خاصمقالات

الإنتحار يزداد في لبنان

خاص بِكَفّيكم: الإنتحار يزداد في لبنان

خاص بِكَفّيكم: الإنتحار يزداد في لبنان!

 

كتبت رباب الأحمدية؛ الإنتحار يزداد في لبنان : كلما ازدادت الأزمات الإجتماعية والإقتصادية والظروف المعيشية التي تضع ثقلاً على كاهل الفرد وتحمله أعباء ومسؤوليات إضافية، إلى جانب تأثير وسائل التواصل الإجتماعي أي العالم الإفتراضي. يزداد معها الإرتفاع في نسبة الانتحار.

 

أشارت الإحصائيات إلى أن الظاهرة الخطيرة تدق ناقوس الخطر في مجتمعنا اللبناني، ويظهر ذلك من خلال الإرتفاع المقلق واللافت في الأرقام التي وصلت الى 170 حالة عام 2023 مقابل 138 حالة عام 2022، وقد سُجلت 45 حالة انتحار حتى منتصف عام 2024 بحسب الدولية للمعلومات.

 

ما هي تداعيات الإنتحار في لبنان؟

“الانتحار هو ردة فعل مأساوية لحالة من الإجهاد والألم النفسي، تفوق قدرة الشخص على التعامل معها وتحملها”. بحسب ما صرحت به المعالجة النفسية حنان نوفل في حديث لموقع “بِكَفّيكم”.

مشيرةً إلى أنه”يوجد أسباب متعددة، تدفع بالفرد إلى اللجوء للانتحار، أهمها الشعور بالضعف واليأس والحزن والإجهاد الكبير، الذي بدوره يسبب اضطرابات نفسية مسؤولة عن هذا الفعل، تحديداً “الاكتئاب الحاد”.

ناهيك عن الاضطرابات النفسية والعقلية الأخرى التي قد تؤدي إلى الانتحار أيضاً. ومنها الذهان واضطراب ثنائي القطب بالإضافة إلى الإدمان على المخدرات والكحول الذي يساهم في تفاقم حدة هذه الظاهرة، ويدفع البعض إلى إتخاذ قرارات مأساوية”.

 

نوفل: لجوء المراهقين للانتحار هو تأثيرات العصر عليهم

وأشارت نوفل إلى أن:”حالات الانتحار عند المراهقين من عمر 15 حتى 20 عامًا لا تعود إلى سبب واحد. فإن حساسية المرحلة العمرية التي يعيشونها بشكلٍ أساسي وعدم توفر التفهم والدعم للمراهقين بهذه الفترة، فضلاً عن تعرضهم لصدمات مرحلية منها صدمات عاطفية وغير عاطفية ومشاكل أسرية عميقة، إضافة الى عدم توفر الدعم الإجتماعي والنفسي الأسري على حد سواء”.

 

وأوضحت نوفل إلى أنه:”من أسباب زيادة لجوء المراهقين للانتحار هو تأثيرات العصر عليهم. لأن المراهقين وبسبب وسائل التواصل الإجتماعي، يخسرون فرصة التفاعل الإجتماعي الحقيقي الذي يلعب دوراً كبيراً في مساعدتهم على بلورة شخصيتهم وهويتهم. كما له دور أساسي في حصولهم على دعم حقيقي من قبل أصدقائهم. لأن وسائل التواصل الإجتماعي اليوم، تزيد من معدل ومستوى القلق لدى المراهقين نتيجة الضغوطات التي تمارسها عليهم. ومتطلبات “السوشيال ميديا” بالنسبة للمراهقين تجعلهم عرضة للكثير من المشاكل. وتسهل إمكانية استغلالهم بطرق مختلفة، خاصة التنمر والتحرش الإلكتروني وما إلى ذلك”.

 

أما عند الفئات العمرية الأكبر. قد يكون الانتحار مرتبطاً بالضغوط المالية والمعيشية. الأمر الذي يولد عندهم الشعور بالوحدة واليأس والوقوف مكبلي الأيدي أمام متطلبات الحياة الكثيرة… في ظل دولة عاجزة عن تأمين أبسط مقومات الحياة لمواطنيها من ماء، كهرباء وتعليم، أما الطبابة فحدث ولا حرج.

لذلك يتفاقم عندهم الشعور بالضعف والحيرة، ويأخذهم إلى حالة من عدم الرضى عن الذات كونهم عاجزين عن تحقيق أهدافهم.

 

بينما بالنسبة للمسنين فإنه مرتبط بشعورهم بالاكتئاب والعجز والوحدة نظراً لعدم توفر الدعم النفسي والعائلي لهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة. بالإضافة إلى أمراض أخرى قد تولد عندهم الشعور بالانتحار مثل الأمراض المميتة كالسرطان وغيرها.

 

كيف نعلم أن الشخص أصبح عرضةً للانتحار؟

إن بعض الإشارات يسميها علم النفس “إشارات لطلب المساعدة”. لأن الشخص الذي يفكر بالانتحار، هدفه ليس إنهاء حياته، إنما الهدف هو إيقاف الألم الذي يشعر به”.

 

كما اكدت نوفل إلى موقع “بِكَفّيكم” أن:”معظم الأشخاص الذين يفكرون بالانتحار، أو يقبلون على الانتحار لديهم إشارات مشتركة بشكل عام. منها الكلام عن الموت أو العزلة، الإنفعال، التراجع في مستوى الطاقة النفسية والجسدية، تراجع في الأداء العائلي، تراجع في الأداء الوظيفي وممكن أيضاً من خلال البوستات التي يضعونها على السوشيال ميديا.

 

من هنا تكمن أهمية توفر الدعم النفسي العائلي والمجتمعي. وكذلك الدعم الذي يحصل عليه الأفراد من خلال الخطة التي تضعها الدولة من أجل تعزيز التدخل الفعال، للحد من ارتفاع هذه المعدلات.

ولقد وضع خط الحياة 1564- الخط الوطني الساخن للدعم النفسي والوقاية من الانتحار بالتعاون مع البرنامج الوطني للصحة النفسية. ولا ننسى دور وسائل الإعلام في الإضاءة على مفهوم الصحة النفسية وأهميتها. وأهمية التعبير عن المشاعر وطلب المساعدة عند الحاجة. إضافة إلى توفير فرص الحصول على الخدمات الصحية والنفسية وسهولة الحصول عليها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com