية التي أرهقت كاهلهم على كافة الأصعدة والتي لم يسلم منها القطاع التربوي أيضاً. فأصبح التعليم عبئاً كبيراً على كاهل الأسرة اللبنانية في القطاعين العام والخاص.
من حق أولادي أن يتعلموا…
“حلمي ولادي يتعلموا بظروف منيحة” بهذه العبارة بدأت أم رنيم حديثها لموقع “بِكَفّيكم” وأضافت : “أنا أم لأربعة أولاد تتراوح أعمارهم بين 3 و 16 عامًا، بالتأكيد رسم التسجيل المدرسي الذي هو – بنظرهم مبلغ رمزي إلا أنه عبء كبير علينا نحن الأهل ذوي الدخل المحدود”.
ثم أكملت حديثها قائلة:”الأمور تصعب سنة بعد سنة أكثر فكل متطلبات الحياة اليومية باهظة الثمن من الأكل والشرب والمازوت والبنزين حتى بالخبز ما رحمونا”.
العام الدراسي بمواجهة الأزمة الإقتصادية: رسم التسجيل وتوابعه…
الأمر ليس مقتصراً على رسوم التسجيل في المدرسة فقط. صحيح المدرسة الرسمية تقدم الكتب مجاناً لتلاميذها، ولكن يبقى هناك الزي المدرسي أضافة إلى الدفاتر والقرطاسية.
أما الحقيبة المدرسية فحدث ولا حرج وقد أصبح سعر الحقيبة الواحدة يتعدى المليون ليرة لبنانية، للنوعيات الرخيصة. لذلك لجأ العديد من الأهالي إلى جعل أولادهم يحملون حقيبة العام الماضي، وما تبقى من قرطاسية ودفاتر متوفرة لديهم.
حتى المعطف المدرسي الذي هو من أساسيات العام الدراسي. والذي يضطر الأهل في كثير من الأحيان إلى شراء معطف جديد كل عام نظراً لتغير المقاس من سنة الى أخرى، فهذه المصاريف جميعها إلى جانب القسط هم كبير.
النقل المدرسي همٌ على هم…
وكأن الأهل لا يكفيهم الأقساط المدرسية والكتب والقرطاسية والزي المدرسي. حتى يأتيهم هم النقل من وإلى المدرسة، فتعرفة النقل أصبحت مكلفة جداً في ظل غلاء المحروقات. وتتراوح تعرفة النقل ما بين 20 الى 70 دولاراً للطالب الواحد بحسب القرب أو البعد عن المدرسة. وفي كثير من الأحيان يلجأ الأهالي إلى تأمين نقل أولادهم إلى المدرسة بسيارتهم الخاصة إذا توفرت، لتخفيف عبء مصاريف النقل عنهم في أيام العطل والأعياد والإضرابات المدرسية.
العام الدراسي بمواجهة الأزمة الإقتصادية: موسم الثلاثة ميم: مدارس- مؤونه – مازوت…
مصطلح يستعمله المواطن اللبناني مع بداية كل موسم شتاء. حيث يترتب عليه خلال هذا الموسم أن يؤمن أولا رسوم التسجيل في المدارس وكافة لوازم الأولاد خلال عامهم الدراسي.
إضافة إلى تأمين مؤونة الشتاء من المواد الغذائية التي يتم تحضيرها “المؤونة البيتية”. ثم يأتي أيضاً الهم الأكبر وهو تأمين مادة المازوت أو الحطب للتدفئة خلال فصل الشتاء.
والأهالي يتخبطون أمام هذا الواقع المرير والصعب. عاجزين عن تأمين كلفة تسجيل ولد واحد، فكيف سيتمكنون من ذلك في حال وجود أكثر من ولدين أو ثلاثة داخل البيت الواحد؟ وهم يعانون من ضائقة مالية وإقتصادية كبيرة متراكمة عليهم منذ أعوام.
التعليم المجاني حق من حقوق التلاميذ…
التعليم هو حق مشروع وأساسي لكل طفل وطالب لبناني. ولا نهوض لوطن أو أمة بلا التعليم. ونجاح هؤلاء الطلاب هو الشعلة المضيئة التي تنير عتمة الأزمات وتنهض ببلدنا من الحضيض.
لذلك هناك مناشدات عديدة لوزير التربية عباس الحلبي، بإلغاء قرار فرض رسوم التسجيل على الطلاب اللبنانيين. لأنه قد يؤدي إلى رفع معدلات التسرب المدرسي في بلد مثقل بالأوضاع المعيشية الصعبة، وقلق كبير من نشوب حرب كبيرة على لبنان.
هل سيتم التراجع عن قرار فرض رسوم التسجيل على الطلاب في المدارس الرسمية أو يبقى الحال على ما هو عليه؟
