خواطر اليوم: كشف الحقائق بين الأتربة والأقنعة

عندما اهتزّ غربالي، تكشفت لي الوجوه والأرواح التي كانت تسكن حياتي. غربالي لم يكن مجرد أداة، بل كان مرآة لحقيقتي، لحقيقة من حولي.

في البداية، كانت الأتربة تغطي الصورة، كنت أرى الناس من خلال ضباب الألفة والعادات. ولكن عندما هزت رياح التجارب غربالي، تلاشت الأتربة وانكشفت لي وجوه لم أكن أعرفها من قبل.

هناك من كانوا يلمعون تحت الغبار، بقلوبهم النقية ونواياهم الصافية، وهناك من كانوا يختبئون خلف الأقنعة، يظهرون ما لا يبطنون. غربالي كشف لي الأصدقاء الحقيقيين، أولئك الذين وقفوا إلى جانبي في العسر واليسر، والذين لم تغيرهم الظروف.

كما كشف لي عن الغرباء الذين كانوا يتخفون في زوايا حياتي، أولئك الذين كانوا ينتظرون لحظة السقوط لينقضوا عليّ.

لما اهتزّ غربالي، أدركت أن الحياة ليست بما تظهره لنا، بل بما تخفيه عنا. وتعلمت أن أكون ممتنًا لكل من كشفته لي هذه الهزة، لأنهم شكلوا جزءًا من رحلتي، سواء كانوا نورًا يضيء طريقي أو درسًا يعينني على المضي قدمًا.

بقلم :هويدا أبو الحسن