خاصمقالات

قوات اليونيفيل تفقد السلام!

خاص بِكَفّيكم: قوات حفظ السلام فقدت السلام فكيف دارت الروايات؟

خاص بِكَفّيكم: قوات حفظ السلام فقدت السلام فكيف دارت الروايات؟


قوات اليونيفيل تفقد السلام!

كتبت نرمين ظاظا؛ قوات اليونيفيل تفقد السلام! – كيان مجرم غاشم، يقتل ما يقارب ٤٢ ألف فلسطينياً و ٢٤٠٠ لبنانياً خلال سنة واحدة. اغتصب بلادًا، أحتل أراضٍ، ودمر أُخرى. زخّت أمطار نيرانه على غزة، جنوب لبنان، وبقاعه، وأجزاء من عاصمته.

كيان يرتكب مجازر ضد الإنسانية بشكل يومي، يقتل المدنيين، الأطفال، النساء، والطواقم الطبية دون رفة جفن. فهل سيهتم لاقتراح هدنة طالبت بها أغلب دول العالم؟

ليس من الغريب عن مجرمين قتلوا الأبرياء أن ينتهكوا قانونًا دوليًّا، فهم يقتلون ويدمرون على مرأى العالم بأكمله بحجة الدفاع عن مواطنيه.




استهداف متعمد

لم تسلم قوات السلام خلال المواجهات بين حزب الله من جهة واسرائيل من جهة أخرى. فقد حصلت اعتداءات عديدة من قبل الجيش الإسرائيلي طالت قوات اليونيفيل لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

في يوم الجمعة ١١ تشرين الأول تعرّض برج المراقبة في مقر اليونيفيل الرئيسي في مدينة الناقورة إلى هجمات اسرائيلية أدت إلى إصابة اثنين من جنود حفظ السلام. فيما سبقتها استهدافات عدّة بضربات مماثلة يومي الأربعاء والخميس، ما أدى إلى تعطل بعض معدات المراقبة، وإصابة بعض الجنود. وقد أعلن المتحدث باسم اليونيفيل أن قواعد اليونيفيل في جنوب لبنان تكبدت أضرارًا جسيمة جراء الضربات الإسرائيلية خلال ٤٨ ساعة.

كما قام جنودٌ إسرائيليون بإطلاق النار عمداً بالقرب من قاعدتهم في رأس الناقورة، فأصابوا مدخل “الدشمة” حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضرارًا بالآليات ونظام الاتصالات.

في حين برر الجيش الإسرائيلي بالقول إنه طلب من الجنود الأمميين البقاء في مناطق محمية قبل أن يطلق النار بالقرب من قاعدتهم.

وفي بيان لقوات اليونيفيل، قالت إن فجر يوم الأحد ١٣ تشرين الأول قامت دبابتين إسرائيليتين بتدمير البوابة الرئيسية لموقع تابع لها ودخلتاه عنوة. كما أعلنت عن إصابة خمسة عشر جندياً. لكن جيش الاحتلال عرض رواية أخرى للحادثة، حيث قال إنه دخل إلى أحد مواقع اليونيفيل لإجلاء جنودٍ قد أصيبوا بصاروخٍ مضاد للدبابات.

جاءت هذه الاعتداءات بعد تحذيرات على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجلاء قوات اليونيفيل، حيث توجه بخطاب مباشر إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طالباً منه إبعاد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عن الخطر وعلى الفور.

واعتبر أن رفض غوتيريش سحب قوات اليونيفيل هدفه توفير درع بشري لمقاتلي حزب الله، وأن هذا الرفض يجعلهم رهائن بيد حزب الله.



موقف الاتحاد الأوروربي؟

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “إن الاتحاد يدعم كامل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وأن سكان لبنان يعانون، ووعد بعدم التخلي عن بلد على شفير الهاوية”. وأضاف ان لا بلدًا في الاتحاد الأوروبي يرغب بالإنسحاب من قوة اليونيفيل.

وقد قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام: “قررنا ان تبقى قوات اليونيفيل في مواقعها في لبنان”، مضيفاً أنه سيتم دعم اليونيفيل من قِبل مجلس الأمن.

وقد أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى أن: “الجيش الإسرائيلي عازم على تدمير شريط القرى اللبنانية المحاذية للحدود، بوصفها هدفاً عسكرياً”.

في حين أفاد المتحدث باسم اليونيفيل أن “القوات الإسرائيلية طلبت منا الابتعاد عن الخط الأزرق”.

وفي بيان صادر عن مكتب بوريل، طالبت الدول الأوروبية بشكل عاجل توضيحات وتحقيقات شاملة من السلطات الإسرائيلية حول الهجمات ضد قواتها، خاصةً بوجود ١٦ دولة أوروبية مشاركة في تلك القوات

 

قوات اليونيفيل تفقد السلام! – ماذا تريد اسرائيل من اليونيفيل؟

طلبت اسرائيل من اليونيفيل التراجع باتجاه الجنوب اللبناني. وسبب ذلك (جهراً) إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم، دون وجود خطر على حياتهم في حال إطلاق صواريخ لحزب الله. بينما تقول اليونيفيل إنها تتواجد في مناطق يجب أن تراقب فيها الأوضاع وفقاً لقرار مجلس الأمن ١٧٠١.

