عقدان على خروج الجيش السوري من لبنان
آل الأسد لعنة لبنان...عقدان على خروج الجيش السوري من لبنان

عقدان على خروج الجيش السوري من لبنان
انتهى الوجود العسكري السوري في لبنان في 26 نيسان 2005، وذلك عقب ثورة الأرز التي اندلعت كرد فعل على اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط 2005.
من حافظ إلى بشار الأسد حكم سوري في لبنان

بدأت قصة حافظ الأسد مع لبنان منذ توليه رئاسة سوريا عام 1971، حيث سعى لتكريس مفهوم “تلازم المسارين السوري واللبناني”، وهو نهجٌ اعتبره جزءًا من مشروعه الإقليمي، وورّثه لاحقًا لابنه بشار الأسد الذي خلفه في الحكم.
لكن نفوذ حافظ في لبنان لم يبدأ مع الرئاسة فقط، بل تعزز منذ أن كان عضوًا بارزًا ومؤسسًا في حزب البعث العربي الاشتراكي.
ومع توليه منصب وزير الدفاع عقب انقلاب شباط 1966 الذي رسّخ سيطرة البعث على الحكم، تمكن الأسد من بسط نفوذه على مفاصل الدولة السورية، مما هيأه لاحقًا للعب دور مركزي في الشأن اللبناني.
خاصةً بعد نكسة حزيران 1967 وسقوط أجزاء من الجولان بيد الاحتلال الإسرائيلي. هذا الحدث عزز من طموحه لتعويض الخسارة عبر النفوذ الإقليمي، وكانت لبنان إحدى الساحات الأساسية لذلك.
وبعد اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية، لعب حافظ الأسد دورا بارزا، وكانت الحرب خليطا من حرب الآخرين على أرض لبنان وحرب أهلية بين أبناء البلد
وتحت شعارات قومية مختلفة منها مثل “حماية الوحدة العربية” و”منع التقسيم في لبنان” و”وقف الحرب الأهلية”، اتخذ حافظ الأسد قرار دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976 تحت مظلة “قوات الردع العربية
ما بعد اتفاق الطائف
عشية انتهاء الحرب الأهلية وتوقيع اتفاق الطائف بالسعودية عام 1989،بلغإحكام القبضة الأمنية لسوريا على لبنان ذروته.
وبعد عام واحد، في 1991، جرى توقيع اتفاقية “معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق”، بين لبنان وسوريا، وكانت دمشق اليد المسيطرة على الاتفاقية.
في عام 1998 قبل نحو عامين من وفاة حافظ الأسد تقريبا، بدأ بشار يتولى الإشراف على الوجود العسكري السوري في لبنان والذي تجاوز حينها أكثر من 40 ألف جندي. وفي العام نفسه، دعمت سوريا الأسد انتخاب إميل لحود الذي كان قائدا للجيش، رئيسا للجمهورية.
لكن وفاة حافظ الأسد، تزامنت مع عام تحرير حزب الله للجنوب من الاحتلال الإسرائيلي. وفي أيلول 2000، خرج لأول مرة البطريرك الماروني السابق نصر الله صفير، بـ”نداء المطارنة الموارنة”، الذي جسد دعوة رسمية لانسحاب الجيش السوري من لبنان.
شكل عام 2004 إنذارا كبيرا للأحداث المدوية والمتفجرة التي شهدها لبنان في 2005، وبداية انقسام عمودي بين مضاد ومُوال لنظام الأسد.
ومع انتهاء ولاية لحود الدستورية، جرى التمديد له في 2004 لـ3 سنوات بدعم وضغط من بشار الأسد الذي كان لحود يدين بالولاء له.
يوم 14 شباط 2005، كان منعطف تاريخي باغتيال رفيق الحريري في وسط بيروت ومعه الوزير السابق باسل فليحان وأكثر من 20 مرافقا. وهذه الجريمة التي وجهت فيها أصابع الاتهام إلى النظام السوري

بدأت مظاهرة مليونية مضادة لسوريا الأسد سميت بـ “ثورة الارز” دعت لانسحاب الجيش السوري من لبنان، وكان على رأسها تيار المستقبل وحلفاؤه حينها، مثل حزب القوات والحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين.
وبالفعل، تحقق خروج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005.

