اليوممعلومات اليوم

محمد الضـ ـيف.. فنان يقود كتائب القـ ـسـ ـام

إغتـ ـيال أبرز الوجوه المتبقية من كتائب القـ ـسـ ـام... "محمد الضيـ-ـف" القائد العام للجناح العسكري في كتائب عز الدين القـ ـسـ ـام

محمد الضـ ـيف.. فنان يقود كتائب القـ ـسـ ـام

محمد الضـ ـيف، فنان مسرحي وسياسي فلسـ ـطيني، ساهم بتأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسـ ـطين تسمى “العائدون”، قبل أن يصبح أحد أهم المطـ ـلوبين للتصـ ـفية من قبل الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلي، ثم عين قائدا عاما للجناح العسـ-ـكري في كتائب عز الدين الق ـسـ ـام الجناح العسـ-ـكري لحركة المقـ-ـاومة الإسلامية” حمـ ـاس”.

 

شخصية الضـ-ـيف محاطة بالغموض، وارتبط اسمه دائما بالحذر والحيطة وسرعة البديهة، ولا يظهر إلا لماما، ولم يظهر منذ محاولة اغتـ-ـيال فاشلة -من بين محاولات كثيرة- أواخر أيلول 2002 إلا في تصريحات ترتبط بعمليات عسـ-ـكرية للمقاومة، آخرها عملية “طـ-ـوفان الأقصى” فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

المولد والنشأة

ولد محمد دياب إبراهيم المصري “وشهرته محمد الضـ-ـيف” عام 1965 في أسرة فلسطيـ-ـنية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها “القبيبة” داخل فلسـ-ـطين المحتـ-ـلة عام 1948،واستقرت هذه الأسرة الفقيرة بداية الأمر في أحد مخيمات اللاجئين، قبل أن تقيم في مخيم خان يونس جنوب قطاع غـ-ـزة.

أجبره فقر أسرته المدقع مبكرا على العمل في مهن عدة، ليساعد والده الذي كان يعمل في محل للغزل، وبعد أن كبر أنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج، ثم حصل على رخصة القيادة لتحسين دخله.

الدراسة والتكوين: 

درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغـ-ـزة، وخلال هذه الفترة برز طالبا نشيطا في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي وفي مجال المسرح.

 

التوجه الفكري: 

تشبع الضيـ-ـف خلال فترة دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي، فانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية، ثم التحق بحركة حمـ-ـاس وعُدّ من أبرز رجالها الميدانيين.

 

التجربة السياسية: 

اعتـ-ـقلت قوات الاحتلال الإسرائيـ-ـلية محمد الضـ-ـيف عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجونها، وبقي موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحمـ-ـاس.

وتزامن خروجه من السجن مع بداية ظهور كتائب الشـ-ـهيد عز الدين القـ-ـسـ-ـام بشكل بارز على ساحة المـ-ـقاومة الفلسطيـ-ـنية، وذلك بعد تنفيذها عمليات عدة ضد أهداف إسرائيـ-ـلية.

وانتقل الضيف إلى الضـ-ـفة الغربية مع عدد من قادة القـ-ـسـ-ـام في قطاع غـ-ـزة، ومكث فيها فترة من الزمن، حيث أشرف على تأسيس فرع لكتائب القـ-ـسـ-ـام هناك، وبرز بصفته قائدا للكتائب القـ-ـسـ-ـامية بعد اغـ-ـتيال عماد عقـ-ـل عام 1993.

أشرف على عمليات عدة، من بينها أسر الجندي الإسرائـ-ـيلي نخشـ-ـون فاكسمان، وبعد اغتـ-ـيال يحيى عيـ-ـاش “أحد أهم رموز المقـ-ـاومة’ يوم 5 كانون الثاني 1996 خطط لسلسلة عمليات فـ-ـدائية انتقاما له نتج عنها وقوع أكثر من خمسين قتـ-ـيلا إسرائـ-ـيليا، وأثناء سجنه كان الضيـ-ـف قد اتفق مع زكريا الشـ-ـوربجي وصلاح شحـ-ـادة على تأسيس حركة منفصلة عن حمـ-ـاس بهدف أسـ-ـر جنود الاحـ-ـتلال، فكانت كتائب القـ-ـسـ-ـام، وكان له دور بارز في تطوير أسـ-ـلحة حـ-ـمـ-ـاس وتطويرها، مما جعله من الشخصيات الرئيسية في قوائم المطلوبين للاحتلال.

