
خاص بِكَفّيكم: النازحون من جمهور المقاومة غير مرحب بهم… لبنانيون يرفضون استقبالهم!
جمهور المقاومة زائر مرفوض
كتب وليد أبو شالة؛ جمهور المقاومة زائر مرفوض – قلة هم، أو كُثُر من رفضوا استقبال النازحين الجنوبيين، لا سيما منهم جمهور المقاومة بشكل خاص… عناوينٌ عريضة تربعت على عرش اسبابهم. من 7 و11 أيار، إلى اغتيال قادة ١٤ آذار، غزوة عين الرمانة، تفجير مرفأ بيروت… وتهم العمالة والتصهين والدعشنة والإرهاب، لم تسلم منهم.
إثر الأحداث الأليمة التي عصفت في لبنان من قصف العدو الإسرائيلي للجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية ونزوح أهالي المناطق المتضررة… تكللت عملية استقبالهم بال”أهلا وسهلا” في معظم مناطق لبنان من مراكز إيواء أو حتى إستئجار البيوت أو اللجوء للمكوث “عند صديق”.
إلا أن من الجانب الآخر، كثيرٌ من اللبنانيين رفضوا التضامن أو الاستقبال، حتى ولو كان السبب دفاعًا عن لبنان. فلم يُمحَ من ذاكرة اللبنانيين ما قام به جمهور المقاومة تجاههم… بدايةً من عمليات الاغتيال التي طالت رموزًا كبيرة لـ14 آذار منذ العام 2005 حتى العام 2013. وصولاً إلى أحداث 7 أيار في بيروت و11 أيار في الجبل.
لبنانيون يرفضون التضامن أو الإستقبال… والأسباب كثيرة!
لم ينسَ جمهور المقاومة كيف تم استقبالهم كما اليوم عام 2006 إثر العدوان الإسرائيلي… ليعتبر بعض اللبنانيين أن رد الجميل كان باجتياح بيروت والجبل في أيار 2008. فهذه الاحداث جعلت من بين بعض اللبنانيين وجمهور المقاومة مسافةً متوزاية لا تمكّنهم من الالتقاء سويّا.
إستكمالاً لما حدث في أيار 2008… حصلت أحداث مشابهة عام 2021 ولكن على نطاق أضيق، سمّيت بـ”غزوة عين الرمانة” أو “معركة الطيونة”. إثر توجه جمهور المقاومة لمعارضة قاضي التحقيق في تفجير مرفأ بيروت التي وُجِّهَت أصابع الإتهام فيه لحزب الله. فأصبح أهل عين الرمانة عملاء متصهينين بنظر جمهور ما يسمى بـ”المقاومة”.
لم تتوقف الأحداث هنا، فأحداث خلدة بين العشائر والثنائي الشيعي عام 2021 ايضًا، جعلت رقعة الرفض تتوسع… فجميع من خاصمهم حزب الله، لم يوفر جمهورهم من توجيه الصفات والاتهامات له. فمن عارض دخول حزب الله الحرب في سوريا، وخاصة سنّة لبنان أصبحوا إرهابيين ودواعش. ومن عارض سلاح حزب الله وحجّة المقاومة والردع لإسرائيل أصبح صهيونيًا. ومن تظاهر ضد حزب الله وثار ضده وضد سلاحه، أصبح عميل سفارات أو متصهين.
لم يسلم اللبنايين مرارًا من “تربيح الجميلة” أن لولا حزب الله لكانت أعراض اللبنانيين منتهكة من الإرهاب والأعداء. وبعد توجيه الاتهامات والتصنيفات من جمهور المقاومة، أصبح من اتُّهم من قِبلهم “بالعمالة والإرهاب والدعشنة والصهينة والـ بلا وطنية” ، أخًا لهم، وتجمعهم روح المواطنة معه تحت كلمة “كلنا لبنانيين”.
إلا أن رغم هذه الأحداث ورفض بعض اللبنانيين لاستقبال جمهور المقاومة، لم يتطور الموضوع إلى حد الشماتة او تمنّي الشر. فبيئة لبنان وحب اللبنانيين لبعضهم جعلت جميع اللبنانيين دون استثناء حتى الرافضين منهم استقبال جمهور المقاومة يتمنون عدم ضرر أحد وانتهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان وعودة الجنوبيين والبقاعيين إلى منازلهم سالمين.
كما وعلى أمل أن يتذكر الجميع وخاصة جمهور المقاومة، أن السنّي ليس داعشيًّا… والمسيحي ليس متصهينًا… والدرزي ليس عميلًا! ومن يعارضهم ويعارض إيديولوجيتهم ويعارض سلاحهم ليس “بلا وطنية”. ولِينسوا جميهم فكرة أن “الكل بيكره الشيعة، والكل متآمر عالشيعة”. فلبنان أكبر من ذلك.



