نرجسية إسرائيل وسيطرتها على الإعلام
نرجسية إسرائيل: كيف تسيطر على الإعلام وتُضلّل الرأي العام؟

نغم يحيى؛ خاص بِكَفّيكم: نرجسية إسرائيل: كيف تسيطر على الإعلام وتُضلّل الرأي العام؟
لطالما حاولت إسرائيل تقديم نفسها للعالم كدولة ديمقراطية مسالمة، بينما تمارس، في الواقع، سياسات قمعية واستعمارية ضد الفلسطينيين والدول العربية. تعتمد في ذلك على استراتيجية نرجسية متقنة، حيث تلعب دور الضحية رغم كونها المعتدي، وتستغل الإعلام والدبلوماسية واللوبيات السياسية لتشكيل الرأي العام العالمي لصالحها.
إسرائيل والنرجسية السياسية: دولة فوق المحاسبة
تتبنى إسرائيل نهجًا قائمًا على فكرة التفوق الأخلاقي الزائف، حيث تُصور نفسها ككيان محصّن ضد النقد والمساءلة. ويمكن تلخيص أبرز ملامح هذه النرجسية في النقاط التالية:
احتكار دور الضحية: رغم احتلالها للأراضي الفلسطينية وشنّها الحروب على لبنان وغزة، تحاول إسرائيل إقناع العالم بأنها الطرف المظلوم الذي يحتاج إلى الحماية الدولية.
السيطرة على الإعلام العالمي: تستخدم نفوذها في وسائل الإعلام الكبرى مثل CNN وBBC وThe New York Times لصياغة رواية مُضللة تخدم مصالحها.
التلاعب بالسوشيال ميديا: تضغط على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب لحذف المحتوى الداعم لفلسطين، بينما تروج لسرديتها دون قيود.
ازدواجية المعايير: ترفض المحاسبة الدولية على جرائمها، وفي الوقت نفسه تصوّر أي مقاومة ضدها على أنها “إرهاب”.
كيف تُشوّه إسرائيل صورة لبنان؟
لبنان كان دائمًا هدفًا للبروباغندا الإسرائيلية، فكلما شنّت إسرائيل عدوانًا على لبنان، سواء في حرب 2006 أو عبر غارات متفرقة، تحاول تسويق نفسها على أنها تحارب “الإرهاب”، متجاهلة تدميرها للبنية التحتية وقتلها للمدنيين.
في الإعلام العالمي، يتم دائمًا إخفاء الجرائم الإسرائيلية التي تستهدف الأبرياء والمدنيين العزّل. ودائما ما يهدف التلاعب الإعلامي الإسرائيلي إلى طمس الحقائق التي تحاسب عليها القوانين الدولية والتي تعتبر إسرائيل نفسها غير معنيّةٍ بها. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمتد يد إسرائيل إلى المشهد اللبناني، حيث تحاول جاهدةً تأجيج الفتن الطائفية بهدف إضعاف أي حركة مقاومة ضدها وإبقاء لبنان في حالة عدم استقرار دائم.
غزة: حصار وقتل تحت غطاء “الدفاع عن النفس”
غزة مثالٌ صارخٌ على النرجسية الإسرائيلية. فمنذ سنوات، تفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على القطاع، وتشن غارات متكررة، ثم تدّعي أمام المجتمع الدولي أنها “تدافع عن نفسها”.
كلما قتلت إسرائيل أطفال غزة أو قصفت المستشفيات والمدارس، تجد مبرّرًا جاهزًا: “استهداف الإرهابيين”. ورغم انتشار الصور والفيديوهات التي تُكذّب هذه الادعاءات، تواصل القوى العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وأوروبا، دعم الرواية الإسرائيلية وتوفير الغطاء السياسي والعسكري لها. ومثلما هو الحال في لبنان، فإن تناول هذه الحقيقة لا يعني بالضرورة الدفاع عن حماس أو تبرير أفعالها، بل يهدف إلى تسليط الضوء على ازدواجية المعايير في الخطاب الإعلامي الدولي.
كيف تستغل إسرائيل نفوذها؟
اللوبيات السياسية: منظمات مثل أيباك تلعب دورًا محوريًا في التأثير على قرارات الولايات المتحدة، مما يضمن استمرار الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل.
اختراق الإعلام الغربي: يتم توظيف صحفيين ومحللين لتبرير الجرائم الإسرائيلية والترويج لها باعتبارها “إجراءات أمنية مشروعة”.
شيطنة المقاومة: أي تحرك ضد الاحتلال يتم تصويره على أنه “إرهاب”، بينما يتم تبرير العدوان الإسرائيلي باعتباره “دفاعًا عن النفس”.
التأثير على الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية: عبر النفوذ الدبلوماسي والضغوط السياسية، تمنع إسرائيل أي تحقيقات جادة في انتهاكاتها.
هل تنجح إسرائيل في احتكار الرواية؟
إسرائيل ليست مجرد كيان سياسي، بل هي مشروع قائم على استراتيجية إعلامية مُحكمة تهدف إلى تزييف الواقع والتلاعب بالعقول. ومع ذلك، فإن تصاعد الوعي الشعبي، خصوصًا عبر الإعلام البديل والسوشيال ميديا، بدأ يكشف زيف هذه الرواية، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لهيمنتها الإعلامية.
لكن السؤال الأهم يبقى التالي: متى سيستيقظ المجتمع الدولي من خدعة النرجسية الإسرائيلية، ويتوقف عن توفير الغطاء لها؟



