خاصمقالات

جحيم غزّة!

جحيم غزّة!

كتب ابراهيم عفيفي لموقع بِكَفّيكم:

طوف-ان الأقصى، ليس مجرد شعارات بل واقع تعيشه فلس-طين. في السابع من تشرين الأول عام 2023 عند الساعة 6:25 صباحًا، وبدون سابق إنذار، استيقظ العالم على خبر عملية عسكرية كبرى، حيث أعلنت كت-ائب القس-ام، الجناح العسكري لحركة المقا-ومة الإسلا-مية حم-اس، وعلى لسان القائد العام محمد الض-يف، عن معركة طوفان الأقصى.

وقد بدأت هذه العملية بدخول مئات المقات-لين إلى الأراضي المح-تلة منذ العام 1948، على وقع حزام ناري مكوّن من اكثر من 5000 قذ-يفة صار-وخية في 20 دقيقة فقط، ما أحدث صخباً كبيراً في العالم والمحافل الدولية بسبب عدم قدرة الموساد وجهاز الشاباك من الحصول على علم مسبق بهذه العملية الأكبر من نوعها منذ حرب الستة أيام في 6 تشرين الأول 1973.

الموساد، والذي يروج لنفسه على أنه أقوى جهاز استخبارات في العالم، وقع في فخ استخبارات القس-ام، وبنظر الكثير من المحللين فقد تم كسر أسطورة الموساد منذ دخول أول مقا-تل قس-امي الى الأراضي المح-تلة، وتأتي هذه الصدمة بعدما أصبح من المؤكد أن هذه العملية قد تم التخطيط لها لسنوات عديدة. فمن غير الممكن ومن غير المنطقي أن يتم تنفيذ هكذا عملية بين ليلة وضحاها.

والصدمة الحاصلة أكبر مما توقعها الجميع، إذ إن المحللين العسكريين الإسرا-ئيليين ينتقدون أداء جيشهم بشكل كبير، ويقولون إن الجيش لم يعلن عملية عسكرية ضد قطاع غ-زة إلا بعد 4 ساعات من الهجوم الذي نفذته المق-اومة الفلس-طينية، وهذا الأمر إن دل، فيدل على ضعف الجيش الإسرا-ئيلي في التعامل مع هكذا عمليات برية، خصوصا أنها قد تحدث من جبهات أخرى. وبينما يتساءل المحللون الإسرا-ئيليون اليوم من غ-زة، فماذا عن لبنان؟

حز-ب الله في جنوب لبنان، يعلن أنه على أتم الإستعداد لأي حالات طوارئ قد تحدث. وليس فقط حز-ب الله، فالفص-ائل الفلس-طينية في لبنان كثيرة، من سر-ايا الق-دس إلى كت-ائب القس-ام، مروراً بكت-ائب شه-داء الأق-صى وغيرها من الفصائل. وحسب المصادر الإعلامية المطلعة، فإن هذه الفصائل، برفقة حز-ب الله، على أتم الإستعداد لدخول هذه الحرب إن احتاج الأمر.

بات واضحاً جداً أن لبنان ليس بعيدًا عن هذه الأحداث، فقد رأينا في اليوم الأول من معركة طوف-ان الأق-صى العديد من المناوشات على الحدود اللبنانية. وفي اليوم الثاني أعلنت سرايا الق-دس، الجناح العسكري للج-هاد الإسل-امي، أن ثلاثة من مق-اتليها المتواجدين في لبنان تمكنوا من التسلل إلى الأراضي الفلس-طينية، وخاضوا اشتباكاً مع قوات الاحت-لال الإسرا-ئيلي، وتركوا خلفهم ثلاثة قت-لى وسبعة إصابات، بينها إصابات خطرة. كما وأن كت-ائب القس-ام قامت بالأمر عينه، فأعلنت يوم أمس 10 تشرين الأول عن إطلاق رشقة صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه مستوطنات الشمال، وحز-ب الله قام بضرب ناقلة جند بصا-روخ من نوع كور-نيت، وبين الحين والأخر يقوم الجيش الإسرا-ئيلي بالرد على مصادر النيران في الأراضي اللبنانية، وهذا يوضح أنه في أي لحظة قد تندلع المواجهة أيضاً من لبنان.

وتحسباً لهذه المخاطر، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن إرسال حاملة الطائرات فورد إلى قرب السواحل الإسرا-ئيلية، كما وأعلنت القيادة الأمريكية الوسطى أن هذه الخطوة هي من أجل تحذير أية أطراف معنية كحز-ب الله وإيرا-ن من الدخول في هذه الحرب، ولكن من الواضح أن حز-ب الله وإيرا-ن لم يكترثا للتهديدات الأمريكية؛ فحز-ب الله أعلن الجهوزية التامة لكافة مقاتليه، وإيرا-ن أعلنت دعمها لمعركة طوفان الأقصى، كما وأن الأذرع العسكرية الموالية لإيرا-ن في المنطقة مثل العراق المتمثلة ب”عص-ائب أهل الحق”، واليمن المتمثلة ب”الحو-ثيين”، وسوريا أعلنت ذلك، وقد أعلنت أيضا جماعة أنص-ار الله الحو-ثيين في اليمن عن استعدادها للدخول في هذه الحرب إلى جانب المقا-تلين الفلس-طينيين في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية عسكريًا

 

أما في الجانب العربي فقد كانت معظم بيانات الدول العربية تشجب وتستنكر وتدعوا لوقف فوري لإطلاق النار تجنبًا لإراقة الدماء في صفوف المدنيين. أما الموقف العربي الأوضح الذي يدين إسرا-ئيل بشكل مباشر هو الموقف القطري، حيث أعلنت بشكل علني ومباشر أنها تحمّل إسرا-ئيل المسؤولية الكاملة عما يحدث من قتال.

الموقف الأوروبي والأمريكي كان يدعم إسرا-ئيل، كما جرت العادة، ولكن في هذه المرة فقد أعلنت أمريكا عن دعمها الكامل لإسرا-ئيل في حقها بالرد على ما سمته بالاعتداءات الفلس-طينية، وهذا الأمر المخيف يمنح إسرا-ئيل الحق في إشعال حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلس-طيني في غ-زة دون مساءلات قانونية، لأنه قد حاز على الغطاء الغربي الذي يؤمن له ذلك.

أما روسيا، فقد كان موقفها ضبابي بعض الشيء، حيث صرحت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أنه يجب إقامة دولة فلس-طينية على حدود 1967 من أجل إحلال السلام. لكن عندما سئل “ديمتري ميدفيدف”، رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، عن دعمه للفلس-طينيين، قال إنه يوجد ثلاثة قتلى روس في إسرا-ئيل والعديد من المفقودين.

وكان هناك عدة مواقف ملفتة للنظر، مثل موقف رئيس كوريا الشمالية “كيم يونغ اون”، حيث قال إن فلس-طين ليست قضية المسلمين وحدهم أو العرب وحدهم، بل هي قضية الأحرار في العالم.

ما يحدث هو عبارة عن عملية عسكرية كبيرة جدًا لا يمكن أن تنتهي في يوم أو أسبوع أو حتى شهر، فقد تطول جداً، والتوقع بما سيحصل ضرب من ضروب الخيال، ففي كل يوم، بل ربما في كل ساعة، نتفاجأ بتطورات جديدة من عدة ساحات. فكيف ستدور الأحداث؟ من سيثبت أنه الاقوى؟ ومن هو الجيش الذي لا يهزم؟ هذا ما ستبينه لنا الأيام، فهي كفيلة بالكشف عن كل الخفايا والتعقيدات.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com