
خواطر اليوم: الوهم البصري
بينما أراقب الأفق الممتد، أتأمل خطوط الضوء وهي ترسم على السماء لوحاتٍ خادعة. يبدو كأن الأفق يبتلع الشمس في عناق أبدي، لكن الحقيقة أن الشمس تبتعد، تاركةً خلفها ظلالًا من وهمٍ جميل.
كذلك نحن، نطارد أوهامًا تسحرنا بألوانها، نعتقد أنها الحلم الذي ينقصنا، لكنها في الحقيقة مجرد انعكاس لخيباتنا، وحنيننا إلى ما لا نملكه. نعيش في أبعاد من الخيال، نبحث عن السعادة في مرآة مكسورة، نرى فيها صورًا مشوهة لذواتنا.
الوهم البصري ليس حكرًا على العين، بل يمتد إلى القلوب والعقول. نخدع أنفسنا بمشاعرٍ لم تكن يومًا حقيقية، نرسم ملامحًا لأشخاصٍ ظننا أنهم المنقذون، وهم في الواقع مجرد عابرين في مسرح الحياة.
أحيانًا، نحتاج إلى أن نغلق أعيننا، ليس لنرى الظلام، بل لنبصر الحقيقة. أن نفكك تلك الصور المبهرة التي نسجها الوهم، ونواجه الواقع بكل تجاعيده. ربما عندها فقط، سندرك أن الجمال الحقيقي ليس في ما نراه، بل في ما نشعر به بصدقٍ وعمق.
هل يمكننا أن نكسر قيد الوهم ونحرر أرواحنا من أسر الضوء المخادع؟ أم أننا سنظل أسرى صورٍ زائفة نُطاردها حتى النهاية؟
بقلم: هويدا أبو الحسن



