يتمنون لك الخير… بشرط

يتمنون لك الخير، ولكن بشرط أن يبقى سقف أحلامك أقصر من طموحاتهم، وأن لا يلامس نجاحك سماءً أعلى من سمائهم. يريدون لك السعادة، ولكن على شرط أن تكون مبتسماً أقل منهم، أن تبقى أحلامك مقيدة بخطوط رسموها في خيالهم.

يتظاهرون بالفرح حين تصعد أولى درجات النجاح، لكن أعينهم تفضح القلق كلما ارتقيت خطوة جديدة. يقيسون خطواتك بمقاييسهم، يحسبون نجاحك وكأنه انتقاص من وجودهم، وكأن بريقك يطفئ نورهم.

في أعماقهم، يكمن صراع خفي بين رغبتهم في إظهار الطيبة وبين خوفهم من أن يصبح اسمك لامعاً أكثر مما ينبغي. يبتسمون لك، لكن خلف تلك الابتسامة، سؤال متكرر: “إلى أين وصل؟ وهل تجاوزنا؟”

أحبوا الخير لنفسك كما أحببتموه لغيركم، فالسماء تتسع للطيور كلها، والنجاح ليس كعكة تُقتسم. لا تخافوا من نور الآخرين، فالشمعة لا تخسر شيئاً إذا أضاءت شمعة أخرى.

فحين تكون القلوب صافية والنوايا نقية، يصبح الخير الذي تتمناه للآخرين هو الخير الذي يعود إليك أضعافاً مضاعفة.

بقلم :هويدا أبو الحسن