
كتبت سيوين منذر
ما أجملك يا من همّشك مجتمعك وخذلك شريكك وخانك من وثقت به واستخفّ بك قليلي العقول.
ما أجملك يا من حلمت ووصلت، يا من حملتي روحاً في أحشائك وتحملت أوجاعك والليالي الطويلة لتربية ثمرة بشرية وعنصر إجتماعي جديد.
ما أجملك يا من بكيت وحدك في الليالي الذي اسودت أكثر إنحناءً لدموعك.
ما أجملك يا من كسر قلبك من كان يعِدُك ورحل.
ما أجملك يا من اغتصب جسدك وروحك الجميلة قليل الدين والضمير وكثير الشهية والتخلف.
ما اجملك يا من إستغل حبك رجل أناني لا يفكر إلا بأنانيته.
ما أجملك يا من قام عليك وعلى لباسك وحريتك مجتمع مهمش.
ما اجملك يا سيدتي…
هذه البداية للتذكير والتنويه عن السيء والجميل في مجتمع يتصف بالذكورية. لكل سيدة قد تظن أنها غير قادرة، فأنتِ قادرة يا جميلتي.
ومن مثلك؟ ومن لديه ميزاتك؟
لنفكر قليلاً، هل يستطيع الرجل تحمل آلام دورتك الشهرية وآلامك النفسية التي تتحكم بك خارج إرادتك؟ هل يستطيع ان يحمل كائن بداخله ينمو يوماً بعد يوم لتسعةِ أشهر؟ هل يستطيع أن يتناسى تعب يومه وواجباته المنزلية والتضحية براحته؟ هل يستطيع ان يتحمل ألم الرضاعة؟ كوني فخورة فهذه إنجازتك القليلة.
ومن مثلك؟ ثوري وتمردي يا سيدتي، هذا يومك إستمتعي، نلت عليه وتستحقينه بجدارة ومحبة وعنفوان. ثورتك بدأت منذ زمن، وكما يذكر بتاريخك الحافل ان تاريخ مناسبة يوم المرأة العالمي يعود إلى عام 1856 عندما تظاهرت آلاف النساء في نيويورك إحتجاجا على ظروف العمل اللاإنسانية التي كن يعشنها. وشكّلت هذه التظاهرة التي تكررت لاحقاً مقدمة لحصول المرأة على المزيد من الحقوق وتخصيص يوم الثامن من آذار كل سنة للإحتفال بإنجازاتها والتعبير عن التقدير والإحترام لها. كما وان اول احتفال كان عام 1909 في مدينة نيويورك. وقد اعتُمد هذا اليوم من قِبل الأمم المتّحدة منذ عام 1975 ومستمر حتى يومنا هذا مع إنجازات جديدة.
ألف تحية وبعد إلى النساء الايرانيات الذين لم يفقدوا الأمل… نعم وألف نعم إستمري يا مثال القوة، تمردي، فأنت ترعبيهم.
“إمرأة بمية زلمة !” مقولة تداول بها الافراد عبر الزمن, فانا اقول غير هذا: “الإمراة بإمراة وليست بمئة رجل.”
وبإصرارك كنت وما زلت قادرة، آمني بقدرتك فأنت تستطعين وأنت قادرة.
شكراً في هذا اليوم لكل نساء العالم، وشكر خاص لبعض النساء الاقوياء الجميلات المكافحات في حياتي فأنتن قدوتي وقوتي، شكراً للمساندة والدعم الغير متوقف.
لأمي التي لم تتعب وتمل من العطاء والمحبة والتضحية بمفردها كانت وما زالت الاقوى هدى.
لخالتي الجميلة المستقلة العصامية هبة.
للسيدة الذي أعتبرها بمثابة أمي الثانية المتفانية والمضحية والقوية وذات القلب والروح والوجه الجميل ليلى.
لخالتي الجميلة، ذات الإبتسامة الجميلة الذي جعلت للحياة فرح جويس. وصديقاتي الأقرب والأصدق الذي لم تغيرهم ظروف الحياة إلا للأفضل…
أنتم الاجمل والاقوى فشكراً لكم في هذا اليوم وكل يوم شكراً لانكم لم تستسلمو.
جرائم قلة الشرف… تحت حجج الشرف
في هذا اليوم العالمي الذي يحتضن المرأة لا بد من التنبيه والتركيز على قضايا نسائية منها ما يتم متابعتها ومنها ما وضع جانبً نائماً في جوارير القضايا.
