خواطر اليوم: أحلّق كطائر

لا يعنيني أنني تجاوزت الخمسين،

ولا أن أوراق عمري تساقطت كأشجار تشرين.

ما دام قلبي يزهر كلّ صباحٍ كما لو أنه في العشرين.

أنا لا أعدّ السنوات،

بل أعدّ الضحكات التي سكنتني،

والأحلام التي ظلّت تحلّق رغم انكساراتي.

كبرت، نعم، لكنني لم أهرم.

أكبر كطائرٍ تزداد حكمته كلما اتّسعت أجنحته،

يطير أعلى، لأنه تعلّم من الريح كيف يواجهها، لا كيف يهرب منها.

في الخمسين وما بعدها،

تعلّمتُ أن أختار راحتي، أن أحبّني أكثر،

أن أقول “لا” دون خوف،

وأن أقول “نعم” للحياة ولو أتت متأخرة.

قلبي ما زال شابًا،

ينبض بالموسيقى، بالعطر، بالحكايا التي لم تُحكَ بعد.

وإن ظهرت التجاعيد على وجهي،

فوجهي لا يخجل من الزمن. بل يشكره،

لأنه صقلني لا كسرني.

أحلّق،نعم

ولا قفص يحدّني،

ولا رقمٍ يخيفني،

فأنا ابنةُ الضوء،

وسيدة العمر الذي اخترت أن أعيشه حرّة،

ولو بعد الخمسين.

بقلم: هويدا أبو الحسن