اليوممعلومات اليوم

وعد بلفور: الرسالة التي وعدت اليهود بوطن دائم لهم في فلسطين

وعد بلفور: الرسالة التي وعدت اليهود بوطن دائم لهم في فلسطين

احتلت بريطانيا فلسطين عام 1917 بعد معارك مع الدولة العثمانية، واستمرت فيها 3 عقود مارست أثناءها القتل والقمع والاعتقال والطرد بحق سكانها العرب، واستولت على أراضيهم وسلمتها الحركة الصهيونية تنفيذا لوعدها بإنشاء “وطن قومي لليهود” على أرض فلسطين.

من قانون الصلح العثماني إلى وعد بلفور… مسار النفوذ البريطاني في فلسطين

افتتحت بريطانيا أول قنصلية لها في القدس عام 1838 مستفيدة من قانون الصلح العثماني، واستغلت هذه القنصلية لمساعدة اليهود على شراء الأراضي في فلسطين عبر وسطاء أجانب وبناء مستوطنات يهودية عليها، لا سيما في ظل القيود العثمانية ضد تملّك اليهود.

حاولت بريطانيا في هذه الفترة الضغط على الدولة العثمانية لإصدار قرار يشجع اليهود الموزعين في أوروبا على الهجرة إلى فلسطين، لكن السلطان عبد الحميد الثاني رفض ذلك.

كما ساعدت اليهود للحصول على “نظام الامتيازات” الذي منحته الدولة العثمانية لعدد من الشركات الأجنبية للبناء في فلسطين.

عام 1894 عملت الحركة الصهيونية بمساعدة بريطانيا على تذليل خط سكة حديد يافا-القدس لتسهيل الهجرة اليهودية للمنطقة، لكنها فشلت بسبب القيود العثمانية عليها، فحاول زعيم الحركة الصهيونية تيودور هرتزل شراء السكة عام 1901 للتنصل من القيود العثمانية لكنه لم ينجح.

بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، اجتمعت فرنسا وبريطانيا من أجل التخطيط للاستيلاء على المنطقة العربية حال انتهاء الحرب، واتفقتا بعد تقسيم المنطقة بينهما على أن تبقى فلسطين تحت إدارة دولية، ووقعت وقتها اتفاقية سايكس بيكو في أيار 1916.

وبعد انتصار البريطانيين على العثمانيين في معركة بئر السبع يوم 31 تشرين الأول 1917، أكملوا طريقهم إلى غزة في 17 تشرين الثاني من العام ذاته، ثم وصلوا يافا والرملة.

بعد ذلك زحفوا إلى القدس، مما دفع العثمانيين إلى الاستسلام حفاظا على الأماكن المقدسة فيها، على أن يحترم البريطانيون ذلك، فدخلوا القدس في 11 ديسمبر/كانون الأول 1917، وكان ذلك التاريخ نهاية الحكم العثماني لفلسطين، وبداية لعهد الاحتلال البريطاني.

أعلن قائد الجيش البريطاني آنذاك إدموند ألنبي بيانه الأول الشهير، الذي فرض فيه الأحكام العرفية داخل القدس، وطالب السكان بمباشرة أعمالهم دون أي إضراب، واحترام الخصوصية الدينية لمدينة القدس وأماكنها المقدسة، كما أعلن فرض حكومة عسكرية.

احتفى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك لوير جورج باحتلال القدس، وكلف وزير خارجيته جيمس آرثر بلفور بإرسال مندوب عنه في 2 تشرين الثاني 1917 للتفاوض مع الحركة الصهيونية بشأن مطالبها في فلسطين

صك الانتداب

في 24 تموز 1922 منحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وحرص محررو صك الانتداب على الإشارة إلى أنه جاء بناء على وعد بلفور، واشتمل على ديباجة و28 مادة، أكدت بريطانيا فيه رعاية المشروع الصهيوني على أرض فلسطين كما في وعد بلفور

وبعدها أصدرت الحكومة البريطانية بدءا من تشرين الأول 1920، عددا من المراسيم بهدف تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين واستيلائهم على أراضيها، فضلا عن مراسيم أخرى لخنق سكانها العرب.

واستغل اليهود الألمان هذه المراسيم وهاجروا إلى فلسطين بأعداد هائلة لا سيما بعد استيلاء النازيين على السلطة في ألمانيا، وهو الأمر الذي تبنه العرب إلى خطورته.

 

وعد بلفور: الرسالة التي وعدت اليهود بوطن دائم لهم في فلسطين

اجتمع بلفور مع ممثلي الحركة الصهيونية ولم يتردد في منحهم ما يريدون، وأرسل رسالته المشهورة الموقعة في 2 تشرين الثاني 1917 إلى رئيس الجالية اليهودية في بريطانيا اللورد ليونيل روتشيلد، متضمنة وعدا بتأسيس “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين.

كما ساهمت الرسالة في تشجيع يهود القارة الأوروبية على الهجرة إلى فلسطين خلال الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، في وقت كانت القارة تشهد صعوداً للتيارات القومية المعادية للسامية.

أما بالنسبة للأسباب التي دفعت بريطانيا إلى إصدار هذا الوعد، فهناك أكثر من تفسير لذلك، أهمها أن بريطانيا أرادت الحصول على دعم الجالية اليهودية في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى لما تتمتع به من نفوذ واسع هناك لدفع الولايات المتحدة للاشتراك في الحرب إلى جانب بريطانيا

ولا تتضمن الرسالة كلمة “دولة” بل تتحدث عن “وطن، وتؤكد على عدم القيام بأي شي يمكن أن يمس الحقوق المدنية والدينية للجماعات الأخرى التي تعيش في فلسطين”.

وجاءت رسالة بلفور تتويجاً لسنوات عديدة من الاتصالات والمفاوضات بين الساسة البريطانيين وزعماء الحركة الصهيونية في بريطانيا.

فقد كان موضوع مصير الأراضي الفلسطينية قيد البحث في دوائر الحكم في بريطانيا بعد دخولها الحرب العالمية الأولى مباشرة. وجرى أول لقاء بين حاييم وايزمان، زعيم الحركة الصهيونية لاحقاً، وبلفور عام 1904 وتناول اللقاء موضوع إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين

نص الرسالة:

وزارة الخارجية

الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1917

عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته بالتصريح التالي الذي يعبر عن التعاطف مع طموحات اليهود الصهاينة التي تم تقديمها للحكومة ووافقت عليها.

“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية، على ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الأخرى المقيمة في فلسطين أو من الحقوق التي يتمتع بها اليهود في البلدان الأخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي”.

سأكون ممتناً لك إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا البيان.

المخلص: آرثر بلفور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com