لنستذكر سويا بعض القصص والمعاناة النسائية اللبنانية:
…” عارضة الأزياء زينة كنجو، التي قتلت خنقاً في منزلها، وصدرت مذكرة توقيف بحق زوجها، المتهم بقتلها بعد فراره إلى تركية…”
“…عنف زوجي وصل إلى عتبة القتل، إغتصاب جماعي لفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة على يد عناصر أمنية محمية…”
“…انتحار لفتاة قاصر بسبب إرغامها على الزواج من شخص يكبرها ولا تريده…”
“…جريمة أنصار الرباعية، التي هزّتْ البلاد، وذهب ضحيّتها أربع نساء (أم وبناتها الثلاث)…”
“… مقتل إمرأة في عكار على يد شقيق زوجها لخلاف حول الميراث…”
…في مخيم عين الحلوة في صيدا، والضحية فتاة من ذوي الإحتياجات الخاصة، أقدمَ عمها وشخص آخر على اغتصابها…”
“…وتعرّضت أم لولدين، لإعتداءات عنيفة على يد زوجها، أدت الى كسور في قفصها الصدري ودخولها المستشفى حيث جرى استئصال طحالها. لتضج بعدها مواقع التواصل الاجتماعي بخبر إقدام زوج الضحية هناء خضر (21 عاما)، على إحراقها من خلال إشعال قارورة غاز، وصولا الى مقتل الصيدلانيّة في بلدة المروج…”
هذه قصص قليلة، وهذه من القصص الكثيرة ولكن القليلة المصرح عنها…
وماذا بعد؟ من المسؤول؟ من سيقاضي هؤلاء؟
ماذا جاء في قضية الانصار؟ الذي جاء يا سادة هو إعفاء المجرم من ذنبه بحجة أنه مريض نفسي.
أما قضية زينة، فهي لا تزال ومنذ سنتين في متداول الدول…” القاتل إبراهيم الغزال والضحية زينة كنجو. إسمان يترددان كثيراً في العامين المنصرمين. هي خُنقت بيديه، وهو يجول في العالم ممتهناً النصب والإحتيال والقتل والفرح والمرح. من بيروت إلى تركيا إلى جورجيا إلى سوريا إلى أرمينيا إلى… إلى أوروبا… إلى السويد. إلى أن علق في قبضة العدالة السويدية. هناك أوقفوه. فهل سيستردّه لبنان؟” ويبقى السؤال عالقاً، حتى إشعارٍ آخر.
أعداد الجرائم تتزايد والتبليغ نحو انخفاض… وبالأرقام نقلاً عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي
معدلات العنف الجنسي في لبنان:
تنشط الجمعيات النسائية والناشطون والناشطات الإجتماعيون على رفع الصوت، ونشر التوعية على التبليغ عند حصول حالات عنفية ونبذ العادات الأبوية/ الذكورية كزواج القاصرات. لكن الأزمة الحالية المتفرعة إقتصاديًا وصحيًا وإجتماعيًا وسياسيًا أسهموا في إنتشار هذه الظاهرة وتفرعها وتبريرها أحيانًا.
على صعيد آخر تشير معدلات المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى حوالي 27 حالة اغتصاب حصلت بين مطلع شهر كانون الثاني من عام 2022 وصولاً حتى تشرين الثاني من نفس العام، فيما سُجل 37 حالة تحرش جنسي و57 حالة اعتداء جنسي مبلغ عنها.
وقد أجرت جمعية أبعاد دراسة حول موضوع العنف الجنسي في لبنان، خلصت لكون 6 من أصل 10 نساء تعرضن للعنف الجنسي في لبنان لم يبلغن عن الجريمة بسبب العرض والشرف، بينما اعتبرت 75% من المشاركات في الدراسة أن الإعتداء الجنسي هو بالدرجة الأولى نفسي وجسدي بينما أكدّت 71% أن المجتمع يراها بالدرجة الأولى إعتداءً على عرض العائلة. وقد هدفت الدراسة الإحصائية التّي نشرتها الجمعية أواخر الشهر الماضي لمعرفة مدى لجوء النساء اللواتي يتعرضن للعنف الجنسي للتبليغ عن هذا العنف وما هي أسباب الامتناع عن التبليغ.
السبب هو عدم المحاسبة؟ أم أنه ليس هناك جدوة من التبليغ؟ أم القوانين؟
قوانين لبنان… معدلة لكن ناقصة في نفس الوقت
هل تعرفين أنه بحسب قانون العقوبات اللبناني من أكره غیر زوج بالعنف والتھدید على الجماع عوقب بالأشغال الشاقة لمدة خمس سنوات على الأقل. لا تنقص العقوبة عن سبع سنوات إذا كان المعتدى علیه لم یتم الخامسة عشر من عمره.
