قارة مخفية تحت المحيط الهادئ

معلومة اليوم: قارة مخفية تحت المحيط الهادئ

منذ عقود طويلة، اعتقد العلماء أن قارات العالم معروفة ومحددة بشكل واضح. لكن اكتشافات حديثة قلبت الموازين وأثارت تساؤلات مذهلة: هل هناك قارة خفية تحت المحيط الهادئ؟ هذه القارة الغامضة أُطلق عليها اسم “زيلانديا” أو Zealandia، وهي تمتد على مساحة شاسعة تحت سطح الماء، مما يجعلها واحدة من أعظم الاكتشافات الجيولوجية في القرن الحادي والعشرين.

قارة زيلانديا

تبلغ مساحة زيلانديا حوالي 4.9 مليون كيلومتر مربع، أي ما يقرب من ضعف مساحة الهند، لكنها غارقة بنسبة 94% تحت مياه المحيط الهادئ، ولا يظهر منها سوى أعلى قممها، والتي تشكل جزر نيوزيلندا الحالية.

وفقًا لدراسة نشرتها الجمعية الجيولوجية الأمريكية، فإن زيلانديا كانت جزءًا من القارة العملاقة “غندوانا” قبل أن تنفصل عنها قبل حوالي 85 مليون سنة وتغرق تدريجيًا تحت الماء بحسب Geological Society of America.

كيف اكتشف العلماء زيلانديا؟

في عام 2017، أبحر فريق من العلماء على متن سفينة الأبحاث JOIDES Resolution لإجراء حفريات عميقة في قاع المحيط الهادئ. اكتشفوا طبقات صخرية قديمة تتطابق مع تركيبة القارات المعروفة، مما أكد أن زيلانديا ليست مجرد سلسلة جزر، بل قارة كاملة مغمورة تحت الماء بحسب Nature Geoscience

لماذا لم نسمع عن زيلانديا من قبل؟

رغم أن الفكرة كانت موجودة منذ عقود، إلا أن زيلانديا لم تُعتبر قارة بشكل رسمي لأن 94% منها تحت الماء، مما جعل دراستها صعبة للغاية. لكن مع تطور تقنيات التصوير بالرادار والاستشعار عن بعد، تمكن العلماء من رسم خرائط دقيقة لقيعان المحيطات، مما ساعد في تأكيد وجودها.

ما أهمية هذا الاكتشاف؟

اكتشاف زيلانديا لا يغير فقط خريطة العالم، بل يساعد أيضًا في فهم تاريخ تشكل القارات وحركة الصفائح التكتونية. كما أنه يقدم أدلة على كيفية تكوّن المحيطات والجبال والزلازل عبر ملايين السنين.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر قاع زيلانديا كنزًا علميًا يحتوي على أحافير قديمة ومعادن نادرة، مما قد يكشف أسرارًا جديدة عن تاريخ الأرض والحياة عليها.

هل يمكننا زيارتها؟

حاليًا، لا يمكن للإنسان زيارة زيلانديا لأنها مغمورة تحت عمق يصل إلى 2000 متر من المحيط. لكن الأبحاث العلمية مستمرة، وربما في المستقبل القريب، يتمكن العلماء من استكشاف المزيد من أسرار هذه القارة المفقودة باستخدام الغواصات الروبوتية المتطورة.