
كتب سيف الحاجب لموقع بِكَفّيكم؛ لماذا نتحدث عن الاستقلال والحرية في المحافل وحياة الشعب بائسة؟!
يتردد صدى مفاهيم الاستقلال والحرية في محافلنا، ولكن وسط هذه الجلبة الكلاميّة، يظل واقع حياة الشعب يندرج تحت طائلة البؤس واليأس.
لماذا نستمر في الحديث عن الحقوق والحريّات وسط تدهور واقعٍ يوميٍّ مرير؟!
عند الإجابة وبكل بساطة تتبخر الكلمات في سماء الخيبة، بينما يبقى الواقع مظلماً. وتجتمع تطورات جديدة كتصاعد البطالة، وتدهور الخدمات الصحية، وانعدام العدالة الاجتماعية لجعل الحديث عن الاستقلال مجرد مسرحية بينما يعيش الشعب في واقع بائس تتعالى فيه الخطب الذاخرة بالوعود، مُتناسيةً لغة الأفعال الملموسة. إن كان الشعب يعاني من الفقر والتهميش، فإن مفهوم الحريّة يبدو كبيراً جداً بالنسبة للكثيرين.
لماذا نتحدث عن الاستقلال وأستاذ الجامعة يمنع الطلاب من الانتماء الوطني ويُعارض فكرة الاستقلال الوطني الجنوبي بل فوق هذا يقوم بإدراج إظهار الانتماء الوطني في ملف “العنصرية”؟!
ومنذُ متى كان حب الوطن عنصرية؟!
الانتماء الوطني هو جوهر الحب للوطن وانتماء الفرد لدولته وشعبه. لماذا نتحدث عن الاستقلال وفي بلادنا يتجه مسؤولينا ورجال القرار إلى تحويل أموالهم إلى الخارج بكل ثقة وهدوء ودون هدف لتحقيق أي رغبة خالصة في بناء وطن مستقل وحر. يتكلمون عن الحرية والعدالة، ويصوغون كلماتهم بطريقةٍ معسولةٍ ووعودٍ زائفةٍ تبدو كسَرابٍ خدّاعٍ في صحراءِ الواقعِ القاسيّةِ. فكيف يجرؤون على إطلاق هذه الكلمات من منابر النصب العام وهم يرتكبون جريمةَ سرقةِ ثرواتنا وأموالنا مستغلين نفوذهم السياسي والعسكري؟! هل هناك أيُّ ذرةٍ من العدالة أو الإنسانية متبقية في قلوبهم؟ أم أنها أصبحت مجرد أجزاء محطمة في آلة الفساد المستشرية.
لماذا يفعلون ذلك؟
لماذا يهجرون بلادهم وشعبهم ويُفضلون دولة أخرى أكثر نجاحاً وازدهاراً؟
لماذا نتحدث عن الاستقلال والشباب الجامعي الذي ينبض بالمعرفة والإمكانات يجد نفسه محاصرًا في شبكةِ البطالة القاسية. ترقد أحلامه وتطلعاته في سبات، مكبلةً بنظامٍ أجنبيٍّ لا يدرك قيمتهم، وتجار القات والكهرباء يحتلون مقاعد السلطة في البرلمان.