هل تعرفين أنه بحسب قانون العقوبات اللبناني من أكره آخر بالعنف والتهديد على مكابدة أو إجراء فعل منافٍ للحشمة عوقب بالأشغال الشاقة مدة لا تنقص عن أربع سنوات. ويكون الحد الأدنى للعقوبة ست سنوات إذا كان المعتدى عليه لم يتم الخامسة عشرة من عمره.
هل تعرفين أنه بحسب قانون العقوبات اللبناني من ارتكب بقاصر دون الخامسة عشرة من عمره أفعال منافیة للحشمة عوقب بالأشغال الشاقة المؤقتة. ولا تنقص العقوبة عن أربع سنوات إذا لم یتم الولد الثانیة عشرة من عمره.
في 7 كانون الأول 2016، أعلنت “لجنة الإدارة والعدل” النيابية الاتفاق على إلغاء المادة 522 من قانون العقوبات، التي تسمح بالكف عن ملاحقة أو تعليق الحكم بحق شخص إرتكب جرم الإغتصاب أو الخطف، أو إغتصاب فتاة دون السن القانوني، إذا ما تزوج الضحية ويعتبر قانون العنف الأسري لعام 2014 التهديد أو العنف للحصول على “الحقوق الزوجية في الجماع” جريمة، ولكنه لا يجرم إنتهاك السلامة الجسدية بدون موافقة. تعاقب المواد 554-559 على هذه الممارسات بغرامة منخفضة تبلغ قيمتها 10,000-50,000 ليرة لبنانية، أو السجن حتى 6 أشهر كحد أقصى إذا احتاجت الضحية إلى الراحة لمدة 10 أيام أو أقل للتعافي، مقارنة مع 5 سنوات للاغتصاب وفق المادة 503.
هذه القوانين يجب ان تطبق وتنشر لكي تعم الفائدة ولنحاسب.
أنتِ لستِ وحيدة…
يمكن أن يفلت المجرم من القضاء والقوانين في لبنان ولكن بعض الجمعيات تأخذ على عاتقها المساندة.
لا تخافي ولا تخجلي فأنت لست مذنبة ولست عار. بلغي، فتبليغك هو تغيير إجتماعي وحمايةً لمستقبلك ومستقبل أطفالكِ ومحيطكِ.
بلغي من خلال:
• قوى الامن الداخلي 1745 او 1744
• منظمة كفى، الخط الساخن: 009613018019 ، هاتف المنظمة: 009611392220
للدعم:
• جمعية امبرايس (embrace) 1564
• التجمّع النسائيّ الديمقراطي اللبنانيّ: 50 0808 -71
• الهيئة اللبنانية لمكافحة العنف ضدّ المرأة: 91 82 51 -70
• منظمة «أبعاد»: 78 81 78 -81
• منظمة Women Alive: 08 39 84 -78
حتى الاديان تنصفك… يا سيدتي فلا تكترثي لتحاليل الباقي
• قصة مريم المجدلاية: هذه السيدة كانت في زمن المسيح من بائعات الهوى والذي قرر فئة من المجتمع رجمعها كونها خاطية، أما المسيح فكان الحاضن وتوجه لهم قائلا: “من منكم بلا خطيئة فيليرجمها بحجر.” وهذه من العبر المتداولة لا يحق لأحد أن يرجم ويجرم… ولربما هناك قصة وراء كل شخص وتصرف وقد يحتاج إلى يد الإنقاذ.
• في الإسلام: فللنساء مكان مميز يحفظ ويقدر دور ومكانة المراة. خديجة بنت خويلد أول من أسلم كانت السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- أول من أسلم، وأول من قدّم شتّى أنواع الدعم للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في دعوته، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- تعبيراً عن وفائه لها: (آمنت بي إذا كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس.
• إعتنى رسول الله بالمرأة عنايةً خاصة ودافع عن حقوقها وأقرها في أحاديثه الكثيرة، كحقها في الحياة والتعليم.
اهم النساء في العالم، في لبنان… وأنت
عالمياً:
• ماري كوري (1867 -1934)، عالمة فيزياء وكيمياء بولندية المولد، اكتسبت الجنسية الفرنسية فيما بعد. وهي أول امرأة حصلت على جائزة نوبل، كما أنّها الوحيدة التي حصلت على جائزتي نوبل في مجالين مختلفين.
• روزا باركس – أميركية من أصول أفريقية (1913 – 2005) وهي ناشطة طالبت بالحقوق المدنية للأميركيين الأفارقة، واشتهرت عندما رفضت التخلي عن مقعدها في باص عمومي لشخص أبيض، عاصية بذلك أوامر سائق الباص في الستينيات.
