
لبنان جرائم قتل تتحول لكارثة وطنية
خاص بِكَفّيكم: لبنان على حافة الموت… جرائم قتل بالجملة تحولت إلى “كارثة وطنية”!
كتبت صبحية الحمود؛ تتساقط الأرواح واحدة تلو الأخرى، في وطن ينهشه الانهيار، وتغيب فيه الدولة عن حماية أبنائها، تاركة المواطن يواجه مصيره بيده وسط فوضى أمنية واجتماعية غير مسبوقة. فلم يعد الموت في لبنان مفاجئًا، بل صار خبرًا يوميًا عاديًّا في نشرات الأخبار.
تصاعد خطير في معدلات الجريمة
يشهد لبنان في الآونة الأخيرة انفجارًا مقلقًا في معدلات الجريمة. في ظاهرة تعكس تدهورًا غير مسبوق في الأمن الاجتماعي والنفسي للمواطنين.
فمن جرائم القتل العائلية التي تهزّ البيوت وتكشف عن تفكك الروابط الأسرية… إلى الاعتداءات العنيفة وعمليات الطعن والسرقة التي أصبحت مشهدًا يوميًا في الشوارع! يبدو أن لبنان اتّجه فعلًا نحو مرحلة بات فيها العنف لغة التعامل الأولى بين الناس.
ولم تعد دوافع الجريمة محصورة بالخلافات الكبيرة أو “الأحقاد القديمة والثارات”… بل باتت أسبابًا تافهةً كخلاف على موقف سيارة أو كلمة عابرة كفيلة بإشعال نار القتل والدم.
جرائم متنقلة… مشهد دموي يرسم خريطة الرعب اللبنانية
من عكار إلى البقاع، فبيروت وطرابلس وصولًا إلى صوفر… تتنقّل الجرائم في لبنان كعدوى قاتلة تضرب المجتمع بلا رحمة، ناشرة الخوف والدم بين اللبنانيين.
في كفرلكي – عكار، انتهى خلاف فردي مأساويًا بتحوّله إلى جريمة مروّعة. إذ أقدم مسلح على إطلاق النار من رشاش حربي بعد خلاف مع ناطور ورشة وعدد من الأشخاص. ما أدى إلى مقتل المواطن من الضنية على الفور، وإصابة آخر بجروح حرجة.
وفي عنجر – البقاع، تحوّلت محاولة سرقة إلى جريمة مروعة، بعدما تعرضت المواطنة سيرادي قربت دومانيان للطعن داخل منزلها… فيما أصيب شقيقها بجروح بالغة قبل أن يلوذ المعتدون بالفرار.
أما في الرابية – بيروت، فقد انتهى خلاف بسيط بين سائقَي حافلات بإطلاق نار أسفر عن سقوط أحدهما قتيلًا على الفور. في مشهد يعكس فوضى السلاح المتفلت الذي يحسم النزاعات بدل القانون. وفي جريمة منفصلة، قُتل جندي في الجيش اللبناني على يد مواطن إثر خلاف شخصي في منطقة المنكوبين – طرابلس.
فيما كان لمخيم شاتيلا الحصة الأكبر من الجرائم، حيث قتل الشاب إيليو أرنستو أبو حنا بطلق ناري “فلسطيني” على أحد الحواجز التابعة للجنة الأمنية الفلسطينية بعد رفضه الامتثال للحاجز عند مدخل المخيم.
وفي حادثة منفصلة، عُثر في مخيم شاتيلا على جثة مرأة مجهولة الهوية داخل غرفة مهجورة تُعرف بتعاطي المخدرات، مصابة برصاصة في الرأس، وبقيت ملابسات الجريمة غامضة.
والمأساة الأعظم وقعت على طريق عام صوفر، حيث أُوديت حياة شاب وفتاة بعد قصة حب “متهورة” تحولت إلى جريمة قتل دامية، إثر قيام الشاب بخطف الفتاة بقصد الزواج، وانتهى الأمر برصاص قتلهما معًا. ورغم اختلاف الروايات، إلا أن المؤكد أنهما كانا في منزل على طريق عام صوفر، حيث وصلت سيارة من نوع “سوبر شارج” وخرج منها مسلحون دخلوا الى البيت وأطلقوا النار على المجني عليهما ولاذوا بالفرار.
لبنان تحت رحمة الرصاص… السلاح يسيطر على كل شارع وزاوية!
أصبحت الأسلحة جزءًا لا يتجزأ من المشهد اليومي اللبناني، تنتقل من نزاع إلى آخر بلا توقف، وتحوّل أي خلاف صغير إلى كارثة محتملة.
من إطلاق النار العشوائي في الشوارع إلى استخدام كافة أنواع الأسلحة في مشاكل فردية، أصبح كل شارع، وكل زاوية، تحت تهديد دائم. فأي احتكاك بسيط قد يتحول إلى حادثة عنف مروعة. وفي لبنان جرائم القتل تتحول لكارثة وطنية.
تتنقل الجرائم في لبنان كأنها وباء اجتماعي لا دواء له، فيما يبقى السلاح المتفلت سيد الموقف، يوزع الموت على اللبنانيين بلا تمييز، في ظل غياب أي رادع حقيقي أو قبضة أمنية حازمة.
ويبقى السؤال: كيف يمكن للبنانيين العيش في مجتمع آمن حين يظل السلاح المتفلت جزءًا من الحياة اليومية؟



