
خواطر اليوم: عدالة
تشرق شمس العدالة على قلوبٍ طالما أثقلتها الظلمة، فتنبعث في الأرواح طمأنينةٌ مفقودة، وكأنها تعيد للأرض توازنها الذي فقدته في زحام الجور والطغيان.
العدالة ليست مجرد كلمة تتردد بين شفاه البشر، بل هي وعدٌ من السماء، وجسرٌ نعبر به نحو حياةٍ أكثر إنسانية. هي تلك اليد التي تمسح دمعة مظلوم، وتعيد حقًّا اغتُصب، وتوقف ظالمًا عند حدّه.
في العدالة حياةٌ للروح، وسلامٌ للمجتمع. هي حين تُعامل الجميع بميزانٍ لا يميل، وحين تكون الحقيقة واضحةً كالشمس في كبد السماء، لا تُحجبها غيوم النفاق ولا تُشوّهها أيدي المصلحة.
لكن العدالة، يا صديقي، ليست حلمًا يُنتظر؛ بل عملٌ يُبذل، وصوتٌ لا يصمت، وخطوةٌ جريئة تواجه الخوف والتردد. هي حين نختار أن نكون صوتًا للحق في عالمٍ ضجّ بالصمت، وحين نضيء درب المظلومين ولو بشمعةٍ صغيرة وسط الظلام.
لعلّ العدالة تبدو أحيانًا بعيدة المنال، لكنها تنبض في أعماقنا جميعًا، تنتظر منا أن نمنحها الحياة، أن نحملها رايةً لا تنكسر، ونرسم بها عالمًا أكثر رحمة وإنصافًا.
العدالة
هي الحلم الذي لن نتخلى عنه، والحق الذي لن نسكت عنه، والنور الذي ينير لنا الطريق.
بقلم :هويدا أبو الحسن

