خاصمقالات

خاص بِكَفّيكم| الجنوبيون يحيون ذكرى التحرير بعيدًا عن أرضهم… ومعاناتهم ضاعت ب”عجقه” الأزمات اللبنانية!

خاص بِكَفّيكم| الجنوبيون يحيون ذكرى التحرير بعيدًا عن أرضهم... ومعاناتهم ضاعت ب"عجقه" الأزمات اللبنانية!

كتبت شيماء الخطيب لموقع بِكَفّيكم؛ “الجنوب يحرر الوطن” عبارة لطالما سمعناها وقرأناها على مر السنوات في الخامس والعشرين من أيار، الذي يصادف عيد التحرير.

في هذا اليوم ومنذ 24 عاما أي عام 2000 تحرر الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي الذي استوطن أراضيه لمدة 18 عاما. أما اليوم، يطل هذا العيد بظروف مختلفة وصعبة، حيث يمر على الجنوبيين الذين لا زالوا يتغنون به ومعظمهم بعيد عن منزله، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.

البداية كانت من “طوفان الأقصى”، حيث بدأت الجبهة جنوبا فجر 8 أكتوبر وذلك بهدف دعم غزة كما هو معلن، ومنذ ذلك اليوم، تشهد القرى الجنوبية وخصوصا تلك الحدودية منها، اعتداءات وقصف يومي ومستمر، عدا عن “الأم كامل” المتواجدة “ليل نهار” في الأجواء. فما هو حال أهالي الجنوب بعد حوالي ثمانية أشهر من الحرب؟

اليوم، باتت معظم القرى الجنوبية الحدودية أشبه بساحة حرب، حيث أن المنازل معظمها سويت بالأرض، وبات أصحابها الذين نزحوا إلى مناطق جنوبية آمنة بعيدة عن القصف أو إلى مناطق أخرى من دون مأوى -فعليا.

وبحسب معلومات أعلنها مجلس الجنوب مؤخرا، قدر عدد المنازل المهدمة كليا بحوالي 1700 منزل، يضاف إليها 14 ألف منزل متضرر. من الناحية الاقتصادية، تخطت قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات المليار دولار، أما تلك التي طالت مرافق البنية التحتية فتخطت ال500 مليون دولار. هذه الأرقام ليست نهائية، فالمسح النهائي للأضرار لا يمكن تحديده إلا بعد توقف الحرب بشكل نهائي.

في السياق، وصل عدد القرى الجنوبية المتضررة من حرب ال2023-2024 إلى 90 قرية، وتجاوز عدد النازحين الجنوبيين ال80 ألف نازح، هذا عدا عن الخسائر البشرية التي ألحقتها هذه الحرب…

وتوزع هؤلاء بين مراكز الإيواء في صور، التي احتضنت حتى اليوم حوالي 1500 نازح، والمدارس والبيوت، وتشير المعلومات إلى أن هذا العدد في ازدياد. بعيدا عن البنى التحتية والنزوح الذي ألحق بأهالي الجنوب الذين صمدوا وحملوا عبءً كبيرا على أكتافهم، هناك الناحية الاقتصادية والزراعية.

إذ إنه بعد توسع رقعة الحرب، واستشراس العدو الإسرائيلي وشنه هجمات في كل مكان، وصلت أحيانا إلى بعلبك، شلت العجلة الاقتصادية جنوبا. فالأشخاص الذين لم يتركوا قراهم، كما أولئك الذين نزحوا، بحثا عن الأمان، اصطدموا بخسارة عملهم ومواسمهم الزراعية.

فالذي نزح واستأجر بيتا في منطقة أخرى بعيدة عن بيته ورزقه، لم يعد الآن قادر على دفع هذا الإيجار، لأنه عاطل عن العمل لأجل غير مسمى، فهو لم يتوقع البقاء بعيدا عن رزقه كل هذه المدة –هذا في حال بقاء الرزق موجودا. أما بالنسبة للمحاصيل الزراعية، فقد خسرها المزارعون، حيث إن بداية الحرب تزامنت مع حصاد محصولي التبغ والزيتون، اللذين لم يستطيعوا قطافهما. واليوم، نحن مقبلون على فصل الصيف، موسم زراعة التبغ، وهو الأمر الذي لم ولن يستطيع المزارعون فعله. هذا عدا عن الأضرار والتلوث الذي لحق بالأرض والماء بسبب الفوسفور الذي رماه ويرميه العدو طيلة هذه الفترة، والذي يشكل خطرا على الأرض والماشية وصحة الإنسان.

للحديث تتمة، ولكن، 25 أيار 2024 يطل على الجنوبيين وهم بعيدون عن أرضهم المحررة، في ظروف صعبة من كافة النواحي، حيث أنه بالإضافة إلى كل الأزمات التي يعيشها هذا البلد المليء بالمفاجآت، لا يمكن أن ننسى معاناتهم منذ بداية 8 أكتوبر. ألا يحق لهذا الشعب أن يعيش بسلام؟

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com