
نايا الغوراني؛ خاص بِكَفّيكم: طرابلس بين الفساد والتفلّت الأمني، “عاصمة لبنان الثانية” في قبضة الفساد والعصابات!
أطلق النار على محل دجاج عشوائيًا ليتسبب بمقتل طفل وجرح آخر، والسبب؟…”نفاذ كمية الفراريج”!
بات من الطبيعيّ أن نسمع عن وقوع مثل هذه الحوادث في مدينة طرابلس، حيث أصبحت “عاصمة الشمال” غارقة في مستنقع الفوضى والجرائم والفساد التي لم تعد مجرّد حالات فرديّة فقط، بل تحوّلت إلى مشاهد يومية مألوفة وصادمة في آنٍ واحد.
طرابلس…مدينة اعتادت الجرائم
في كلّ مرة تقع فيها جرائم قتل أو سرقة أو اعتداء، تتحول شوارع طرابلس إلى ثكنة أمنية وعسكرية متأهبة، ليعود بعدها الهدوء إلى المنطقة، بعد فترة زمنية لا تقلّ عن 24 ساعة. لكن في الآونة الأخيرة، لم يعد مشهد الرعب والخوف يسيطر على ملامح “الطرابلسيين”، ولم تعد أي جريمة تقلب صفحة نمط عيش أبناء المنطقة، بل ما زالت “الفوضى الأمنية” تتكرر يوميًا، في وضح النهار كما في الليل دون خوف أو تردد.
السلاح في طرابلس: من الجيب إلى الجريمة!
أُصيب أحد المواطنين بطلقات نارية عدة في يديه وقدميه، عندما أطلق الطرف الآخر النار عليه في شارع عزمي، على خلفية إشكال سابق بين الطرفين أدى الى وفاة زوجة مطلق النار. وفي التبانة، أقدم مجهول على إطلاق النار باتجاه شخص، مما أدى إلى إصابته بطلقات نارية، قبل أن يلوذ الفاعل بالفرار إلى جهة مجهولة. أما في القبة، وتحديدًا في شارع ابن سينا، وقع إشكال تطوّر إلى إطلاق نار متبادل، مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح، حيث بدأ كمزاح بين عدد من الشبان، قبل أن يتحول إلى خلاف حاد بسبب “إطلاق المفرقعات النارية”.
لقد أصبح من الواضح والملحوظ أن الوضع الأمني في طرابلس قد بلغ مرحلة خطيرة و”خرج عن السيطرة”، فلم تعد المشكلات الفردية تقتصر على تبادل الكلمات أو المشاجرات المعتادة بين الأفراد، بل تحولت إلى صراعات مسلحة وحروب مفتوحة باستخدام الأسلحة النارية، التي أصبحت ملاصقةً لـ”خصر” كل مواطن. هذه الأسلحة، التي كانت في السابق محصورة في أيدي قلة قليلة، أصبحت اليوم جزءًا من الحياة اليومية للعديد من المواطنين وخاصةً في “العاصمة الثانية للبنان”.
الفوضى والتقصير الأمنيّ في مرمى الإنتقادات
على الرغم من البيان الصادر عن المديريّة العامة لقوى الأمن الدّاخلي – شعبة العلاقات العامّة، والذي أفادت فيه بتنفيذها لحواجز ومداهمات وبإعطائها الأوامر اللازمة لكافّة القطاعات للعمل على تحديد أماكن وجود المطلوبين بالجرائم وتوقيفهم في طرابلس، تبقى التقصيرات الأمنية والعسكرية الراهنة في مرمى الإنتقادات. فبالرغم من اتخاذ التدابير الأمنية، لا تزال الجرائم والآفات الإجتماعية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم. وعلى الرغم من الإجراءات المتخذة، لا يزال المواطنون يشعرون بعدم الأمان نتيجة تفشي الجرائم، سواء على صعيد السرقات أو أعمال العنف. إن مدينةً مثل طرابلس، تحتاج إلى مزيد من الاستقرار، ويتطلب ذلك بذل جهود أكبر من قبل السلطات لتعزيز التماسك الإجتماعي، وتوفير بيئة آمنة لجميع المواطنين.
فإلى متى سيبقى الإجرام الحاكم المطلق في طرابلس؟



