
برشلونة بطلا للدوري الإسباني
نايا الغوراني؛ خاص بِكَفّيكم: بعقل ألماني وصلابة كتالونية… برشلونة بطلًا للدوري الإسباني للمرة الـ 28 في تاريخه!
بعد موسم شهد استقرارًا فنيًا وتفوقًا واضحًا، نجح برشلونة في حسم لقب الدوري الإسباني لموسم 2024-2025. وتمكن الفريق الكتالوني من فرض سيطرته منذ المراحل الأولى. حيث حقق سلسلة من الانتصارات المتتالية على منافسين من مختلف المستويات، أبرزها أمام ريال مدريد، أتلتيكو مدريد، وإشبيلية. لم يعرف برشلونة طعم الخسارة في الجولات الحاسمة. ما جعله ينفرد بالصدارة ويبتعد تدريجيًا عن ملاحقيه. وضمن الجولة 36 من المنافسة، أكمل مشواره بفوزه على إسبانيول بنتيجة 2-0! ليُعلن رسميًا عن تتويجه باللقب، ويضع خاتمة مثالية لموسم ناجح بكل المقاييس.
هانزي فليك، رجل المرحلة وصانع أمجاد برشلونة الجديد
لم يكن مشوار برشلونة في طريق التتويج بلقب الدوري الإسباني سهلًا على الإطلاق. إلا أن فليك نجح في تجاوز بعض المطبات التي تعثر فيها مدرب برشلونة السابق تشافي.
ارتبط نجاح برشلونة في التتويج بكافة الألقاب المحلية بقدوم المدرب الألماني هانزي فليك الذي أحدث نقلة نوعية كبيرة في هيكل الفريق الكتالوني. فتُوّج بلقب الدوري وكأس الملك وكأس السوبر بذات تشكيلة الموسم الماضي… مدعومة بداني أولمو وبأوضاع اقتصادية سيئة لا زال يعاني منها برشلونة.
بدأ التحول من القمة، من قرار جريء اتخذه رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا بفك الإرتباط الكامل مع تشافي. لم يحظ هذا القرار على اجماع كامل من البيت الكتالوني، لكنه بدى صائبًا عندما كان البديل رجلًا لا يؤمن بالخسارة ولا يعرف التردد، رجلًا جاء من عمق العقل الألماني، ليبعث الحياة من جديد داخل جسد ظنه البعض قد خمد.
هل كان الكلاسيكو الأخير بوابة برشلونة للتويج بالليغا؟
ساهمت الانتصارات الكبرى، وخصوصًا في مباريات الكلاسيكو الأربعة، في فتح الطريق أمام الفريق البلوغراني نحو التتويج باللقب. حيث فاز برشلونة في جميع مواجهاته أمام ريال مدريد هذا الموسم، الأول بنتيجة “4_0″، والثاني بنتيجة “5_2″، والثالث بنتيجة “3_2” والأخير بنتيجة”4_3″، وكان الكلاسيكو الأخير بوابة العبور نحو المجد الذهبي للكتلان.
لم تكن هذه الانتصارات عادية، بل جاءت في لحظات حرجة، وساهم كل واحد منها في تعزيز ثقة الفريق، وزرع الشك في نفوس المنافسين. من ملعب مونتجويك إلى سانتياغو برنابيو، فرض برشلونة أسلوبه، وظهر أكثر تنظيمًا، وأكثر شراسة، وأكثر إيمانًا بقدرته على الانتصار.
أربعة كلاسيكوهات، وأربعة انتصارات… كانت بمثابة الأبواب التي شجعت برشلونة للعبور إلى عرش الليغا، بقيادة رجل لا يؤمن إلا بالفوز، يُدعى “هانزي فليك”.
وبانتصار برشلونة على اسبانيول، رفع الفريق الكتالوني رصيده إلى 85 نقطة، متقدمًا بفارق سبع نقاط عن غريمه ريال مدريد صاحب المركز الثاني… قبل جولتين من نهاية الموسم، وذلك قبيل أن يُقَلص الفارق إلى أربع نقاط بعد خسارة برشلونة أمام فياريال يوم أمس بنتيجة “3_2″… قبل جولة فقط من نهاية الموسم. وعلى الرغم من هذه الخسارة، استطاع البلاوغران حرمان الملكي من الاستمتاع بالألقاب. ليُصبح برشلونة بذلك متوجًا بالليغا للمرة الـ 28 في تاريخه.
بعد الفوز المثير…أجواء احتفالية تعُم مدينة برشلونة
عمّت أجواء الفرح والاحتفال مدينة برشلونة عقب تتويج الفريق بالليغا. حيث تجمّع الآلاف من عشاق البلاوغرانا في ساحات المدينة وشوارعها الرئيسية فور انتهاء المباراة أمام إسبانيول. ومع إطلاق صافرة النهاية، بدأت الاحتفالات العفوية، ورفرفت الأعلام الكتالونية وألوان الفريق من كل حدب وصوب. في مشهد اعتادت عليه الجماهير الكتالونية بعد المحطات الكبرى. ورغم أن التتويج حُسم قبل جولتين من نهاية الموسم… فإن الاحتفالات جاءت كتعبير طبيعي عن فخر المدينة بما قدّمه فريقها خلال موسم طويل وشاق! حافظ فيه على استقراره وتفوقه فيه حتى الرمق الأخير.
والسؤال الذي يفرض نفسه مع نهاية هذا الموسم… هل سيتمكّن برشلونة من المحافظة على تفوقه ومواصلة انتصاراته في الموسم المقبل، أم أن ريال مدريد سيعود للإنتقام بقوة لاستعادة هيبته وموقعه في المنافسة؟



