عيد البربارة: من هي القديسة بربارة وما قصتها؟

عيد البربارة: من هي القديسة بربارة وما قصتها
عيد القديسة بربارة، من أقدم التقاليد في الكنائس المسيحية، ويصادف عند الطوائف الغربية مثل الموارنة والكاثوليك في 4 كانون الأول، في حين تحتفل به الطوائف الشرقية مثل الروم الأرثوذكس في 12 منه. كذلك يحتفل به الأقباط في 8 شهر كيهك، وهو الشهر الرابع في السنة القبطية، ويصادف في شهر كانون الاول
ليلة البربارة، يتحلّق الأطفال ضمن مجموعات، ويجوبون طرقات القرى اللبنانية والسورية، متنقلين بين البيوت، لملء أكياسهم بالحلوى والمكسرات.
ويطرقون بابا بعد باب وهم يهتفون أهازيج شعبيّة خاصة بالمناسبة، ومنها “أرغيلة فوق أرغيلة صاحبة البيت زنغيلة” و”شيحة فوق شيحة صاحبة البيت منيحة”، و”هاشلة بربارة مع بنات الحارة.
ويعتقد أنّ بربارة عاشت في القرن الثالث للميلاد، لكنّ الاحتفال بذكرها لم يبدأ إلا في القرن السابع. ويسود خلاف حول مكان ولادتها.
ما هي قصتها؟
وتقول القصّة، إنّ بربارة كانت ابنة نبيل روماني، عرف بثرائه، وبتعصّبه لوثنيته. ولأنها كانت على قدر عالٍ من الجمال، خاف والدها عليها من العيون، فبنى لها برجاً عالياً، حبسها فيه معظم طفولتها وشبابها، وكان الخدم والمعلّمون يزورونا لتزويدها بالطعام وتدريسها.
من برجها المسوّر العالي، المحاط بالحرس، اكتسبت بربارة عادة تأمّل الطبيعة، ودورة الفصول، وحركة الشمس والقمر، فخلصت إلى قناعة ذاتية بأنّ الخالق لا يمكن أن يكون من الأصنام التي يعبدها أهلها.
ولأنّ أحد مدرّسيها كان مسيحياً، عرفها على الانجيل، وقررت أن تنال المعمودية بالسرّ، وتكريس حياتها للمسيح، فصارت ترفض عروض الزواج.
رفضت بربارة الزواج، أحرجو والدها أمام نبلاء قومه، فحاول أن يضغط عليها، وبدأ يشكك بتأثير المعتقدات المسيحية عليها. وعندما صارحته بإيمانها، حاول قتلها، فهربت منه وصارت تركض في الحقول والبراري.
وللاختفاء عن عيون والدها وحراسه، صارت بربارة تلف نفسها بالملابس الممزقة، وتلوّن وجهها، واحتمت بين سنابل القمح الناضجة.
لكنّ أحد الرعاة تعرّف إليها، بسبب يديها الجميلتين، وعينيها الثاقبتين، كما تقول الأغنية الفلكلورية: “هاشلة بربارة مع بنات الحارة، عرفتها من عينيها ومن لمسة ايديها، ومن هاك الأسوارة”.
وتقول نسخ أخرى من الحكاية، أن بربارة حين هربت من والدها، انشقت صخرة كبيرة، فاختبأت داخلها.
وفي النهاية، القي والدها القبض عليها، وجرّدها من ملابسها، ليجلدها أمام الناس. تستنجد بربارة بالمسيح فيلفها بالنور، كي لا يرى الناس جسدها، بحسب المعتقد المسيحي.
في المعتقد المسيحي، تعدّ بربارة شفيعة المصابين بالأمراض الوبائية، و”يستجير بها المعرّضون لخطر الصواعق، لأنّ أباها عوقب فقتل بصاعقة بعد ذبحها. كذلك يستعين بها ذوو المهن الخطرة، كفرق المدفعية في الجيش وصنّاع الأسلحة وعمال المناجم والبناؤون والنجارون”، بحسب موقع “بطريركية انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس”.

