خاصمقالات

حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق

خاص بِكَفّيكم: التوترات الدولية تتصاعد... فهل يلوح شبح الحرب العالمية الثالثة؟!

حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق

نايا الغوراني؛ خاص بِكَفّيكم: التوترات الدولية تتصاعد… فهل يلوح شبح الحرب العالمية الثالثة؟!

يزداد المشهد الدولي اشتعالًا يومًا بعد يوم، تتراكم نُذر الحرب في أكثر من بقعة على الخريطة، حتى أصبح الحديث عن “حرب عالمية ثالثة” لا يبدو ضربًا من الخيال بل حقيقة تُجسد الواقع، بدءًا من أوكرانيا حيث لم تهدأ نيران المعارك بين روسيا والغرب، انتقالًا إلى فلسطين حيث الاحتلال الإسرائيلي يرتكب المجازر وسط صمتٍ دولي مريب، وصولًا إلى جبهات اليمن وإيران التي دخلت علنًا في مواجهة مع إسرائيل. ومن هنا، يبدو أن العالم يقف حقًا على حافة انفجار شامل، وحرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق.

العملية الخاصة…كيف بدأت الحرب الروسية – الأوكرانية؟

بعد عدّة أشهر من حبس الأنفاس والتوقعات والتكهنات بشأن اقتحام روسي محتمل لأوكرانيا، كان تاريخ ٢٤ شباط ٢٠٢٢ حاسمًا، فقد أعلن الرئيس الروسي بوتين عن بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. وقال إنه يستهدف “نزع السلاح من أوكرانيا واجتثاث النازية منها”.

تمكنت القوات الروسية في بداية الاجتياح من السيطرة على نطاقات واسعة واستراتيجية من مقاطعة خيرسون الواقعة جنوبي أوكرانيا، حيث بدأ الجيش الروسي منذ 26 شباط توسيع نطاقات هجماته في أوكرانيا على الاتجاهات كافة بعد صدور أوامر عليا. في اليوم عينه، أفاد الاتحاد الأوروبي في خطوة غير مسبوقة آنذاك عن الشروع في شراء أسلحة لتسليمها لأوكرانيا، كما بدأ في فرض عقوبات على موسكو تصاعدت حدتها حتى نهاية العام بحزم متتالية.

قبل نهاية شهر شباط، وتحديدًا في اليوم 28، دخلت روسيا وأوكرانيا في مفاوضات، وضع كل من الطرفين خلالها اشتراطاته، وحدّدا سلسلة الأولويات، لكنها تعثرت فيها بعد ولم تصل حد التهدئة أو تجميد الصراع… وبقيت حتى يومنا هذا.

وفي التطورات الأخيرة، أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا، أنهما أتما دفعة جديدة من عملية تبادل الأسرى. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن مجموعة من العسكريين الروس الأسرى لدى أوكرانيا عادوا من الأسر. وأعلنت القوات الروسية عن سيطرتها على بتروفسكوي وأليكسييفكا في دونيتسك شرق أوكرانيا.

استهداف قادة لبنانيين وفلسطينيين في حرب غزة، “والفيتو” الأمريكي يُجهض وقف إطلاق النار

في غزة، بات المشهد معتادًا، مع اتساع رقعة العدوان الإسرائيلي يومًا بعد يوم. فالغارات لا تهدأ، والمجازر تتكرر، بينما يواصل الاحتلال استهداف المدنيين والبنى التحتية بلا هوادة. وعلى الرغم من مرور السنوات والأشهر، فإن الحرب لم تضع أوزارها بعد، تاركةً سكان القطاع يواجهون الموت والدمار تحت صمت دولي.

استهدف الجيش الإسرائيلي عددًا من قادة حركة حماس على مدى أكثر من عام منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول سنة 2023، وكان أهمهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وشقيقه محمد السنوار، إضافة إلى اسماعيل هنية الذي اغتيل في إيران، ومحمد الضيف وآخرون. وترافق مع ذلك اغتيال قادة مهمين من حزب الله، الذي قرر مساندة غزة في الحرب، وعلى رأسها الأمينين العامين العام لحزب الله حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.

وفي آخر قرار وُضِع لوقف العدوان، استخدمت الولايات المتحدة حق “الفيتو” ضد القرار الذي وضعه مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، والذي كان يدعو إلى وقف إطلاق النار في حرب إسرائيل على قطاع غزة.

