خاصمقالات

بيدري مُتربع على العرش وسط الميدان!

خاص بِكَفّيكم: هل يصبح "بيدري" نجم برشلونة أفضل لاعب وسط في العالم؟

نايا الغوراني؛ بيدري مُتربع على العرش وسط الميدان! هل يصبح “بيدري” نجم برشلونة أفضل لاعب وسط في العالم؟

يُعتبر “بيدري غونزاليس”، الشاب الإسباني ذو القدرات العالية، واحدًا من أبرز المواهب التي أنجبتها الأكاديميات الرياضية الأوروبية خلال السنوات الماضية. إذ إنه منذ انضمامه إلى فريق برشلونة الإسباني عام 2020، تمكن “بيدري” من إثبات نفسه بشكل قوي ولافت، ليصبح أحد الركائز الأساسية في خط وسط الفريق الكتالوني. فهل سيصبح بيدري، الذي أظهر نضجًا فنيًا رائعًا، أفضل لاعب وسط في العالم؟

رحلة “الشاب الصغير” من لاغونا إلى برشلونة

على الرغم من صغر سنه، أظهر بيدري إمكانيات استثنائية في “المربع الأخضر”، وسط إبداع فني ونضج تَكتيكي جعل من اسمه واحدًا من الأسماء اللامعة في كرة القدم العالمية.

عند انضمام صاحب الـ 22 سنة إلى صفوف “الكتلان”، لم يتوقع الكثيرون أن يُحقق مثل هذا النجاح السريع. فقد لعب بيدري في فريق شباب لاغونا عند بلوغه الرابعة عشرة، وعقب أوّل مباراة له مع الفريق طلبه مدرب الفريق الأول وقام بتصعيده للمشاركة معه.

ومع استمرار مشاركاته مع لاغونا بدأت العروض تصل من أندية “السيغوندا” في دوري الدرجة الثانية الإسباني، وكان نادي لاس بالماس هو أكثرهم إعجابًا ببيدري. لم يمكث بيدري أكثر من موسم واحد في شباب لاس بالماس قبل تصعيده للفريق الأول بواسطة “توني أوتيرو”، المدير التقني الأسبق للفريق الأول في لاس بالماس.

بدأت العروض تتوافد إلى بيدري في تلك الأثناء من قبل أندية الدوري الإسباني وحتى من خارج إسبانيا. ولحسن حظ نادي برشلونة أن أوتيرو كان قد عمل “كشافًا للمواهب” لهم لمدة عامين والذي كانت تربطه علاقة شخصية بمدير الأكاديمية هناك، “خوسيه ماريا باكيرو”. وعندها اتفق باكيرو مع الجميع في لاس بالماس على أن بيدري أصبح لاعبًا للبارسا قبل أن يوقَّع العقد رسميًا بقيمة 5 ملايين يورو في أيلول عام 2019، أي قبل أن يلعب بيدري مباراته الرسمية الرابعة مع لاس بالماس. وبموجب العقد الجديد، أكمل بيدري موسمه مع لاس بالماس على سبيل الإعارة، على أن ينضم بعد نهاية الموسم إلى “البلوغرانا”.

 

“الساحر الكتالوني” وصراعه في الهيمنة على وسط الملعب

منذ انطلاقة “الشاب الإسباني” في الفريق، أصبح بيدري فردًا أساسيًا في تشكيلة برشلونة، وأخذ على عاتقه دورًا كبيرًا في حياكة اللعبة.

يتميّز بيدري برؤيته الرائعة في الملعب، وقدرته على نقل الكرة بسلاسة بين الخطوط، حيث يمتلك تحكمًا رائعًا في الكرة، ويظهر قدرة مميزة على التمرير تحت كل الضغوط، مما يجعله أحد أفضل صانعي ألعاب الجيل الجديد. كما وأن حركته دون الكرة تُظهر مستوى عالٍ من ذكاءه التكتيكي، إذ يتمكن من إيجاد المساحات في الملعب وتحقيق توازن في الدفاع والهجوم على حد سواء.

وبالرغم من أن “الساحر الكتالوني” أظهر موهبة مميزة في بداية مسيرته، إلا أن طريقه نحو أن يصبح أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم لن يكون خاليًا من العقبات. وأولى هذه التحديات هي المنافسة القوية في مركزه. ففي عالم كرة القدم المعاصرة، يبرز العديد من اللاعبين البارعين للاستيلاء على هذا المركز، فعلى سبيل المثال “كيفن دي بروين” لاعب مانشستر سيتي الموهوب ذو القدرات العالية، إضافة إلى “كاسيميرو” و”برونو فيرنانديش”، وهما بمثابة عصب فريق مانشستر يونايتد، والذَين يتمتعان بخبرة واسعة في البطولات العالمية والمحلية على أعلى مستويات.

كما وأن “الماكر البلوغراني” في حاجة إلى الاستمرار في التحسن والتطور من جميع جوانب لعبه، وذلك من حيث القوة البدنيّة والقدرة العالية على التأثير في المباريات الكبرى، وهو ما يُعتبر أمرًا ضروريًا ليكون في مصاف أفضل لاعبي الوسط في العالم.

 

عقدٌ جديد ومسيرةٌ واعدة…

يعيش بيدري فترة ذهبية في الآونة الأخيرة، حيث يواصل تقديم أداء رائع مع فريقه في المباريات الأخيرة، إن كان بالدوري الإسباني أو بالـ “champions league”. فبلمساته السحريّة ورؤيته المذهلة، أصبح القلب النابض لخط وسط الفريق.

وفي خطوة استراتيجية هامة، جدّد برشلونة عقد لاعبه بيدري حتى عام 2030، مما يعكس الثقة التامة في موهبته وقدرته على قيادة وسط الفريق في السنوات القادمة. لا يعد هذا التجديد مجرد قرار إداري، بل هو رسالة واضحة تؤكد مكانة بيدري كنجم رئيسي في الفريق ومستقبل واعد للنادي، خاصة مع الأداء المبهر الذي يقدمه، والذي يوحي بمستقبل مليء بالإنجازات الزاخرة.

 

ترقبٌ كتالوني لرؤية بيدري “أفضل اللاعبين”

لا شك أن جماهير الكتلان والعالم بأسره يترقب بشغف رؤية بيدري في مستقبل مشرق وناجح، خاصة إذا استمر في تقديم الأداء الاستثنائي الذي عهدناه منه على مدار السنوات الماضية. وبفضل موهبته وإصراره المتواصل على تحسين أداءه، أصبح بيدري أحد الأسماء التي لا يمكن تجاهلها في عالم كرة القدم.

وفي حال استمراره في هذا الاتجاه، قد تكون له فرصة في تحقيق نجومية كبرى وتسجيل اسمه بين أساطير اللعب، خاصة في وسط الملعب…بيدري ليس لاعبًا مميزًا فقط، بل هو رمز للطموح والتفاني الذي من شأنه أن يترك بصمة كبيرة في تاريخ برشلونة وتاريخ كرة القدم بشكل عام.

إذًا، هل يمكن لـ “بيدري” أن يصبح اللاعب الأهم في برشلونة بعد ميسي؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com