خاصمقالات

الــقسّــام مــن الــداخــل

خاص بِكَفّيكم: الــقسّــام مــن الــداخــل: سر صمود القسام يكمن في هيكلتها العسكرية

إبراهيم عفيفي؛ الــقسّــام مــن الــداخــل: سر صمود القسام يكمن في هيكلتها العسكرية

“إسرائيل تدرك صعوبة اختراق حماس من الداخل نظراً لكونها منظمة مغلقة جدًا”، هذا ما قالته القناة 12 الإسرائيلية في توصيف حالة العجز الاستخباراتي التي يعانيها الجيش الإسرائيلي في غزة. لم يأتِ هذا العجز من فراغ، بل هو نتاج عقود من العمل المستمر الذي قامت به حماس في غزة لتحصين جبهتها الداخلية عامةً والجناح العسكري خاصةً. فكيف بُنيت حماس من الداخل على مدى هذه العقود؟

مــا قــبــل الانــتــفــاضــة الــثــانــيــة

منذ تأسيس حماس عام 1987 وحتى الانتفاضة الثانية، ظل العمل العسكري أحد أكثر الأمور صعوبة، وذلك بسبب اتباع سياسة الخلايا العنقودية، والتي تعني أن قائدًا معيّنًا يستلم مسؤولية قيادة “خلية جهادية”. هذه الخلية يندرج تحتها عدة أفراد قد يزيد عددهم عن عشرة في بعض الأحيان. هؤلاء الأفراد لا أحد منهم يعرف الآخر ولا يحق له أن يسأل عنه، كما أنهم لا يستخدمون سوى الأسماء الحركية، وذلك تجنبًا للاعتراف في حال الأسر. وقد يكون داخل الخلية الواحدة عدة خلايا، أي أنه يمكن لأحد الأفراد في خلية ما أن يكون هو نفسه قائدًا لخلية تحته، دون علم أحدٍ سوى الذين يقادون بأمره والقيادة العليا.
هذا الأسلوب من التنظيم العسكري جعل الاحتلال في حالة ذهول، بحيث لا يمكنه أن يصل لمراده حتى وإن أسر ثلاثة أو أربعة أفراد من الخلية.

 

مــا بــعــد الانــتــفــاضــة الــثــانــيــة

منذ خروج محمد الضيف من معتقلات السلطة إبان الانتفاضة الثانية، بدأ يحاول بناء هيكلية عسكرية جديدة للقسّام تتناسب مع متطلبات المرحلة. فكانت الهيكلية العسكرية المتمثلة بالجيوش النظامية هي الأمثل بالنسبة له لتعزيز قدرات القسّام في مواجهة الاحتلال. يمكن تلخيص هذه الهيكلية كالتالي:
– قائد هيئة الأركان المتمثل بمحمد الضيف ونائبه مروان عيسى قبل استشهادهما، ويعتبر الضيف القائد الأعلى في الجناح العسكري لحركة حماس.
وتحت قيادة هيئة الأركان يأتي ذكر الهيئات الأربعة الرئيسية في القسّام، وهي:

  1.  هيئة القضاء العسكري، المختصة بالأمور القضائية والمحاكمات في داخل القسّام، كي لا يتم اللجوء لأي سلك قضائي آخر.
  2. هيئة المالية، المختصة بكافة أمور الموازنات والدعم المالي والتبرعات التي يتلقاها القسّام من كافة أنحاء العالم.
  3. هيئة الأكاديمية والمعاهد، المختصة بكل أمور التدريب العسكري الأكاديمي بكافة أنواعه وفئاته.
  4. هيئة الرقابة العسكرية، المسؤولة عن الإعلام العسكري وتحديد ما ينشر وما لا ينشر، ومتى يتم النشر، وغيرها من الأمور

كل هيئة من هذه الهيئات تتكون من عدة شعب، وكل شعبة تتكون من عدة عناصر، الأمر الذي يعود بنا الى الأساس “الخلايا العنقودية”، ولكن بطريقة أكثر تنظيمًا وإلتزامًا، وكل شعبة من هذه الشعب لها القائد الخاص بها ونائبه، ونائب النائب، وجميعهم يعودون بالقرار الى قائد هيئة الأركان.

أركــان الــقــسّــام الــعــســكــريــة

تحت الهيئات التي ذكرت أعلاه تأتي الأركان، والتي تتكون من سبعة أركان وهي، ركن العمليات، ركن الاستخبارات، ركن الجبهة الداخلية، ركن المدفعية، ركن التصنيع العسكري، ركن القوى البشرية، وأخيراً ركن الدعم القتالي. والقرار لهذه الأركان يعود لنائب قائد هيئة الأركان.
أما تقسيمات الألوية، فتتألف من خمسة ألوية في قطاع غزة موزعين على الشكل التالي، لواء الشمال، لواء غزة، لواء الوسطى، لواء خان يونس، ولواء رفح. داخل هذه الألوية توجد الكتائب، ويتكون اللواء من 4 الى 6 كتائب، بمجمل 24 كتيبة موزعين على 5 ألوية في كل القطاع. وكل كتيبة من هذه الكتائب تتكون من عدة سرايا، وكل سرية تتكون من عدة فصائل، وكل فصيل من عدة مجموعات، وكل مجموعة من عدة زُمر. وكل واحدة من هؤلاء لها قائد ونائب القائد ونائب النائب، والقرار لهذه الألوية وما تحتها يعود لقائد ركن العمليات.

وهنا نأتي على ذكر الوحدات العسكرية في القسّام وهي، النخبة، مضاد الدروع، الهندسة، التصنيع، الكمائن، الدفاع الجوي، المدفعية، القنص، الإسناد، الاتصالات، التعبئة والتوجيه، الظل، الأنفاق، سلاح الجو المسيّر، وغيرها من الوحدات. كل كتيبة من الـ 24 كتيبة في غزة تتضمن كل هذه الوحدات، أي أن لديها مقاتلين من النخبة مثلاً، ومقاتلين مختصين بمضاد الدروع وهكذا. وكل وحدة من هذه الوحدات، سواء على مستوى الوحدة بشكل عام أو على مستوى الكتيبة، لها قائدها ونائب القائد ونائب النائب.

الاغــتــيــالات ســتــقــضــي عــلــى حــمــاس

تقول الرواية الإسرائيلية إن أحد أبرز أهداف الحرب على غزة هو القضاء على كامل القيادة العليا في القسّام. فإذا سلّمنا أنها ستقضي على الجميع فعلاً، فهل حقاً ستقضي على حماس؟ إن المجلس العسكري الأعلى عبارة عن 14 شخصية فقط، أي أنه، وإن تم القضاء عليهم حقاً، فإن القول بإنهاء حماس سيكون حلمًا، وذلك بسبب التشعّب المهول في كل زاوية من زوايا هذا التنظيم العسكري الأقرب ما يكون إلى تشعّب عنكبوتي، إذا قُطع منه جزء يبقى الباقي موجودًا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com