
خاص بِكَفّيكم: حزب الله فوّت فرصة الحرب الكبرى على إسرائيل… وهذه آخر المعارك الصهيونية!
آخر المعارك الصهيونية!
كتب د. حسين المولى؛ آخر المعارك الصهيونية! – انتهى زمن التحليل السياسي الذي قد يخطئ، وبتنا في زمن قراءة الأحداث بعين اليقين. في 7 أكتوبر 2023 وقعت حماس في مصيدة إسرائيل، والتي كانت تعرف أن حماس قادمة على حدث أمني على حدود غزة لخطف جنود صهاينة، لمبادلتهم بأسرى فلسطينين، أو للمساومة على أمور أخرى تهم القطاع. فتحت لهم الطريق على مصراعيه ليكون الحدث جللًا ولتقدم على عملية عسكرية كبيرة تنهي حكم وتواجد حماس في قطاع غزة. وذلك حتى يبقى حزب الله العائق والتهديد الوحيد في العقل الإستراتيجي لإسرائيل، لتتفرغ له وتسقطه بضربة قاضية أخرى.
لكن، جرت رياح غزة بما لم تشتهي سفن الصهاينة. صمدت بلحم أبنائها الحي لما يقارب العام. قاومت بكل ما أمكن، فالمقاومة فكرة في العقل الجماعي لفلسطين. و قد ألهمهم الله الصبر حتى صارت غزة قطعة من الجنة وبوابة العبور إليها.
الحزب على مائدة العدو بعد حماس!
تلقف حزب الله الخطة الإسرائيلية، وعلم أنه التالي على المائدة الإسرائيلية، بعدما ركب العرب جميعاً قطار أبراهام للتطبيع. وعلم أن سقوط حماس يعني سقوطه، أو لنقل بداية سقوطه. ففتح جبهة الإسناد في جنوب لبنان في اليوم التالي لطوفان الأقصى. والهدف من ذلك مشاغلة قوات إسرائيل معتمداً على استراتيجية الإعماء تمهيداً وتحضيرا لأي حرب كبرى قد يقدم عليها العدو. فاستهدف بشكل مستمر ومنهجي كل أجهزة التجسس المزروعة على امتداد الجنوب اللبناني… وحتى المستحدث منها، في ثكناته المشرفة على الجنوب، وضرب ثكنة نيرون التجسسية وحتى منطاد العدو المستحدث.
وقد تدرج في استخدام أسلحته تبعاً لمجريات الأحداث العسكرية والتصعيد الإسرائيلي، بما يخدم إستراتيجيته في إرساء توازن الردع المعتمد على مخزون القوة له… لا على الغلبة الإسرائيلية التي يسوق لها عملاؤه على امتداد أمتنا.
وبالعودة إلى الخطة الإسرائيلية للتخلص من حزب الله… فمنذ حرب تموز 2006 وإسرائيل تعمل على تفكيك شيفرة حزب الله وتحاول زرع عملاء داخل التنظيم. كما تحاول الوصول إلى أجهزة اتصالاته وطرائق التواصل بين قياداته ووحداته. وهي تملك داتا الاتصالات اللبنانية وأسماء أصحاب الخطوط المحمولة والأرضية! وتملك داتا لوحات السيارات! حتى أصبحت قادرة على التجسس على كل بيت لبناني… وطبعًا بمساعدة استخباراتية أمريكية، وغربية، وعربية، عبر قواعد منتشرة في الإقليم، وعبر أقمار صناعية مسخرة لخدمتها.
وكلنا نذكر قضية الجيبات الأمريكية التي استوردت لصالح حزب الله، والمزودة بنظام تتبع لاستهداف قادة وأفراد حزب الله، وطبعاً كانت ستستخدم كل ما تم جمعه في الحرب الكبرى التي تخطط لها للقضاء على حزب الله.
أوراق إسرائيل لضرب الحزب: تفجيرات البيجر والأجهزة اللاسلكية
وأما وقد استخدمت إسرائيل الكثير من الأوراق التي لديها من تفجير البايجر والأجهزة اللاسلكية لضرب لواء الدعم والمساندة في حزب الله. وقد كشفت الكثير من المشغلين لديها في ضربات واستهداف قادة المقاومة، والتي كانت – كما قلنا معدة لحرب القضاء على حزب الله، لجره لحرب كبرى بالتوقيت الإسرائيلي. و قد صمد حزب الله أمام هذه الخطة حتى الآن؛ صموداً أسطورياً وفوت هذه الفرصة على العدو الصهيوني. فإن العدو الغاصب المزروع في جسد هذه الأمة يضرب آخر ضرباته في ظل تدرج مدروس وذكي كما ذكرنا في أسلوب حزب الله القتالي وسيجر مذلولاً لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. لكي يستكمل ووكلائه مسألة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان بتوقيت حزب الله، وفي ذلك نصر إستراتيجي له على عدو لا يفهم إلا لغة القوة، ويؤسس لمرحلة طويلة من الإستقرار على الجبهة الجنوبية من منطلق فائض القوة لحزب الله ومحوره، لا من منطلق الضعف والخوف.
وحكما سيتم توظيف هذا النصر على قضايا يريدها حزب الله من الحدود البرية إلى مزارع شبعا والغجر، واستخراج النفط والربط النفطي المتوسطي وأمور أخرى في الداخل اللبناني،. وما خبرناه من تصعيد في اليومين الأخيرين في الجبهة الجنوبية هو بإذن الله آخر المعارك…



