خاصمقالات

خاص بِكَفّيكم| فتاة شعرت بالغيرة من الاحتفال بالأم.. فقررت إعلان الأحد الثالث من يونيو “عيدًا للأب”!

يحتفل اللبنانيون بعيد الأب، مع بداية فصل الصيف، وتحديداً يوم 21 حزيران، حيث يسعى العديد من الأشخاص لتقديم الحب والتقدير والامتنان لوالدهم، كما يحرصون على الاحتفال معه بهذا العيد إما عبر تقديم الهدايا أو تخصيص هذا اليوم له. ولكن، هل هذا العيد جديد ومتى بدأ الاحتفال به؟

 

هناك عدة روايات تتكلم عن تاريخ عيد الأب، إذ يقول البعض إنّ لعيد الأب أصولًا بابليةً مرتبطةً بشابٍ كلداني يدعى “الميسو” كتب تهنئةً وشكرًا وعبارات تقدير لأبيه على لوحٍ تم صنعه من الطين، وقدمه له هدية، وكانت أول هدية تُقدم للأب؛ بالإضافة إلى ذلك، هناك روايتين أخرتين عن الموضوع.

 

الأولى تقول إن فكرة الاحتفال بعيد الأب تعود إلى فتاة تدعى سونورا لويس سمارت دوج، وهي فتاة أمريكية كانت تعيش بولاية ميتشغان، في الولايات المتحدة الأمريكية، في العام 1909.

 

وفي التفاصيل، كانت سونورا تستمع إلى موعظة من أجل ضرورة الاحتفال بالأم، حين راودتها فكرة تكريم والدها، ويليام جاكسون سمارت، الذي تولى تربية أطفاله الستة بمفرده بعد وفاة زوجته عام 1898، فكان بالنسبة لهم الأب والأم.

 

فقررت سونورا تقديم عريضة، طالبت فيها بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وحصلت فكرتها على دعم العديد من الأشخاص. وتُوجت جهود سونورا في العام 1910، حين شهدت مدينتها الأم سبوكين، أول احتفال لعيد الأب في 19 يونيو من ذلك العام.

 

في السياق، يقال إنّه تم الاحتفال بعيد الأب الأول من خلال توزيع الورود على الآباء في المدينة، حيث تم تزويد الحاضرين بسلال مليئة بالورود الحمراء والبيضاء، وأُعطي كل منهم لون الوردة الّذي يدل على حال والده؛ فالورود الحمراء رمزت للآباء المتواجدين على قيد الحياة، بينما أعطيت البيضاء منها لمن توفّي والده.

 

وفي العام 1916، وافق الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، الذي وقع إعلاناً يؤسس لعيد الأم، على الفكرة، لكنه لم يوقع مرسوماً خاصاً بها.

 

أما الرواية الثانية فتقول إن الفكرة جاءت من الاقتراح الذي قدّمته جريس جولد كلايتون لوزير الكنيسة الميثودية المحلية، في 5 تموز من عام 1908؛ لتخليد ذكرى 210 آباء فقدوا في كارثة تعدين حدثت في ديسمبر عام 1907. ويشار إلى أنه من المحتمل أن تكون كلايتون قد تأثرت بالاحتفال الأول بعيد الأم في العام نفسه. ولذلك، اختارت يوم الأحد الأقرب لعيد ميلاد والدها المتوفى، آنذاك، للاحتفال بهذا العيد.

 

وفي العام 1966، أصدر الرئيس الأميركي، ليندون جونسون، أول إعلان رئاسي لتكريم الأب. ونص الإعلان على أن الأحد الثالث من شهر يونيو هو مناسبة رسمية للاحتفال بالأب. وفي العام 1972، أعلن الرئيس ريتشارد نيكسون هذا اليوم عطلة رسمية دائمة في البلاد.

 

ومنذ ذلك الحين، بدأت الفكرة تنتشر وتأخذ رواجاً في الدول الأخرى، وبات يوم الأب، عيداً عالمياً بالرغم من اختلاف تواريخ هذا العيد بين الدول.

 

عربياً، يعتبر لبنان من أولى الدول التي بدأت تحتفل بعيد الأب، وتليها الدول العربية الأخرى منها سوريا التي تحتفل به في 19 آذار. في المقابل، هناك العديد من الدول التي لا تعترف بهذا العيد ولا تحتفل به منها: فلسطين، اليمن، موريتانيا، السودان، جيبوتي والصومال.

 

ومع مرور الوقت وبوجود وسائل التواصل الاجتماعي، ازداد الاهتمام بهذا العيد في الكثير من دول العالم حيث يتم تبادل التهاني وعبارات الشكر والثناء وبطاقات التقدير والهدايا للآباء واستذكار أولئك الذين توفوا، بالإضافة إلى أنّ بعض المدارس باتت تخصص هذا اليوم للاحتفال مع تلامذتهم بهذا العيد وتخليد أهمية الآباء في أذهانهم.

 

على الرغم من كل الروايات التي سبقت، يبقى الأب أساسًا من اساسات العائلة وهو “العمود الفقري” لها، إذا صح التعبير، ويجب إظهار الحب والتقدير له حتى ولو ليوم واحد من كلّ عام، وقضاء الوقت مع عائلته وأولاده هو الهدية الأثمن له.

بقلم: شيماء الخطيب

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com