خاصمقالات

خاص بِكَفّيكم| لعنة “بيبسي” تلاحق الفنانين العرب .. “دعسة ناقصة” أم حرية شخصية؟

خاص بِكَفّيكم| لعنة "بيبسي" تلاحق الفنانين العرب .. "دعسة ناقصة" أم حرية شخصية؟

كتبت شيماء الخطيب؛ الأسبوع الماضي، أطلقت شركة “بيبسي” إعلانها الجديد، تحت عنوان “خليك متعطّش” أو “خليك عطشان”، الأمر الذي استفز الجمهور العربي، خصوصاً ذلك الذي يطالب بمقاطعة جميع الشركات الداعمة للعدو الإسرائيلي. بحيث اعتبروا عنوان الإعلان مستفزًّا في هذا الوقت الحساس، حيث تشنّ إسرائيل حرباً همجية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

إعلان “بيبسي” هذا لم يقتصر فقط على استفزاز الجمهور بشعاره الغريب، بل جمع عدداً من النجوم العرب، الذين يملكون قاعدة جماهيرية كبيرة، في الفيديو الذي أطلقوه على كافة وسائل التواصل. فهل قصدت “بيبسي” إحراج هؤلاء الفنانين؟

عمرو دياب، نوال الزغبي، أحمد السقا، “فخر العرب” محمد صلاح وغيرهم، شاركوا في الإعلان، وتعرضوا لهجوم حاد من قبل المتابعين الذين اعتبروا أنهم تجاهلوا ما يحصل في غزة بهدف تحقيق مصلحتهم المادية.

المفارقة أنّ الإعلان تم إطلاقه في الوقت الذي نفذ فيه العدو الاسرائيلي مجزرة رفح، حيث قصف خيم اللاجئين، ما أدّى إلى استشهاد حوالي 45 شخصاً وإصابة حوالي 249 نازحاً، بينهم أطفال. الأمر الذي زاد من نقمة الجمهور المقاطع، حيث بدأت المطالبة بحظر هؤلاء الفنانين وضمّهم إلى حملة الـblockout التي انطلقت مؤخراً. وهنا يُطرح سؤال صعب، هل مشاركة الفنانين في إعلان “بيبسي” خطأ أم أنها حرية شخصية؟

منذ سنوات عدة والعالم يعرف أنّ بعض الشركات العالمية تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى أنّ معظم النجوم -كي لا نقول جميعهم- شاركوا بإعلانات وروجوا لمنتجات هذه الشركات. ألم يكن من الأجدى مقاطعة هذه المنتجات منذ ذلك الحين؟

الجواب عن هذا السؤال ليس سهلاً، فالناس لم يأخذوا فكرة المقاطعة على محمل الجد، إلا بعد هذه الحرب الأكثر دمويةً على الإطلاق، إذا صح التعبير. وبعد إظهار بشاعة وإجرام إسرائيل بشكل علني وواضح، اعتبر الجمهور نفسه مسؤولاً عن محاربتها، وكان السلاح الذي يملكه هو المقاطعة بهدف ضرب الشركات التي تدعمها من جهة، وارتياح ضميره من جهةٍ أخرى.

في المقابل، جزء كبير من الشعب العربي، غير ملتزم بموضوع المقاطعة، وهؤلاء يملكون حججاً قد تكون “مقنعة”، منها أن موظفو الشركات الداعمة في بلداننا هم عرب وهذا مصدر رزقهم، أو أن الشركات لن تتاثر بهذا الأمر. إذاً، هل حرية الخيار هي حكر على الجمهور فقط؟ وألا يحق للفنانين أن يختاروا هم أيضاً؟

الجمهور يعتبر أنّ هؤلاء الفنانين يمثلون صوته ومن واجبهم إيصال الحقيقة إلى العالم من خلال منصاتهم ونشاطاتهم الفنية، وأقل الواجب بنظره، مقاطعة الشركات الداعمة وتشجيع متابعيهم على هذه الخطوة، ولكنهم خذلوهم.

ويبدو أنّ هؤلاء الفنانين شعروا بأنهم أخطأوا باتخاذ هذه الخطوة في هذا الوقت تحديداً، حيث أنّ أحداً منهم لم يجرؤ على مشاركة الإعلان المصور على منصته الخاصة على مواقع التواصل. كذلك، يبدو أنّ شركة “بيبسي” أرادت إيصال رسالة للمقاطعين، حيث أنّها قصدت استفزازهم من خلال الشعار والنجوم وكأنها تقول لهم “مهما فعلتم، لن أخسر”!

هذه المسألة معقدة، حيث أنّ عدداً كبيراً من النجوم ومشاهير السوشيل ميديا العرب والأجانب يحرصون على رفض كل عروض الشركات الداعمة للعدو، ودعم غزة بشتى الطرق دون التفكير، بالأرباح التي قد يحققونها. أما البعض فضلوا الصمت والحياد من أجل مصلحتهم الخاصة.

لا يمكن أن ننكر أن المقاطعة حققت نتائج جيدة، واستطاعت إيذاء بعض الشركات ولو بشكل بسيط إلا أن السؤال، هل نتائجها مضمونة وهل تستطيع ضرب إسرائيل فعلاً؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com