كائن يعيش بلا دماغ ويتعلم
معلومة اليوم: هذا الكائن يعيش بلا دماغ... ويتعلم! اكتشفوا سر الكائن العجيب بلوب!

معلومة اليوم: هذا الكائن يعيش بلا دماغ… ويتعلم! اكتشفوا سر الكائن العجيب بلوب!
هل تصدق أن هناك كائنًا حيًا لا يمتلك دماغًا ولا جهازًا عصبيًا، لكنه يستطيع التعلم وحل المشكلات؟ هذا الكائن يُدعى بلوب (The Blob) أو علميًا فيزاروم بوليسيفالوم (Physarum polycephalum)، وهو كائن غريب جدًا حير العلماء لعقود.
يعيش هذا الكائن في الغابات الرطبة ويتحرك ببطء على شكل كتل صفراء لزجة. لكنه ليس نباتًا ولا حيوانًا ولا حتى فطرًا، بل هو نوع من الكائنات المخاطية.
ما هو البلوب؟
يُصنف بلوب ضمن الكائنات وحيدة الخلية، لكنه قادر على النمو ليصل إلى متر مربع كامل! يتكون من خلية واحدة عملاقة تحتوي على آلاف النوى، ما يتيح له التحرك والبحث عن الطعام بطريقة ذكية جدًا.
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة نيتشر، يستطيع بلوب حل الألغاز المعقدة والوصول إلى الطعام عبر إيجاد أقصر الطرق الممكنة، وهو ما يعكس نوعًا من “الذكاء” رغم غياب الدماغ (Nature).
كيف يتعلم بلوب دون دماغ؟
في تجربة مذهلة أجرتها المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا، تم تعليم بلوب كيفية تجنب المواد الضارة عن طريق تعريضه لمادة مريرة غير سامة. بعد عدة مرات، بدأ بلوب يتجنب هذه المادة تلقائيًا، وعندما اندمج مع بلوب آخر لم يتعرض للتجربة، نقل له “المعرفة” بطريقة غامضة!
هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة الذكاء والتعلم في الكائنات الحية، حتى تلك التي لا تمتلك جهازًا عصبيًا (CNRS).
لماذا يُعتبر بلوب خارقًا للطبيعة؟
بلوب لا يمتلك فمًا ولا معدة، لكنه يهضم الطعام عبر إفراز إنزيمات هاضمة على سطحه وامتصاص المغذيات.
يمكنه أيضًا “الزحف” بسرعة تصل إلى 4 سنتيمترات في الساعة، متجاوزًا العقبات بطريقة ذكية جدًا، مما يجعله واحدًا من أغرب الكائنات الحية على وجه الأرض.
هل هو خالد؟
يُعتبر بلوب من الكائنات القادرة على العيش لفترات طويلة جدًا. في حالة تعرضه للجفاف، يدخل في حالة سبات تُعرف بـ”السكون” (Dormancy) يمكن أن تستمر لعقود.
في إحدى التجارب، تم إعادة إحياء بلوب بعد 60 عامًا من السكون وعاد للنشاط وكأنه لم يمر عليه يوم واحد!
هل يمكن الاستفادة منه علميًا؟
يعتقد العلماء أن فهم طريقة تعلم بلوب يمكن أن يُحدث ثورة في الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية، حيث يعتمد على نظام غير تقليدي لاتخاذ القرارات وحل المشكلات.
كما يتم دراسته لتطوير مواد ذكية تستطيع التكيف مع البيئة المحيطة بها، بفضل قدرته على تغيير شكله وحجمه حسب الحاجة.