إسرائيل تُنفذ أعنف الغارات التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات

في واحدة من أعنف الضربات العسكرية التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات، نفذت إسرائيل فجر اليوم الجمعة، سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف إيرانية… وسط تصاعد غير مسبوق في التوتر بين البلدين. ونفذ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” عمليات سرية في عمق إيران، بالتزامن مع الضربات الجوية. حيث أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي. ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية أن الهجوم شمل اغتيالات لرئيس الأركان الإيراني وقادة الحرس الثوري وعلماء ذرة.

سارعت إيران بتعيين قائد عام للحرس الثوري الإيراني ورئيس لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة. وذلك خلفًا للقائدين العسكريين اللذين قتلا في الهجوم الإسرائيلي على إيران، فجر اليوم. فقد أفادت وسائل إعلام إيرانية بأنه تم تعيين الجنرال أحمد وحيدي قائدًا عامًا للحرس الثوري خلفًا لحسين سلامي، الذي اغتيل بالهجوم الإسرائيلي. واللواء أحمد وحيدي قد عمل في السابق قائدًا لفيلق القدس، ووزيرًا للدفاع، وهو شخصية بارزة في المؤسسة الأمنية الإيرانية، وله خبرة في هذا المجال منذ عقود.

كذلك، أشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي أمر بتعيين الأدميرال حبيب الله سياري رئيسًا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية. ويحل سياري محل رئيس هيئة الأركان السابق محمد باقري.

سر توقيت الضربة الإسرائيلية على إيران

يحمل توقيت الضربة الإسرائيلية على إيران دلالة مهمة، إذ يستند إلى تصريح سابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب. فقبل بداية المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران… أفاد ترامب بأنه سيمنح إيران مهلة مدتها شهران، أي 60 يومًا، للتوصل إلى اتفاق، وهددها بشن هجوم إن لم يحدث ذلك.
إلا أن إسرائيل وجهت الضربة إلى إيران في اليوم رقم 61 من تصريح ترامب، أي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة التي أعطاها الرئيس الأميركي للتوصل إلى اتفاق مع طهران. ولم تنتظر إسرائيل نتائج المفاوضات النووية، علمًا أن جولة سادسة منها كانت مقررة الأحد في سلطنة عمان.

ورغم أن واشنطن قالت إنها متمسكة بجولة محادثات الأحد وفقًا لما قاله مسؤول أميركي لـ”فرانس برس”… فإن إجراء هذه الجولة يبدو محل شك. وأكدت سلطنة عمان، التي تتوسط بين الولايات المتحدة وإيران، إدانتها الشديدة للغارات الجوية التي شنتها إسرائيل فجر اليوم الجمعة. معتبرة إياها “تصعيدًا خطيرًا” يهدد الجهود الدبلوماسية.

خامنئي يتوعد إسرائيل: “كتبت مصيرًا مريرًا لنفسها”…وترامب: “سندافع عن إسرائيل إذا لزم الأمر”

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إننا: “ننتظر رد فعل إيران، وسندافع عن إسرائيل إذا لزم الأمر”. هذا التصريح أعاد طرح السؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد حسمت موقفها، وأصبحت فعليًا طرفًا مباشرًا في المواجهة.

بدوره، توعد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل بعد أن شنت الهجمات العنيفة على بلاده. وقال إن عليها أن تنتظر “عقابًا قاسيًا”. وقال خامنئي إن: “إسرائيل كتبت مصيرًا مريرًا لنفسها بهذا الهجوم، وستلقاه بالتأكيد”.

وذكر المرشد في بيان أن: “اليد القوية لقواتنا المسلحة لن تترك إسرائيل تفلت من العقاب”. واعتبر أن الهجوم الإسرائيلي كشف عن “الطبيعة الدنيئة” لإسرائيل، مؤكدًا أن العديد من القادة والعلماء قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.

حرب عالمية ثالثة دامية تطرق الأبواب وتلوح في الأفق…

وهكذا، يتّضح أن العالم يقف بالفعل على مفترق طرق خطير. حيث تتداخل جبهات الحرب وتتشابك المصالح الدولية في نزاعات مرشّحة للتصعيد أكثر من أي وقت مضى. تتسارع الخطى نحو صدامات مفتوحة لا يبدو أن أحدًا قادر على كبح جماحها. التحالفات تتبدّل، التهديدات تتصاعد، والدماء تسيل في أكثر من محور… فيما تقف القوى الكبرى في حالة تأهب دائم، وكأنها تستعد لما هو أعظم. فهل نشهد بداية فصل جديد في تاريخ الحروب؟ وهل يتّجه العالم فعلًا نحو صراع لا يُبقي ولا يذر؟

قد يهمك أيضًا: إسرائيل تشنّ ضربة جوية واسعة على إيران وتستهدف منشآت نووية وعسكرية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com