خاصمقالات

لأنّها إمرأة…

لأنّها إمرأة...

كتبت جنى صعب

ماذا لو كان جنس الإنسان مجهولاً، هل كنّا سنتساوى؟

إنّ مجتمعنا يجهل قيمة المرأة لينتهي الأمر بأن تصبح حقوقها هي المجهولة. نحن ندرك أن الأم والأخت والإبنة والصديقة والحبيبة والمربية والمعلمة وصانعن الأجيال كلّهم نساء وكلّهم أولويّة للإستمرار والوصول في الحياة ولكنّنا لا ندرك أنّها كائن حي يشعر ويتعب ويحتاج للرّاحة ويستحق أنّ يتمتّع بجميع حقوقه دون عناء.

 

إنّ مجتمعنا يحيّي المرأة بالظلم فتحيا وتموت مظلومة لأنّها كبرت وترعرعت في بيئة ظالمة علّمتها أنّ حقّها ذنبٌ ومعصية في ظلّ مجتمعٍ يتخلّله كل أنواع الذنوب والمعاصي المبرّرة للرّجل فقط لأنّه رجل.

أصبحنا نعيش ونرى حالات وجرائم يتطبّق من خلالها شريعة الغاب حيث السيطرة للأقوى، لا قانون يحمي ولا مجتمع يبرّر. فوصلنا إلى الزّمن الّذي يتشوّه فيه الأطفال وتعنّف فيه الفتيات وتموت الأمّهات فقط لأنّهم نساء.

يكبر الأبناء ويموت الأباء وتبدأ حلقة جديدة من المسلسل نفسه، لتظلم أنقى القلوب وتتلاشى أصدق المشاعر لنرضي مجتمعاً لا يرضيه شيء. لقد أخفق كل الّذين قتلوا و لم يصدقوا، اقتصر دورهم على الأمان الّذي لم تعرف أي من أحرفه الوصول لديارهم. فهي لأنّها امرأة مجبورة على الكتمان، ولأنّها إمرأة تموت قبل أن تحيا ولأنّها إمرأة ترفعكَ وتدفنها.

تلدك وتربيك وتعلّمك وترفعك إلى الحياة و تحبّك وتبقى بجانبك في كل العقبات وتستمر معك للنّهاية لأنّها عظمية بكيانها الّذي لا يهزمه جهل ولا عادات وتقاليد. إنّها مخلوق عظيم وجبّار رغم رقّتها وعاطفتها الّتي لا يسعها مكان ولا يخلُ منها في نفس الوقت فهي لا تستحق تحريف حقوقها تحت إسم الدّين الّذي وصّى بها في مجتمعٍ يدّعي الإيمان والتّدين حيث قال رسول الله صلّى عليه وسلم: ” ألا واستَوْصُوا بالنِّساءِ خَيرًا” والجدير بالذّكر أنّ بولس الرّسول وصّى برسالته إلى أهل أفسس 25:5 : “ايها الرجال، احبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها”.

لأنها إمرأة تستحق كل التّقدير والإحترام والفخر بكل مواقعها في الحياة، لأنّها إمرأة قدّرها اللّه في دينه وعظّم كيانها فمن أنت لتهينها وتقتلها وتعنّفها وتعرّضها لكل ما ترفضه كل قوانين الحياة؟

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com