اليومخواطر اليوم

حديث الأرض والإنسان

خواطر اليوم: حديث الأرض والإنسان

وقف إطلاق النار في جنوب لبنان حديث الأرض والإنسان

 

عندما تهدأ السماء بعد عاصفةٍ عمياء، وتنطفئ أصوات المدافع، تُعيد الأرض في جنوب لبنان أنفاسها، وكأنها تهمس لمن صمد عليها: “أنا هنا، كما كنت دائمًا”. وقف إطلاق النار ليس مجرد نهاية لصخب الحروب، بل هو بداية لحكاية جديدة، حيث تختلط دموع الفرح بدموع الحزن، وتتجدد حبال الأمل التي لم تُقطع يومًا.

أهل الجنوب، أولئك الذين نبتت جذورهم في تراب الأرض، لا يرحلون. مهما كانت شدة العواصف أو قسوة النيران، يظلون هنا، يتشبثون بحجارة منازلهم، بأشجار الزيتون التي شهدت أحزانهم وأفراحهم، وبالوديان التي خبأت أسرارهم. الأرض ليست مجرد مكان يعيشون فيه، بل هي ذاكرة عتيقة تنبض بأسماء الشهداء، وأغنيات الجدات، وضحكات الأطفال.

اليوم، ومع انحسار دخان المعارك، يجلس الفلاح تحت شجرته، ينظر إلى الأفق البعيد، وفي عينيه وعود جديدة. الأرض التي رويت بدماء الأبطال لا تخذل أبناءها، ولن تذبل فيها الحياة. سيعود الفلاح إلى حقله، والمعلم إلى مدرسته، والأطفال إلى ألعابهم البريئة.

وقف إطلاق النار هو استراحة للمقاتل، ودرسٌ للحياة، ورسالة تقول إن الجنوب لن ينهزم ما دام أهله متمسكين به، بالأرض، بالحب، وبالسلام الذي يزرعونه رغم كل شيء.

بقلم: هويدا أبو الحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com