
خاص بِكَفّيكم: “معكم بكرا أحلى” مجدليا تتحضّر لانتخابات 2025؛ لائحة شبابية جديدة تدخل المنافسة البلدية
مجدليا تتحضّر لانتخابات 2025 – العد العكسي لانتخابات البلديات في جبل لبنان لعام 2025 بدأ. ف 4 أيار سيكون يوم مفصلي، خصوصًا في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها لبنان. بعد أن شهدت الانتخابات البلدية تأجيل لثلاث مرات متتالية… بدأت اليوم صورة المشهد المحلي تتبلور في عدد من القرى لتظهر لوائح انتخابية تضم وجوهًا شابة إلى جانب أشخاص من فئات عمرية متنوعة تنادي بالتغيير.
سجّلت بلدة مجدليا – قضاء عاليه حراكًا لافتًا على هذا الصعيد… مع إعلان تشكيل لائحة جديدة تحمل اسم “معكن بكرا أحلى”، يقودها مجموعة من الوجوه الواعدة في البلدة.
الشباب إلى العمل البلدي: مشاركة تتجاوز الشعارات
يبرز في الانتخابات البلدية لهذا العام حديث واسع عن أهمية انخراط الشباب في المجلس البلدي، كضرورة لتجديد الإدارة المحلية وضخ دماء جديدة في مؤسسات الحكم المركزي. اللافت في هذا الاستحقاق هو الحضور الشبابي البارز في الترشّح والمبادرة. حيث قرر جيل الشباب خوض غمار العمل البلدي، مدعومين من كبارهم أصحاب الخبرة الكبيرة بالتوجيه والإرشاد. ولائحة ” معكن بكرا أحلى” خير مثال على ذلك، حيث شارك فيها مرشحين من فئات عمرية مختلفة ولا سيما الشباب الكفء.
حضور نسائي فاعل: المرأة شريكة في القرار المحلي
تعي لائحة “معكن بكرا أحلى” أن أي تغيير لا يصلح من دون مشاركة فعلية للمرأة. حيث ضمّت بين صفوفها وجوهًا نسائية أثبتت حضورها في مجالات البيئة والقانون والعمل المجتمعي. ويؤكد أعضاء اللائحة أن المرأة ليست فقط عنصرًا داعمًا، بل هي الأم والأخت والزوجة، هي المربية ونصف المجتمع. في المقابل، تبرز دعوات محلية واسعة لتشجيع النساء في مجدليا على المشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية، سواء كناخبات أو كمرشحات… لما لهن من دور محوري في الحفاظ على النسيج الاجتماعي وتحقيق التوازن في السياسات المحلية.
مجدليا… البلدة التي غنّتها فيروز
ليست مجدليا قرية عادية. فمن لم يسمع بإسمها في أغنية فيروز الشهيرة “يا بياع العنب والعنبية”؟ هذه البلدة التي يلقّبها أهلها بـ”مجدلون الذهب”، تحتفظ بهويتها الريفية الجميلة… لكنّها تعاني في المقابل كغيرها من القرى من تحديات إنمائية وخدماتية، دفعت بالكثير من أبنائها إلى التفكير بمسار جديد للتغيير.
وعرّف رئيس لائحة “معكن بكرا أحلى” لؤي مطر بلدة مجدليا في حديث له مع موقع بِكَفّيكم بأنها “انشودة حياة”. بقوله إن ” مجدليا أنشودة حياة وقصيدة ابدية على صدور الاشداء ولحن يعبق فيه الماضي العريق والحاضر المضيئ والمستقبل الذي سنبدعه بنحت خلّاق، فلحن الروح يبقى بعد ان يفنى الوجود.”
وأضاف مطر “مجدليا غنية بطاقاتها المتنوعة وفي كافة المجالات. ففيها المزارع المحترف واصحاب الكارات والمهن الحرة والمثقف التي عجنته مدرسة الحياة والمتعلم ومن كل الاختصاصات والكل ابدع وبرع في مجاله. والمغترب الناجح الذي لم ينسَ يوما بلدته وأهله.”
برنامج انتخابي قائم على التخطيط: رئيس اللائحة يشرح الرؤية
شدد مطر في حديثه على أن البرنامج الانتخابي يهدف إلى “نقل مجدليا إلى مرحلة جديدة من العمل المنظّم والشفاف”. موضحًا أن “بدورنا سنعمل على تشجيع كل الطاقات كي تزيد ابداعا ونجاحا، وسنسعى للاهتمام بكل الامور وعلى كافة الأصعدة… “الزراعية، الثقافية، الصحية، الانمائية، السياحة البيئية، السياحة الترفيهية، والمحافظة على المشاعات وتشحيلها وتشذيبها وغيرها”.
