المندوب الثابت والمندوب المتجول
خاص بِكَفّيكم: المندوب الثابت والمندوب المتجول: دوره، صلاحياته، علاقته برئيس القلم... وتحذير هام!

ملاك يحيى؛ المندوب الثابت والمندوب المتجول: دوره، صلاحياته، علاقته برئيس القلم… وتحذير هام!
تُعَدُّ البلديات سُلطة محلية، مستقلة إداريًا وماليًا، وتقوم ضمن نطاقها بممارسة الصلاحيات التي أجازها القانون.
ومع اقتراب موعد الإنتخابات البلدية والإختيارية (أولها في ٤ أيار في جبل لبنان وآخرها في ٢٤ أيار في الجنوب)، واحتدام المعارك في مختلف المناطق اللبنانية، يَكثُر الحديث عن وظيفة ‘المندوب’ ودوره في الإنتخابات وسير العملية الإنتخابية.
إليكم الفرق بين المندوب الثابت والمندوب المتحرك
يُعتبر المندوب الممثِّل للمرشح في قلم الإقتراع، فلكل مرشح الحق في اختيار مندوبيه لمراقبة الأقلام الإنتخابية وسير العملية الإنتخابية، ويحمل كل مندوب تصريحًا من وزارة الداخيلة.
وعليه، فإنَّ المندوبين نوعان:
- مندوب ثابت.
- مندوب متجول.
المندوب الثابت
يقع على عاتق المندوب الثابت أدوار عدّة، ومنها: العمل على التدقيق في لوائح الشطب، مراقبة العملية الانتخابية ورصد أي مخالفة قد تحصل خلال عملية الإقتراع، الطلب من رئيس القلم تدوين أي إشكالية قد تحصل خلال العملية الإنتخابية، ويقع على عاتق المندوب الثابت مراقبة عملية فرز الأصوات بعد إقفال أقلام الاقتراع.
بينما يُمنع على المندوب الثابت فرض أي وجهة نظر على رئيس القلم، بل يكتفي بتسجيل الملاحظات في المحضر.
المندوب المتجول:
أما المندوب المتجول، فيقع على عاتقه احترام فترة الصمت الانتخابي، وبالتالي لا يجب عليه التدخل في سير العملية الانتخابية، إنما يحق له إرشاد المقترعين، والعمل على مراقبة مركز الاقتراع ومحيطه والتنقل بين الأقلام في حال وجود أكثر من قلم اقتراع. كما يحق له البقاء على تواصل مع المرشح أو ماكينته الانتخابية.
يُحظَر على المندوب المتجول القيام بدعاية إنتخابية للمرشح الذي يؤيده، أو توزيع المنشورات، في محيط مركز الاقتراع أو داخله.
علاقة المندوب برئيس القلم
غالبًا ما تحصل بعض الإشكالات بين المندوبين الثابتين ورؤساء الأقلام، لهذا يقع على عاتق رئيس القلم إدارة العلاقة وتنسيقها مع المندوبين الذين يسعون للسيطرة على مجريات العملية الانتخابية.
لهذا، على المندوب أن يكون على دراية بمهام وصلاحيات رئيس القلم.
وعليه، فما هي صلاحيات رئيس القلم؟
يتمتع رئيس القلم بصلاحيات عدّة، فيما يُحظر عليه أيضًا القيام بعدّة أمور.
يحق له:
- الحضور طيلة مدة العملية الإنتخابية.
- المحافظة على النظام داخل قلم الإقتراع.
- منع الناخب من الإقتراع في حال لم يلتزم بالدخول إلى العازل أو الستارة التي يتم وضع الصندوق الاقتراعي ضمنها.
- الطلب من عناصر الأمن التواجد داخل القلم، حصرًا لتأمين سلامة العملية الانتخابية إذا لزم.
- إعلان نتيجة الإقتراع في قلمه والتوقيع عليها، وذلك بعد انتهاء عملية الفرز الاولي، وعليه يُلصق الإعلان على الباب الرئيسي لقلم الإقتراع، ويعطي صورة طبق الأصل من هذا الإعلان لكلٍّ من المرشحين ومندوبيهم.
لا يحق له:
- أن يمنع المندوبين من مراقبة العملية الانتخابية، والتي تُعدُّ حقًّا شرعيًّا للمندوب، إلّا في حال قيام المندوبين بتعطيل سير العملية الإنتخابية، أو الضغط على الناخبين.
وعليه على كل من المندوبين والمراقبين والمرشحين والناخبين، الالتزام بتعليمات رئيس القلم.
تحذير – طعمي التمّ بتستحي العين
بعد الحديث عن صلاحيات رئيس القلم، لا بد من تحذير المندوبين أيضًا من شراء الذمَم، إذ على المندوب داخل قلم الإقتراع أن يكون على يقظة تامة، خاصةً وأن رئيس القلم قد تربطه علاقة شخصية ببعض المرشحين أو المندوبين، وقد يلجأ البعض إلى استدرار عطف رئيس القلم لصالح أحد المرشحين، أو مدّه بالإغراءات واللجوء إلى رشوته، لتزوير نتائج الانتخابات، على قاعدة “طعمي التمّ بتستحي العين”. لهذا، يجب على المندوب الحذر خاصةً عند القيام بعملية الفرز، إذ يجب التأكد من كل ورقة قبل أن يُصار إلى تمزيقها، وعليه يجب أن يكون المندوب “فَطِنًا”.
ختامًا، إنَّ الإنتخابات الديموقراطية هي سبيل لخلاص المواطنين وتسيير أمورهم، فالمرشح (البلدي أو الإختياري) هو موظف لخدمة الناس وتنمية القرى أو المدن، ويجب أن يعي أنه مسؤول أمام الله ومن ثم أمام الناس، وألّا يتخذ من المنصب سبيلًا لتعبئة جيوبه من ضرائب الناس. وعليه، يجب أن تكون المنافسة نزيهة، وعلى المرشحين والمندوبين التحلي بالروح الرياضية والإحترام، خاصةً وأن المنافس هو إبن البلد والمدينة والقرية، وليس عدوًّا…



