خاصمقالات

استثمار ترامب لحرب لبنان وغزة

خاص بِكَفّيكم: دماء اللبنانيين والفلسطينيين درجة رفعت ترامب نحو الرئاسة

خاص بِكَفّيكم: دماء اللبنانيين والفلسطينيين درجة رفعت ترامب نحو الرئاسة


استثمار ترامب لحرب لبنان وغزة

كتبت نرمين ظاظا؛ استثمار ترامب لحرب لبنان وغزة – الانتخابات الرئاسية الأميركية تحت الأضواء العالمية، الدولة التي تدير العالم بسياستها، خاضت معركة انتخابية حاسمة، انتصر بها دونالد ترامب على منافسته كامالا هاريس، إلا إن فرصة الانتصار ارتفعت بشكلٍ كبير بعد وعوده وتعهداته بإعادة السلام إلى الشرق الأوسط، وخصوصاً لبنان في الفترة الاخيرة، وبالتالي كان قد استغل معاناة الشعب اللبناني والفلسطيني حتى وصل إلى سدة الرئاسة في هذه الانتخابات، ليُطبق المثل القائل “مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ”، فهل سَيفي ترامب بوعوده بشكل جديّ وسريع؟ الأيام القادمة هي الصارمة.

 

وعود ما قبل الوصول

خلال الحملة الانتخابية الرئاسية للولايات المتحدة الأميركية… قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب في عدة مقابلات ولقاءات أنه سينهي الصراع اللبناني – الإسرائيلي. وذلك بمجرد وصوله إلى السلطة، وأن لبنان يستحق العيش بسلام.

وقبل انطلاق الانتخابات الرئاسية بأقل من أسبوع واحد، توجه ترامب للناخبين ذوي الأصول العربية، متعهدًا بإنهاء المعاناة والدمار في لبنان والشرق الأوسط، وجاء حديثه أمام جمهور يشمل أميركيين من أصول عربية في ولاية ميشيغان المتأرجحة.

وقال ترامب: “أتطلع إلى العمل مع المجتمع اللبناني الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، لضمان سلامة وأمن شعب لبنان العظيم، صوتوا لترامب من أجل السلام”.

في خطابه الأول بعد فوزه في الانتخابات، أعلن ترامب عن برنامجه الإصلاحي، ومن ضمنه وعد بإيقاف الحروب، مضيفاً “لن أبدأ الحروب بل سأنهيها”.

دعوات ترامب للناخبين باختياره رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، جاءت محفزة للسلام الذي فُقد في الشرق الأوسط، حيث وعد بإعادته وسط ظروف صعبة يشهدها كلٌ من لبنان وفلسطين في صراعهما مع العدو الإسرائيلي.

 

الذهاب نحو الهدف

أصوات الجالية العربية لعبت دورًا ولو نسبيًّا في الانتخابات الأميركية، حيث عمل دونالد ترامب على هذا الأمر من خلال تركيزه على ولاية ميشيغان تحديدًا، الولاية المتأرجحة، والتي تحظى بحضور عربي واضح، حيث جالسهم عدة مرات كانت إحداها في مقهى صاحبه من أصول لبنانية. وخلال هذه الجلسة وغيرها مع الجاليات العربية أكد أنه سيقوم بإنهاء الحرب في لبنان.

وقد أوضحت ريما مروة، مديرة منظمة الإطار الوطني للعرب الأمريكيين لـِ BBC NEWS أن التقديرات تشير إلى أن عدد الناخبين العرب ثلاثمئة ألف ناخب تقريباً.

هذا الرقم قليل جداً امام مجموع ناخبي ولاية ميشيغان الذي يقدر بنحو ستة ملايين ناخب. إلا إنه رقم قد يصنع الفرق. ففي عام ٢٠١٦ فاز ترامب في ميشيغان بفارق عشرة آلاف صوت مقابل هيلاري كلينتون. وفي عام ٢٠٢٠ فاز جو بايدن بفارق مئة الف صوت مقابل ترامب. ما يضع هذا الرقم ضمن الحسابات المهمة.

وتَعتبر مروة أن الناخبين العرب عادةً ما يكونون غير مرتكزين على قضية واحدة في اختيارهم لمرشحهم. لكن بعد حرب غزة اختلف الأمر، فقد توحدوا في وضع الأولوية لقضية الحرب في الشرق الأوسط.

 

انتظار السلام

رحبت عدة دول عربية بوصول ترامب إلى الرئاسة الأميركية، آملين حلول الأمن والسلام بوجوده.

فقد هنأ العاهل الأردني عبدالله الثاني الرئيس دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات الأمريكية. مؤكداً على أهمية تعزيز العمل المشترك، لـِ “خدمة السلام والاستقرار الاقليمي والعالمي”.

كما هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترامب. مؤكدًا على تطلعه للعمل المشترك لإحلال “السلام والاستقرار” في الشرق الأوسط.

وأعرب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن تطلعه للعمل مع ترامب مرة أخرى. إذ قال في منشور له عبر منصة إكس “أتطلع لتعزيز علاقتنا وشراكتنا الاستراتيجية، وتعزيز جهودنا المشتركة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

وقال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، وفق رويترز “إن فوز المرشح الجمهوري يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات”.

وأضاف: “إن خسارة الحزب الديمقراطي هو الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم الإجرامية تجاه غزة”. ودعى ترمب إلى الاستفادة من أخطاء الرئيس جو بايدن.

 

في المحصلة، اغتنم ترامب الحرب الدموية التي يشهدها كل من لبنان وفلسطين، وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط. حيث قدم وعودًا بصوتٍ عالٍ أمام الملأ بإنهائه لهذه الحروب ونشر الاستقرار، بهدف زيادة فرصة فوزه في منصب الرئاسة الأميركية. ذلك ولو بعدد بسيط من الأصوات، ما جعل الكثير من الناخبين ذوي الأصول العربية والمتعاطفين مع ما يحصل في لبنان وفلسطين انتخابه دون غيره.

الكثير منا رغب بفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كونه وجّه وعودًا مباشرة وعديدة بإنهاء الحرب اللبنانية الإسرائيلية. إلا أنه واقعي، استغل دماء اللبنانيين والفلسطينيين التي تنزف أرضاً حتى يصل إلى هدفه. فهل سيتمكن ترامب من إنهاء الحروب وفق ما جاء في خطابه للنصر؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com