
كتب روبير أبو شحادي
يقول المتنبي: ” وليس الغنى إلا غِنَى العلم إنه لنور الفتى يجلو ظلام افتقاره “. يعيش الطلاب في لبنان حالة من الذعر والخوف بشأن إنهاء هذا العام بكارثة لم تسبق أن واجهها الطلاب أبدا، ألا وهي وضع حاجز أمام من سعى إلى رؤية مستقبله ونيله الإفادة التي لا تضر ولا تنفع إلا لمسح دموعهم ودموع تعبهم.
فمن يتحمل مسؤولية ضياع السنة الدراسية ؟ أين صرخات الوجع التي تهتف بإسم الشعب بأكمله؟ وأين دور الحكومة للتمسك بزمام الأمور والصمود في مثل هذه العواصف؟
فالنتحدث عن المدارس وخللها بين القطاعين العام والخاص التي كانت تستقبل وتفتح ذراعيها لعناق الكادر التعليمي وأما الآن تحولت إلى مدرسة يسكنها الظلام وتعصف فيها غيمة سوداء تمطر المشاكل وترتعد فيها الفوضى التي تؤدي الى إنهيار الصرح التربوي بأكمله …
مرّ حوالي الشهرين وما زلنا جالسين نحدق ونفكر بالأيام التي كنا نتعلم، ونأخذها كترياق أو دواء تشفي جميع الطلاب من فكوك الفشل ومن حفرة الضياع….
كنا دائما نقول : رزق الله على هيدي الأيام الحلوة ” أما الآن أصبحنا نقول : “الله يسترنا من هالإيام”…
فما أبرز المقومات الأساسية التي تردنا إلى الأستقرار التربوي ؟
كيف تتمكن هذه الدولة من حل الخلل التعليمي بين القطاعين العام والخاص؟
أسئلة تطرح على المعنيين من وزير التربية وصولاً للجنة التربية النيابية مروراً بمجلس النواب وصولا لمجلس الوزراء …
دائما نقول أن الأساتذة والمتعاقدون يقفون في الإعتصامات للتعبير عن صرختهم الموجعة التي تبدو كظلام الليل الحالك
… فيا أيها المسؤولون أما تعبتم من هذا الكلام الذي يضع حاجزاً أمام من ينير درب العلم ؟
لم تتزايد يوماً بعد يوم مطالب الأساتذة سوى تزامنا مع الوضع الإقتصادي المتردي الذي يمر على جميع اللبنانيين
أولاً : تقاضي رواتبهم وحوافزهم بالدولار وعلى سعر الصرف الحالي.
ثانياً: تأمين التغطية الأستشفائية والصحية والتعويضات تماشياً مع سعر
صيرفة.
ثالثاً: تخفيف المناهج لكافة الحلقات التعليمية كما قد خُففت المناهج للتعليم المهني والتقني .
رابعاً: والأهم حقهم بالعقد الكامل وتثبيتهم في الدولة.
وغيرها من المطالب البسيطة التي يجب على الدولة اقلها تأمينها .
بيد أن الحكومة اللبنانية عاجزة عن تأمين هذه المبالغ من الجهات الدولية والبلد في مهب الريح وحتى الآن هذه المساعدات تأتي مثل “القطارة”، فلا يوجد روح التعاون الجدّي لقيام دولة تحترم الدستور وكافة القوانين بل تلعب بالنار للوصول الى الضياع بينما كافة القطاعات الأنتاجية والاقتصادية ترى الموت يدقّ بابها …
وتنحدر واحدة تلوى الاخرى كأحجار “الدومينوز” وتنطفئ معها آمال الشعوب بالحماية والأمن الأجتماعي والحفاظ عن التعليم لأنه روح من أرواح الطلاب والوطن بأكمله …
وأخيراً، في هذه الأيام لوحظ بعض المتغيرات الطفيفة والمهمة وهو موافقة رئيس الحكومة على طلب وزير التربية وهو تأمين بدل نقل ٥ ليترات من البنزين لليوم الدراسي لكل أستاذ ولكن ما زلنا بانتظار اقرارها في مجلس الوزراء .
وحدها الجامعة اللبنانية صامدة في نشر الفكر وفي وجه كل من يحاول هدمها وصمود أستاذتها وعدم إضرابهم آملين لها الإستمرارية لرفع إسم بلادها في الآفاق الدولية ولنشر النور في كافة الأماكن…
عسى أن يحمي الله وطننا الحبيب لبنان وشعبه.