تطالب إسرائيل اليونيفيل بالانسحاب إلى الداخل اللبناني بمسافة ٥ كلم بعيداً عن الحدود، ما يعني تغيير مواقع تلك القوات ومناطق تمركزها، مما سيسهل على إسرائيل تنفيذ خططها العسكرية في الجنوب اللبناني، والتي تهدف حسب ما تقول إسرائيل إلى القضاء على حزب الله اللبناني وإبعاده إلى ما بعد نهر الليطاني.

من جهة أخرى، نشر الجيش الاسرائيلي فيديوهات لمكان ما، قال إنه مخبأ للأسلحة، موجود على بُعد أقل من ٥٠٠ متر من موقع لليونيفيل.

من هنا حذر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من شن أي هجمات على قوات حفظ السلام، اذ سيشكل “جريمة حرب”، وحذر من استهداف قوات اليونيفيل أو حتى مبانيها أو مواقعها.

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس في تغريدة على منصة اكس: “ستبذل دولة إسرائيل قصارى جهدها لضمان سلامة مواطنيها. وإذا لم تتمكن الأمم المتحدة من المساعدة، فيتعين عليها ألا تتدخل على الأقل، و أن تنقل أفرادها من مناطق القتال”.

وقد وصف وزير الطاقة الإسرائيلي قوات اليونيفيل في لبنان بأنها عديمة الفائدة ولم توفر الحماية للإسرائيليين.

 

ردود الفعل الدولية

كان هناك العديد من ردود الفعل الدولية حول اعتداء القوات الاسرائيلية على اليونيفيل.

فقد أكد الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ: استهداف القوّات الإسرائيليّة لعناصر اليونيفيل أمر غير مقبول. مضيفاً: “لن نقبل به ولن نقبل بأن يتكرّر ذلك”.

من جهته ندد رئيس الوزراء الإسباني بما حصل، ودعا المجتمع الدولي إلى التوقف عن بيع الأسلحة لإسرائيل.

وقد أفاد وزير خارجية ‎النرويج بأنه: “من الخطير للغاية أن تتعرض قوات اليونيفيل لإطلاق النار من القوات الإسرائيلية”.

فيما وصف وزير الدفاع الإيطالي، الهجمات بأنها “جرائم حرب”، وأن بلاده لن تتسامح مع هذه الانتهاكات.

وقالت وزيرة خارجية أستراليا: “نجدّد دعمنا لدور اليونيفيل في الحفاظ على السلم الإقليمي”.

كما أن الخارجية العراقية أعربت عن “إدانتها واستنكارها للاعتداء الصهيوني على اليونيفيل. والذي يُشكّل انتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الإنساني والقانون الدولي”.

واعتبرت الخارجية التركية أن هذا الاستهداف دليل على انتهاج حكومة نتنياهو سياسة احتلال لبنان.

ردود الفعل في لبنان

من الجانب اللبناني علق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على الحادثة معتبراً أن استهداف قوات اليونيفيل جريمة، وليس محط إدانة أو إستنكار فحسب… وهو محاولة اغتيال واضحة وموصوفة للقرارا الأممي ١٧٠١. واضعاً إياها برسم المجتمع الدولي الذي آن له أن يتحرك ويستيقظ لوضع حد لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على لبنان… وعلى الإنسان…. وعلى كل ما هو متصل بقواعد الإخلاق والإنسانية والشرعية الدولية، حسب ما قال.

وقد ندد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالهجوم على اليونيفيل في لبنان، ووصفه بالـ “جريمة”.

أما وزير الدفاع اللبناني موريس سليم فقد استنكر الاعتداءات التي تعرضت لها قوات اليونيفيل الدولية جنوبي لبنان. وأكد سليم أنها تفضح حقيقة الاحتلال العدوانية”، وهذه الاعتداءات على اليونيفيل تعكس تجاهل الاحتلال للقرارات الدولية ولمهام هذه القوات السلمية.

وأضاف أن على المجتمع الدولي أن يضغط بقوة على إسرائيل لإرغامها على تطبيق القرار ١٧٠١ ووقف العدوان على لبنان.

 

استنكارات وتنديدات بالجملة، ومطالبات بالهدنة والابتعاد عن قوات اليونيفيل من الدول بأكملها. مجلس الأمن تكلم داخل قاعته، ووجه تحذيراته إلى أسرائيل. إلا أن هذه التحذيرات الأممية لم تكن يوماً رادعاً للعدو الذي لا يقيم وزناً لأي اعتبار انساني وقانوني وأخلاقي… وما ذكرناه أعلاه خير دليل.

فهل سيتخذ مجلس الأمن إجراءات قضائية بحق إسرائيل التي تدعمها دولة أساسية فيه في حال تجدد الإعتداءات على قوات اليونيفيل؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com