اعتقـ-ـلته السلطة الفلسطيـ-ـنية في أيار 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى التي عُدّت محطة نوعية في تطور أداء الجناح العسكري لحـ-ـماس، كما كشفت هذه المرحلة عن قدرة كبيرة لدى الضـ-ـيف في التخطيط والتنفيذ أقضّت مضاجع الاحتـ-ـلال بعمليات نوعية أوقعت عشرات القـ-ـتلى ومئات الجـ-ـرحى.

لكن بعد اغتـ-ـيال صلاح شحـ-ـادة وخلافة الضـ-ـيف له أعد خطة تضمنت تدريب مقاتـ-ـلين غير استـ-ـشهاديين، وخطط لنقل المعركة لتكون داخل إسرائـ-ـيل، ووضعته واشنطن عام 2015 على لوائح الإرهـ-ـاب

 

محاولات الاغتـ-ـيال: 

أهميته العـ-ـسكرية جعلته مطلوبا على درجة كبيرة من الأهمية لإسرائـ-ـيل التي ما فتئت أجهزة مخابراتها تعمل ليلا ونهارا في تعقبه وتتصيد الفرصة للإيقاع به.

وتتهمه إسرائـ-ـيل -التي سمته “رأس الأفعى” و”ابن الموت”- بالوقوف وراء عدد من العمليات العسكرية الكبرى ضد أهداف إسرائـ-ـيلية، وحاولت اغتـ-ـياله في مناسبات عدة، آخرها كان في صيف عام 2014 أثناء العدوان على غـ-ـزة.

ونفذت إسرائـ-ـيل حينها ضربات صـ-ـاروخية متتالية على منزل في حي الشيخ رضوان بغـ-ـزة فقد محمد الضـ-ـيف على إثرها زوجته وابنه الرضيع، وأمام التعقب الإسرائيلي أصبح الضيف يتعامل بحيطة ويقظة، فلا يستعمل أجهزة الهاتف المحمول ولا الأجهزة التكنولوجية الحديثة، ويحذر في كل تحركاته تماما كحذره في اختيار دائرته القريبة منه القليلة العديد.

 

ورغم نجاحه في البقاء حيا خلال السنوات الماضية فإن الضيف -المكنى بأبي خالد- كان قريبا من المـ-ـوت في خمس محاولات اغـ-ـتيال تعرض لها في الأعوام 2001 و2002 و2003 و2006، وآخرها محاولة في 2014.

وأشهر تلك المحاولات كانت أواخر أيلول 2002، إذ اعترفت إسرائـ-ـيل بأنه نجا بأعجوبة عندما قصفت مروحياتها سيارات في حي الشيخ رضوان بغـ-ـزة، لتتراجع عن تأكيدات سابقة بأن الضـ-ـيف قتل في الهـ-ـجوم المذكور.، ورغم أنه أصيب إصابة مباشرة جعلته مشلولا يجلس على كرسي متحرك وفق تقارير إعلامية فإن إسرائـ-ـيل لم يهدأ لها بال، وما زالت حتى الآن تعتبره أحد أهم المطلـ-ـوبين لديها.

 

حاولت المخابرات الإسرائيلـ-ـية تصفية الضـ-ـيف مجددا، وبررت فشلها بأنه “هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية” ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار، وأعلنت حمـ-ـاس بداية آب 2023 استـ-ـشهاد زوجة الضـ-ـيف وابنه علي البالغ من العمر 7 أشهر، في غـ-ـارة إسرائيـ-ـلية حاولت استـ-ـهدافه، ويوم 13 تموز 2024 هاجم الاحتـ-ـلال منطقة المواصي في خان يونس بسلسلة غـ-ـارات، أعلن أنها كانت تسـ-ـتهدف اغتـ-ـيال الضـ-ـيف.

 

نجاح عملية الإغتـ-ـيال والإعلان عنها: 

أعلن الناطق باسم كتائب القـ-ـسـ-ـام، الجناح العسكري لحركة حمـ-ـاس، أبو عبـ-ـيدة، استـ-ـشهاد قائد أركان الكتائب محمد الضـ-ـيف في 30 كانون الثاني2025، وقال في تسجيل مصور له مساء الخميس: “نزف إلى أبناء شعبنا وإلى أمتنا الشـ-ـهيد محمد الضـ-ـيف“.

كما أكد استشـ-ـهاد القيادات في الكتائب مروان عيـ-ـسى وغازي أبو طمـ-ـاعة ورائد ثابت ورافع سـ-ـلامة.

المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com