خواطر اليوم: ثلاثة وجوه وحقيقة واحدة
لديك وجهٌ ترتديه كقناعٍ أمام العالم، وجهٌ صُنع من الملامح المتزنة والابتسامات المُتقنة. تخفي وراءه ضعفك وأحلامك المكسورة، فتبدو قوياً في أعين الناس، صلباً لا ينكسر، لكنك تعلم أنه هشّ، وأنه بالكاد يصمد أمام ريح الحقيقة.
ولديك وجهٌ آخر، أكثر حقيقية، لكنه ليس كاملاً. تريه لعائلتك وأصدقائك، له ملامح دافئة تفيض بالأمان، وعيونٌ تعكس الحُب والحنين. معهم، أنت صادقٌ إلى حدٍ ما، لكنك لا تزال تخفي شيئاً، تحجب عنهم عُمق الحزن في عينيك، وتحفظ لنفسك ألمك الخفي.
أما الوجه الثالث… فهو المرآة التي لا يراها أحد. يعكس ذاتك العارية من الأقنعة، الحقيقية بلا تزوير. هناك في عتمة قلبك، تعيش مع هذا الوجه الذي لا يستطيع أن يكذب. يُحاورك بصمت، يُخبرك عمّا تخفيه حتى عن نفسك. إنه أنت في أنقى صورك، في أوج ضعفك وقوتك، في انتصارك وسقوطك.
لديك ثلاث وجوه، كلٌّ منها حكاية، وكلٌّ منها جزء من ذاتك. لكن الوجه الثالث… هو الحقيقة التي لا تهرب منها مهما حاولت، الحقيقة التي تُشكل مَن تكون حقاً.
بقلم:هويدا أبو الحسن
