خاصمقالات

كرة القدم اللبنانية ضحية اتحاد بنفَسٍ سياسي

كرة القدم اللبنانية ضحية اتحاد بنفَسٍ سياسي

كتب علي الصلح لموقع “بكفّيكم”،

إنعكس الوضع الإقتصادي الصعب، ووباء كورونا على القطاعات كلها وفي طليعتها القطاع الرياضي، ولا بد من تسليط الضوء على هذا القطاع المتضرر، وبشكل خاص على لعبة “كرة القدم”.

تعاني لعبة كرة القدم في لبنان من صعوبات جمة. فكرة القدم في لبنان هي رياضة مازالت في مرحلة الهواة بفعل اتحادٍ غير قادر على تجهيز ملعبٍ للعب المباريات، بفعل اتحادٍ تعيّنه السلطات السياسية وما أدراكم ماذا يحدث عندما تدخل السياسة في شيءٍ ما، بفعل اتحادٍ يميز بين الاندية بكل شيء، بفعل اتحادٍ يأتي بحكام معاشهم لا يتجاوز ال عشرين دولاراً ليحكّموا على مباراةٍ فاصلة، فهل يعلم ماذا يحدث اذا قامت إحدى الاندية بدفع مئة دولار اقله لهذا الحكم؟

اذاً كرة القدم في لبنان ستبقى في مرحلة الهواة طالما هكذا اتحاد برئاسة هاشم حيدر على رأسه، ولنأخذ مثالاً كرة السلة في لبنان أين وصلت، وأين كرة القدم، منتخب لبنان لكرة السلة وصل هذا العام لكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، بالاضافة لفوزه بالبطولة العربية وحل وصيفاً لقارة اسيا، اما عن منتخب لبنان فبالكاد تأهل لبطولة آسيا.

ولنتحدث قليلا عن الدوري اللبناني في كرة القدم وعن المجازر الحاصلة فيه، ف-أولاً يعدّ هذا الموسم هو من أسوء المواسم التحكيمية وسببه تحدثت عنه المقال سابقاً، فلا يمكن أن تمر جولة دون وقوع ثلاث الى أربع أخطاء تحكيمية وأكثرها مؤثرة سواء على فرق تريد المنافسة على اللقب أو على فرق تريد البقاء في الدرجة الأولى، ولعل أكثر من استفاد من الاخطاء التحكيمية هو طفل الاتحاد المدلل نادي العهد سواء بركلات الجزاء او بحالات التسلل او بالبطاقات الملونة، وهذا ليس كلام شوارع بل هذا باعتراف لجنة الحكام بعد كل مباراة للعهد يحدث خلالها مجازر تحكيمية ونزيد على هذا أن اكثر الاندية حصولا على ركلات جزاء هذا الموسم هو نادي العهد ولعل اكثر من تعرض لظلم من التحكيم هو نادي السلام زغرتا الذي هدد بالانسحاب ما لم يستعين الإتحاد بحكام أجانب لمبارياته.

فشل الاتحاد لا يتوقف هنا، بل يكمل عندما يرى المراهنات وشراء المباريات تحدث ولا يتحرك، وأكثر ما أثار استغرابي هو ما حصل في مبارتين في سداسية الإياب وهما مبارتي العهد مع البرج وشباب الساحل، وكان واضحاً خلال هاتين المبارتين كيف هذه الاندية تشرع المرمى لنادي العهد ليسجل، فمن يرى هاتين المبارتين ويرى مباراة للبرج أو شباب الساحل مع الأنصار او النجمة يدرك تماماً ما اتحدث عنه، وكل هذا تحت نظر هاشم حيدر وأبو فراس ولا يتحرك احد.

لعلها تكون هذه الولاية الأخيرة لهذا الرجل بعد سيطرة على الاتحاد لاكثر من 20 عاماً، لم يستطع خلالها تجهيز ملعب للعب مباريات الدوري، ومازال باقياً تحت رحمة البلديات، وما أتحدث عنه هو ما يحصل خلال اخر ثلاث مواسم واعتماد الإتحاد على ملعب بلدية جونية لإقامة المباريات الكبيرة والصغيرة، وبالمقابل ملاعب لبنان الكبيرة سواء “ملعب بيروت البلدي، ملعب كميل شمعون الرياضي، ملعب صيدا البلدي، ملعب طرابلس البلدي، ملعب بعلبك البلدي”.

ولكن لا يمكننا تحميل المسؤولية كاملة للإتحاد فالدولة اللبنانية مسؤولة أيضاً بسبب الإهمال المزمن للقطاع الرياضي ولا شك بأن إهمال القطاع الرياضي بشكل عام مشكلة مزمنة في لبنان منذ الحكومات السابقة، وكان على الإتحاد اللبناني العمل بمفرده، والتكفّل بالإصلاحات والتنظيم بالرغم من إمكانياته المتواضعة، وهذا انعكس سلبياً على المسار الرياضي بشكل عام. وفي حال وجود نية للإصلاح لا بد من التعلم من أخطاء الماضي وسلوك المسار الصحيح الذي يعيد للكرة اللبنانية قيمتها ويبرزها مجدّداً، ولعل القطاع الرياضي حينها يؤسس لمرحلة جديدة نحو ريادة عالمية ترفع إسم لبنان عالياً بعيداً عن المشاكل والأزمات التي باتت على كل شفة ولسان.

فهناك دعم الرسمي مطلوب لمستقبل الرياضة في لبنان وتتحقق هذه الأهداف إذا أظهرت الوزارات المعنية جدية في التعامل مع قطاع الرياضة من خلال الدعم المادي والمعنوي الجدي للإتحاد اللبناني لكرة القدم عامة، وللأندية والمنتخب بشكل خاص. هذا بالإضافة إلى العمل على تنفيذ خطة مستقبلية لتحسين نوعية الملاعب، وتدريب صغار اللاعبين الهواة لصناعة جيل شبابي ماهر قادر على التكفل بتطوير لعبة كرة القدم والرياضة بشكل عام، وإيصال لبنان إلى العالمية عبر منتخباته الوطنية .

كرة القدم تحتاج الى روح الشباب للنهوض بها في لبنان، تحتاج الى ثقافة، فهي ليست كما كانت في البدايات، فكرة القدم في العالم اجمع تعتبر من اهم القطاعات التي تؤمن عائدات مالية ضخمة للدولة، عسى أن تفهم الدولة اللبنانية اهمية كرة القدم والرياضة بشكل عام وتعمل على تطويرها.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com