اليوممعلومات اليوم

مُضافات الطعام الصناعية ترفع خطر إصابة الأطفال بالربو!

مُضافات الطعام الصناعية ترفع خطر إصابة الأطفال بالربو!

ربطت دراسة حديثة، نُشرت في نهاية شهر أيلول من العام الحالي، في مجلة “علم المناعة” (Frontiers in Immunology)، بين تناول الأطفال أطعمة تحتوي على كمية كبيرة من المُضافات الغذائية الصناعية وإصابتهم بالربو الشعبي، وهذه المُضافات توجد على وجه التقريب في معظم الأطعمة التي يتم تناولها بكثرة، في الدول الصناعية؛ مثل الأغذية المحفوظة واللحوم فائقة المعالجة والعصائر المختلفة والمشروبات الغازية.

 

مُضافات كيميائية للنكهة أو الحفظ

اوضحت الدراسة، التي قام بها باحثون من جامعة نانجينغ الطبية (Nanjing Medical University) في الصين، أن المُضافات الغذائية الصناعية، هي مواد كيميائية تتم إضافتها للطعام لأغراض مختلفة؛ مثل زيادة صلاحيته أو إكسابه نكهة معينة، وتشمل المُحليات الصناعية (مثل الأسبارتام)، والمواد الحافظة (مثل بنزوات الصوديوم).

 

وفي السنوات الأخيرة، أدى تطور صناعة الأغذية إلى زيادة استخدام المُضافات الصناعية في الأطعمة فائقة المعالجة، بينما أدت تغييرات نمط الحياة إلى زيادة حادة في استهلاكها. ونظراً لأن الأطفال في الأغلب يقومون باستهلاك كميات من هذه الأطعمة أكثر من البالغين، وفي الوقت نفسه هم الأكثر حساسية للآثار السلبية لهذه المواد، لذلك يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة، خصوصاً مناعية المنشأ مثل الحساسية والربو الشعبي.

 

تحليل 10 أنواع من المضافات

حاولت الدراسة الحالية تحديد الروابط بين الإصابة بالربو الشعبي في الأطفال والمواد المضافة في الطعام، على مجموعة من الأطفال بلغت 240 طفلاً (تتراوح أعمارهم بين 0 و15 عاماً)، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين متساويتين؛ الأولى شملت أطفالاً مصابين بالربو الشعبي، والثانية أطفالاً أصحاء، تم استخدامهم مجموعةً ضابطة للنتائج، ولم يتناول أطفال المجموعة الضابطة أي نوع من المضادات الحيوية خلال فترة الدراسة لضمان الحفاظ على مناعتهم.

بعد ذلك، تم استخدام تحاليل بتقنيات معينة، لقياس تركيزات الدم لعشرة أنواع من أشهر المواد التي تضاف للأغذية، مثل الأسبارتام الذي يتم استخدامه بديلاً للسكر من قبل مرضى السكري، وفي المياه الغازية قليلة السعرات.

 

تركيز المضافات أعلى لدى المصابين بالربو

وبينت الدراسة أن تركيز معظم هذه المُضافات، كان أعلى بكثير، في المجموعة المصابة بالربو، من ​​تركيزها في المجموعة الضابطة، وكانت هذه النسب مرتفعة في معظم أفراد عينة الربو بغض النظر عن العمر أو الجنس.

 

تتفاعل المُضافات الغذائية، مع ميكروبات الأمعاء النافعة، وتؤثر بالسلب على الخلايا المناعية الموجودة في الأمعاء في البداية، ثم يمتد تأثيرها، ليشمل معظم الخلايا المناعية الموجودة في أجهزة الجسم المختلفة، بما في ذلك الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالربو الشعبي.

 

تأثير سيئ على الخلايا المناعية

للتأكد من أن هذه المواد لها التأثير نفسه، على الخلايا المناعية بشكل عام، سواء في الإنسان أو الحيوان، أجرى الباحثون التجربة على نموذج من الفئران. وفي العادة تتم الاستعانة بالنماذج الحيوانية في بعض الأحيان حفاظاً على صحة الأطفال. ولاحظوا زيادة واضحة في الخلايا الالتهابية والخلايا المناعية في المجموعة المعالجة بالمُضافات الصناعية، مقارنة بالمجموعة الضابطة.

 

وأشار الباحثون إلى أن المُضافات الغذائية، أدت إلى تعطيل تمايز الخلايا المناعية في نماذج الفئران، ما يعيق عملها ويقلل من كفاءتها. وتنقسم الخلايا المناعية إلى عدة أنواع، كل نوع مسؤول عن وظيفة معينة مختلفة عن بقية الأنواع الأخرى، ما يؤدي إلى تعزيز قوة الجهاز المناعي واستعداده لحماية الجسم من الأمراض المختلفة. وفي حالة اختفاء هذا الاختلاف، وتشابه جميع الأنواع، لا يكون الجسم قادراً على مواجهة كثير من الأمراض.

 

في النهاية، حذرت الدراسة من الإفراط في تناول المنتجات التي تحتوي على المُضافات الصناعية، خصوصاً للأطفال الذين يعانون من مشاكل مناعية، ونصحت بضرورة تناول الأطعمة الصحية الطبيعية مثل الخضراوات والفاكهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com