• إميلين بانكيرست (1858 – 1928) بريطانية ناشطة سياسية وقائدة الحركة البريطانية المعروفة باسم سوفرجت، التي ساعدت المرأة في الحصول على حق التصويت في عام 1918.
• الأم تريزا (1910 – 1997)، أو القديسة تريزا الكلكتيَّة هي راهبة ألبانية – هندية، حائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1979. توفيت في كلكتا في 5 سبتمبر 1997 إثر مرض عضال. وقد اشتهرت بالأعمال الخيرية في خدمة مكافحة الأمراض ورعاية المشردين وغيرها.
• أميليا إيرهارت (1897 – 1937)، كاتبة ورائدة متفوقة في الطيران الأميركي وقد لقبت بملكة الطيران وحققت أرقاماً قياسية فيه، وقامت برحلات منفردة عبر الأطلسي وكانت تقدم الاستشارات والنصائح في هذا المجال، وكتبت عن مجال الطيران محققة مبيعات عالية، وقد ماتت في تحطم طائرة في حادثة لا تزال لغزاً، وذلك فوق المحيط الهادئ أثناء محاولتها الدوران حول الأرض.
• نوال السعداوي (27 أكتوبر 1931 — 21 مارس 2021)، طبيبة أمراض صدرية، وطبيبة أمراض نفسية، وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص. كتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام، اُشتهرت بمحاربتها لظاهرة ختان الذكور والإناث.
• أوبرا وينفري: البداية طفولة بائسة وتحرش.. والنهاية من أقوى نساء العالم تأثيراً وثروة بالمليارات.
لبنانياً:
• نادين جوني: أم وناشطة ونسوية لبنانية ناضلت من أجل إصدار قانون موحد للأحوال الشخصية في لبنان. تطلّقت نادين في التاسعة عشرة من عمرها، وقضَت السنوات العشر الأخيرة من حياتها وهي تناضل بغية نيل حق حضانة ابنها كرم الذي لم يُسمح لها برؤيته سوى لمدة 24 ساعة في الأسبوع، وفقاً لأوامر المحاكم الإسلامية الجعفرية الشيعية. في 6 تشرين الأول/أكتوبر 2019، توفّيت نادين، بشكل مأساوي في حادث سيارة خلال توجهها للاحتجاج على الزيادات الضريبية غير العادلة, لتخلد ذكراها.
• أمل علم الدين: أمل رمزي علم الدين (و. 3 فبراير 1978)، هي محامية، ناشطة ومؤلفة بريطانية-لبنانية. تخصصت في القانون الدولي، والقانون الجنائي، وحقوق الإنسان، وتسليم المجرمين. تعمل حالياً محامية ومستشارة قانونية ومحامية دفاع أمام المحاكم العليا في دوتي ستريت تشامبرز بلندن.
• بوليت سيراكان ياغوبيان أو بولا يعقوبيان من أهم الإعلاميين السياسيين وأحد النواب البارزين في البرلمان اللبناني. إشتهرت ببرامجها السياسية وأهتمامها بالقضايا الإنسانية والبيئية.
• ميساء رعد: من احدى النساء المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي. فهي مصابة بمرض السرطان للمرة الثالثة، إلا أنها ومن خلال فيديو تشاركه يومياً عبر صفحتها على إنستاغرام تعطي أمل بغد أفضل تحت اسم “منحكي بكرا” وكتبت كتاب “كان سراً” تروي فيه تفاصيل حياتها ومرضها وعدم إستسلامها.
انتِ:
انتِ قادرة وأنتِ تستطيعين، إسمك يندرج تحت أسماء اكثر النساء تأثيراً… فأنت أثرت منذ البداية، كيف؟ أنت أثرت بطفلك، صديقتك، تلاميذك، شريكك، مجتمعك… فأنت نصف المجتمع وبنفس أهمية النصف الثاني…
ما أجملك… يا سيدتي
رسالة إلى كل رجل:
شكراً لك يا سيدي… فدورك لا يستثنى وقد تقع عليك بعض الصفات التي ليست منك، وبالرغم من كل مسؤولياتك التي توجبت عليك عبر التاريخ أنت مقدر… ولكن عليك أن تقدر، فكما لك عليك… والقلوب والمشاعر والوعود مسؤولية قم بالحفاظ عليها بأكمل وجه… وشكراً لك.
المساواة والعدل بين الجنسين واجب والحقيقة هي أن النساء والرجال يكملان بعضهم… فنحن بحاجة الى الإثنين بأدوارهم وحوارهم وحبهم وتنازلاتهم للوصول إلى بر الأمان.
فهل إذا تقدمت المرأة بخطوة نجاح أو إعتراف هي إهانة ؟



