من دموع جذوع هذه الشجرة تُقطف رائحة الملوك
من دموع جذوع هذه الشجرة تُقطف رائحة الملوك

من دموع جذوع هذه الشجرة تُقطف رائحة الملوك
هذا الوصف ينطبق على أشجار اللبان، التي تفرز مادة ثمينة تُعرف باسم “رائحة الملوك”، وتُعد من الكنوز الطبيعية النادرة التي ارتبطت بحضارات عريقة كالمصرية والرومانية والصينية.
في قلب وادي دوكة بمحافظة ظفار في سلطنة عُمان، تنمو أكبر غابة محمية في العالم لأشجار اللبان، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويُعد هذا الوادي مركزًا رئيسيًا لأشجار اللبان في المنطقة، كما أوضح ماثيو رايت، مدير تطوير مشروع المحمية، مشيرًا إلى أن هذه الأشجار تتواجد أيضًا في جنوب عُمان واليمن والقرن الإفريقي.
وتواجه أشجار اللبان تحديات بيئية أبرزها الرعي الجائر وهجمات النمل الأبيض، لكن الجهود المبذولة داخل المحمية تُركز على حمايتها من هذه الأخطار وضمان استدامتها للأجيال القادمة، من خلال تطبيق خطوات دقيقة للحفاظ عليها.
فن حصاد اللبان
تُعد عملية حصاد اللبان من المراحل المثيرة والدقيقة، وتُنفذ من قبل مختصين عمانيين مثل محمد اسطنبولي، المشرف العام في المحمية، حيث يُحفّز اللبان على السيلان من خلال كشط لحاء الشجرة بأداة تقليدية تُعرف بـ”المنقف”.
وأوضح اسطنبولي أن الأمر يتطلب خبرة عالية، فالتجريح العشوائي أو العميق قد يُلحق ضررًا بالغًا بالشجرة. ولذلك، أُحيطت المحمية بسياج لحماية الأشجار وإبقائها تحت إشراف المختصين.
كنز عطري ثمين
يُستخدم اللبان منذ آلاف السنين في صناعة العطور والبخور والطقوس الدينية، ويُعرف عالميًا بجودته الفائقة وعبيره الفريد الذي يُلقب بـ”رائحة الملوك”. ويواصل اللبان العُماني دوره في جذب الباحثين عن الجودة والأصالة من مختلف أنحاء العالم.



