خواطر اليوم: تنظيف الأرواح
خواطر اليوم: تنظيف الأرواح
في زحمة الحياة، وبين ضجيج الأحداث المتلاحقة، تضيع أذهاننا في متاهات من الأفكار المتشابكة. بعضها قديم عفا عليه الزمن، وبعضها دخيل يثقل أرواحنا دون أن ندرك. تراكمات الماضي، هموم الحاضر، ومخاوف المستقبل تجتمع كلها لتُشكّل عبئًا ينهكنا من الداخل، وكأن عقولنا أصبحت غرفًا مغلقة تتكدّس فيها طبقات من الغبار.
كم نحن بحاجة لتنظيف أذهاننا بين الحين والآخر، تمامًا كما ننظف بيوتنا مع تغيّر الفصول! نفتح النوافذ ليدخل النور، نزيل الغبار المتراكم على زوايا ذاكرتنا، ونتخلص من كل ما لم يعد يخدمنا. نحن بحاجة للتوقف قليلًا، لمراجعة أفكارنا، لتصفية أرواحنا، ولإعادة ترتيب أولوياتنا.
التنظيف ليس مجرد فعل مادي، بل هو رحلة نحو الداخل. في تلك الرحلة، نتأمل، نواجه أنفسنا بصراحة، ونسأل: ما الذي نحمله ولم نعد بحاجة إليه؟ ما الأفكار التي نتمسك بها وهي في الحقيقة تُقيّدنا؟ خلال هذا التنظيف، نجد مساحة لنفس جديدة، ونفتح المجال لأفكار أكثر إشراقًا وإبداعًا.
أحيانًا، كل ما نحتاجه هو لحظة صمت، حديث صادق مع النفس، أو حتى جلسة مع الطبيعة لنشعر وكأننا قد غسلنا أرواحنا. الحياة أقصر من أن نعيشها مثقلين بما لا ينفعنا.
فلنبدأ اليوم، خطوة بخطوة، ولنتعامل مع أنفسنا بلطف خلال هذه العملية، لأن كل تنظيف حقيقي يحتاج إلى صبر وصدق. كم نحن بحاجة لتنظيف أذهاننا لنعود لأنفسنا أخفّ، وأقدر على احتضان الحياة بحب وتجدد.
بقلم؛هويدا أبو الحسن



