شهر رمضان هو الشهر الذي أوصِيَ به المسلمون بالصيام، تقرّباً إلى الله وامتثالاً لأوامره، ولكي يشعر المسلم بالفقراء والمساكين وبمن لا يجد قوت يومه. إذاً يأتي شهر الصيام ليُهذّب النفس، ويقربنا من ربنا عز وجل.
هو خيرُ شهرٍ أُنزِلَ فيهِ القرآن، الجامع لكلام الله، حيث قال تعالى في كتابه الكريم: ۛ ּ﷽ ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
قوة التحمّل عند المسلمين في هذا الشهر لا تأتي عقاباً بمنع المسلمين من الأكل والشرب طيلة الشهر، حتى آذان المغرب، إنما لكي يجزي الله المؤمنين بما صبروا، وعاهدوا الله، وتحملوا. وهنا تظهر رحمة المؤمنون بالتصدّق والزكاة ومساعدة المحتاج بما استطاع كل فردٍ.
ما هو الصوم، وهل يصوم المؤمن عن الطعام والشراب فقط؟
يدل الصوم على الإمساك والركود. إصطلاحاً، يعني الصيام، الإمساك عن سائر المفطرات (الأكل، الشرب… إلخ). أما في الحقيقة، الصوم لا يعني الصوم عن الشراب والطعام فقط، بل هو الإمساك عن أمور أخرى أيضاً، كأن يصوم المرء عن النميمة وأذيّة الغير. ويأتي الصوم أيضا صوماً عن الكلام وهذا ما ورد في القرآن الكريم بقوله تعالى للسيدة مريم عليها السلام: ۛ ּ﷽ ﴿ فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا﴾
ما الحكمة من الصوم إذاً؟
فُرِض على المسلمين الصيام، البالغين منهم والقادرين، لحِكَم عدّة، ومنها :
°الصيام يُهذّب النفوس، ويعزّز الأخلاق.
°يُعزّز الصيام تقوى الله في قلوب المسلمين.
°الشكر لله عز وجل على النعم التي أنعم بها علينا.
°الشعور بالرحمة، والشعور بالفقراء والأيتام، فشعورنا بالجوع والعطش من مدة ١٤ إلى ٢٠ ساعة (حسب البلد)، هو شعورهم الدائم.
إذاً شهر رمضان هو الشهر الذي يساعدنا على معرفة المعنى الحقيقي للرحمة، وحب الآخرين، ومساعدة المحتاجين. فيصوم المؤمن عن أذيّة الغير، ويصوم عن الكلام السيئ، ويسعى جاهداً إلى الإرتقاء بنفسه.
أخيراً، أختم قولي هذا بتهنئتكم بالشهر الفضيل، وأتمنى لكم صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً.
