
خواطر اليوم: حين يبكي الحبر
حين يبكي الحبر – شهداء الحقيقة،في عتمة ليلٍ مثقل بالهموم والأحزان، كانت الكلمات ترتجف بين أيديهم كأنها أطفال تتلمس الدفء في حضن الحقيقة. صحافيون تائهون بين الحقيقة والموت، تتوهج في أعينهم شعلات الأمل، يواصلون نقل نبضات الأرض وروح الشعب؛ فهم جنودٌ بلا سلاح، يواجهون نار الحقد بعزم الحرف وحرارة الصدق.
لكن تلك الليلة لم تكن كأي ليلة. كان الصوت المرعب يصم الآذان، ونسيم المكان يحمل رائحة البارود والنار، وصدى القنابل يلف المكان كأنها تنعي أرواحهم. غارة معادية، لم تُبقِ ولم تذر، استهدفت أجسادهم الطاهرة التي خُطّت فيها رسائل الإنسانية.
همس أحدهم قبل أن يستسلم لحضن الأرض: “اخبروهم… أن الحقيقة لن تموت”. كان يعرف أن رسالته، وإن انقطعت بها الأنفاس، ستبقى حية في قلوب من حملوا الشعلة من بعده.
بقلم:هويدا أبو الحسن