مضيفًا ” من الأولويات تسليط الضوء على المعالم الطبيعة التاريخية وجعل مجدليا على الخارطة السياحية، عاملين على استعادة دور مجدليا الذي يليق بها في المنطقة وحضورها في كل محفل رسمي او اهلي كدور مؤثر لم فيه خير الجميع.”
وتطرق مطر الى “الاهتمام بالاجيال الصاعدة وتوجيهها من خلال الجمعيات والاندية الاهلية ودعمها في كل مجال فهم المستقبل وبهم نستمر وتبقى الأنساب. ومن الضروري أيضًا أحياء تواصل البلدية مع كل اطياف المجتمع وخاصة كبارنا على قاعدة التشاور والمشاركة في الرأي والقرار لصالح العمل العام والبلدة.” وركز مطر في حديثه عن البرنامج على:
- “الاستفادة من كل الخبرات لم فيه خير المجتمع.
- توجيه الطلاب الى الاختصاصات التي يتطلبها سوق العمل.
- استحداث نشاطات اجتماعية لتمتين اواصر العلاقات الإجتماعية.
- العمل على القرارات الرشيدة والاكثر إنتاجية ومنطقية قائمة على الشفافية وتعزيز المواطنة وتحسين الواقع البلدي لانتاجية افضل واداء منظم ومدروس.
- مواكبة العصرنة والحداثة وإكتساب المهارات في إدارة شؤون الناس بضمير مهني ودقة وحسن الاداء. واعتماد افضل نمط في التعاطي بين المواطن والمؤسسة.”
كما أوضح ” سنسعى الى بلدية ذات مستوى عال من الأداء والانتاجية محصنة بالقانون مع تلك الثورة التكنولوجيا والاتصالات والعولمة والمفاهيم الانسانية التي تتلاشى امامها الافكار الخشبية. وجعل البلدية كقوى قادرة على التخطيط وتنفيذ المشاريع التي تعود بالنفع العام. وأضاف “سنسعى الى التغير المنظم في منهجية العمل لتأمين افضل إنماء الذي يولد الإنتماء.”
وأشار مطر إلى أن اللائحة لا تَعِد بـ”عجائب انتخابية”، بل تلتزم بخطة واقعية قابلة للتنفيذ ضمن الصلاحيات البلدية، بالتعاون مع المجتمع المحلي.
مرشحو اللائحة: كفاءات بخلفيات متنوعة
ضمت لائحة “معكم بكرا احلى” مرشحين من كافة الفئات العمرية وتنوع الاختصاصات العلمية والعملية واصحاب المهن. واعتبر مطر أن اللائحة “تجمع بين التقليد الذي نعتز به والحداثة التي نتفاعل معها ضمن المحافظة على هويتنا وتعزيز الإنتاجية والمشاريع من خلال الجهات المانحة فنحن قفير نحل نجني من كل الحقول لمجتمعنا.”
تتنوع الإختصاصات في هذه اللائحة بحيث جمعت مزيج من الكفاءة والرؤية الواضحة للبلدة. ففيها المهندس، المحامي، المقاول، الناشط البيئي، العامل في المجال الصحي، اختصاصي بالمساحة، التاجر، المختص في إدارة الأعمال، ومنهم مَن كان في السلك العسكري.

في ختام حديثه، وبمناسبة عيد العمال توجه مطر بتهنئة العمال “بأسمى آيات المباركة لكل العمال والمزارعين والكادحين والعاملين في كافة المجالات بعيد العمال العالمي”. وأضاف “من عرق جبينهم اكلنا وتعلمنا ونجحنا. وبفضل تعبهم نحن هنا اليوم في اي مركز كنا او اي ظرف نعيش. فهم الأساس والعنوان وفيهم العزة والعنفوان”.
ودعا أبناء بلدته إلى “التصويت بوعي ومسؤولية”. مؤكدًا أن “الفرصة اليوم متاحة لإحداث فرق حقيقي في مجدليا… من خلال انتخاب فريق عمل يملك رؤية واضحة وقدرة على التنفيذ”. واعتبر أن “اللائحة لا تُمثل جهة أو عائلة، بل تمثل تطلعات جيل جديد يريد لبلدته أن تتقدم”.ً
متمنيًا “التعاون بين أبناء البلدة وكما عوّدتنا مجدليا ان تبقى رمزًا للمحبة والأهلية التي تخدم المنافسة الديموقراطية.”
بقلم: فراس القاضي



