
إنها عاطفة
ليس الحب فكرة بل إنها عاطفة ، تسخن وتبرد ،تأتي وتذهب،ومع ذهابها وإيابها تحمل فراشات تدغدغ سعادتك وتحمل احزانن تفطر قلبك.من منا لم يزره الحب ؟من منا لم يخالل هذه المشاعر القاسية و اللطيفة؟من منا لم يطرق بابه العشق الدامي ؟… أنا قد طرق باب قلبي ،حتى أنه دخله دون أن يقرع الجرس ،ليحطم المكان ويعم الدمار ،ويقطع الشريان ،ويسرق ما تبقى من حياة .فلقد كان حبي مختلفاً كأختلافي ليس طبيعيا أو واقعيا ،كان مميزا بكل معنى الكلمة.فالجميع يكتب قصص الحب المختلفة لكن ليس الجميع يستطيع أن يعيشها ،والحب يأتي مرة فإما أن ينتشلك من قاع اليأس،او أن يرميك فيه ،أما أنا فلقد كنت كلا الطرفين في قصتي حبي .نعم ،انا من أحببته وليس هو .
ولكنني كنت طيبة القلب بشكل غبي ،فكيف بنظرة من عينيه كان يجعل يومي جميلا كجمالها ،بابتسامته يجعل قلبي يتجاوز معدل دقاته الطبيعية ،وبوجوده يقطع طريق أفكاري ويوجهها إليه ،ويحتل عقلي ويصبح الموضوع الذي اتمحور حوله ،وبكلمة من فمه استطيع أن احيك اجمل القصص والروايات الغرامية ،وبمداعبته لشعري بيديه الناعمة كان يخطف قلبي ،وبمناداته لي باسم سنفورتي الصغيرة ينعش روحي ،كان دنياي التي أحلم بها ورغم تكرر هذه العبارة لدى العاشقين إلى أنها تبقى العبارة الوحيدة التي تستطيع أن تصف حالتنا ،كان الأوكسجين الخاص بي ،وقطعة الحلوى الملونة التي لا أمل من النظر إليها ،والكوكايين الذي أدمنت عليه .كان حبي له كحب زليخة ليوسف عشق يفنى العمر من أجله ،وتذرف الدموع وتعمى العينان له ولكن الفرق بيني و بينها أنها نالت محبوبها أما أنا فلا أزال أنتظر قدومه في قعر حفرة عشقه التي رماني بها وتركني أخاطب رمالها ،اغرمت بس آلاف من الوجوه ،ولكنني لم اغرم الا في وجه لا أستطيع رؤيته إلا بشق الأنفس ،فلو يعلم ما أفعله من أجله وما يفعله بس ليكى ساجداً أمامي!
أخبروه أيها القوم أني كنت انتظره لساعات طويلة على سطح منزلنا حتى ألمحه ،لاتحول بعدها إلى طائرة نفاثة وأحمل كتبي بحجة الذهاب الى صديقتي لتساعدني في واجباتي ،وكل هذا فقط كل أنظر إلى وجهه من قرب وعلى أمل أن ينظر لي،أخبروه اني كنت افتعل المشاكل لكي ألفت نظره وليأتي إلي ويحاول تهدأتي ،أخبروه اني احبب كل ما يحب وصادقتك كل أصدقاءه لكي اكون صديقة له ،اخبروه أنه قد خرق قانون الحب الذي وضعته أي وهو:”أحببني كما أنا”ولكنه جعل مني فتاة صغيرة تعلقت بوالدها تبكي كل يوم على فراقه وتبلل وسادتها بدموع شوقها له.وتصلي ليلا ونهارا وتدعو الله أن يكون من نصيبها. ها هي الآن بعد أن جربت جميع الطرق التي تؤدي إليه إلى أنها فشلت ولم تجد أمامها إلا أن تنساه ،ولكنها لم تستطع أيضاً لا بطريقة أو بأخرى، حفظت القرآن الكريم لتنساه ولكنه لا يذكرها إلا به فعن أي حب تتحدثون ،فنيت عمري في انتظاره لاجده سعيداً من دوني ومع غيري ،جعلت منه اسطورة ليجعل مني مجرد صورة يتذكرها بين الحين والاخر.
بقلم: مروة سعيد كرنبي



